لم يُخيل إلى ذهني أبدا قط أن يصل بنا الحال إلى ما نحن عليه اليوم ، من انحلال للأخلاق وانتهاك للحرمات وبيع للذمم وسفك للدماء والإنجرار وراء الأموال ، التي أعمت البصيرة فصرنا مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء نلهث وراء أكوام من السراب ، كلا منا يريد نصيبا من الكعكة بغض النظر عن التابعات ، من يملك القوة على الأرض هو من يملك زمام الأمور على طاولة الحوار ، ما أشبه ذلك بقانون الغاب ، سنتآكل حتى نصبح أكثر ضعفا فيسهل الترويض والإفتراس من قبل المتربصين ، قد نتظاهر بالغباء أحيانا لتمرير بعض الإملاءات ، ولكن أن نتمادى في ذلك فذاك هو الإنحطاط بعينه ، من العجائب والغرائب عندنا وجود قيادات حديثي الولادة ، سيرتهم الذاتية خاوية على عروشها ، تم الزج بهم لتمرير هذه المرحلة وتسيير الأمور كما يشتهيها المخرج ، المهم يبحث كلا منا عن وسيلة للإسترزاق تحت مظلة الشعارات الزائفة للوطنية ، والأهم من ذلك الأموال الطائلة التي تُضخ في الشق العسكري لا تعد ولا تحصى ، في ظل واقع مأسآوي للمواطن الذي يبحث عن قوت يومه ، حلت البركة على عدد من الأشخاص بعدد الأصابع ، واكتوى الغالبية العظمى بلهيب النار ، زادت حدة المعاناة حتى بلغت ذروتها . في كل عام نودعه تكون الضريبة باهظة للمواطن من ذي قبل ، لا يملك الحيلة سوى التضرع إلى المولى عز وجل بأن يهدي من بيدهم القرار إلى سبيل الرشاد ، أستخدام المواطن في هذه اللعبة القذرة من قبل تجار الحروب وصناع الأزمات كوسيلة للي الذراع لم تعد تجدي نفعا ، ابحثوا لكم عن طرق أخرى ودعوا المواطن في حاله ، يكفيه ما حل به من تابعات سياساتكم الهوجاء حتى ضاق به الحال حرجا ، ابحثوا عن سيناريو آخر بديلا عن المواطن ، لأن الضغط يولد الإنفجار ، عندما يثور الجياع سيجعلوا عاليها سافلها ، وسيعض المتحاربون على أيديهم ، حينها لا ينفع الندم ولن يجدوا ملاذا للهرب ، فتكون العاقبة وخيمة ويحدث مالم تُحمد عقباه ، اللعنة حلت علينا جميعا بسبب تخاذلنا وتهاوننا ، حتى سُحب البساط من تحت أيدينا ، فلم نعد نملك القرار وصرنا أدوات بأيدي الغير ، كلا منا يعي ما يدور وعلى دراية كاملة بما يحدث ، فلماذا هذا الإستهتار ؟؟؟ هل نحن بحاجة إلى معجزة ربانية حتى ينكشف الستار ؟؟ أم إن للحدث بقية مع من بيده القرار !!! . سالم مفرق