افتتح أول فندق أربع نجوم تديره امرأة في اليمن، في أيار/مايو الماضي بالعاصمة صنعاء. وتقول مديرة الفندق أنيسة حسين الضباعي التي وضعت بصماتها فيه من حيث الديكور والتجهيزات والسمعة الجيدة بعد أن كان مجمّعاً سكنياً في الماضي، إنها تأمل أن يخدم فندق "لامار" السياحة في اليمن.
كما تأمل الضباعي أن يفتح اقتحامها العمل الفندقي كمديرة، الباب واسعا لنساء أخريات للقيام بنفس الشيء، مؤكدة أن المرأة قادرة على تبوء مناصب عالية في المجتمع اليمني. عن عملها كامرأة في مجتمع محافظ وطموحاتها، تحدثت أنيسة الضباعي للشرفة. الشرفة: من هي أنيسة الضباعي ولماذا اختارت العمل كمديرة فندق في مجتمع محافظ وتقليدي؟
أنيسة حسين الضباعي: أنا أنيسة حسين محمد الضباعي من مدينة يافع [في محافظة لحججنوب اليمن]، وقد عملت كموظفة في القطاع الحكومي لمدة 17 عاماً أولاً في وزارة النفط وبعدها كمدير عام رقابة وتفتيش في هيئة النقل العام. وعملت 10 سنوات كمديرة الشؤون المالية والإدارية في مجمّع سكني في صنعاء والذي تحول لاحقاً إلى فندق لامار الذي تم افتتاحه في أيار/مايو الماضي.
وكل هذا أكسبني خبرة إدارية ومالية كبيرة. وقد وجدت في شغر وظيفة مديرة فندق فرصة رائعة لي كامرأة يمنية لاقتحام مجالات عمل جديدة تفتح الباب لأخريات لاقتحام هذه المجالات أيضاً. ولقد سعدت كثيراً بهذا العمل حيث وجدت نفسي فيه ولم أخشَ المجتمع أو نظرة المجتمع القاصرة لأن أهلي وأسرتي وزوجي يدعمونني، وعندما يكون هناك مثل جيد للمرأة اليمنية في وظيفة ما فإن هذا يجعل المجتمع ينظر إليها باحترام كبير.
لذلك أنا أبذل كل جهدي في تطوير صناعة الضيافة في اليمن من خلال إدارة فندق لامار والذي وضعت بصماتي فيه من حيث الديكورات وتجاوز السلبيات التي سمعت عنها أو عايشتها في فنادق أخرى كنزيلة سواء داخل اليمن أو خارجه. الشرفة: كيف تقيّمين العمل الفندقي في اليمن؟
الضباعي: أنا كانت لدي فكرة سيئة عن الفنادق وعن ممارسات سلبية كانت تحصل فيها، مثل وجود كاميرات المراقبة أو من ناحية النظافة والإجراءات الأمنية داخلها. وهذا ما جعلني أعمل على تحسين هذه الجوانب حرصاً على سمعة العمل الفندقي وبما يطوره ويحافظ على صناعة الضيافة.
والعمل الفندقي ينتعش كلما انتعشت السياحة، والسياحة عندنا ضربت بفعل الظروف التي تعيشها البلاد منذ 2011. ومع ذلك الفندق يعمل بطاقة 50 في المائة والأمور لدينا جيدة ولدينا تعاقدات مع شركات أجنبية وسفارات ولدينا نزلاء أجانب من أوروبا ومن الهند.
الشرفة: هل واجهت أي معوقات في عملك كمديرة فندق لأنك امرأة؟
الضباعي: لدي ثقة كبيرة بنفسي ولذلك ثقة أسرتي وزوجي بي كبيرة وهذه الثقة تنعكس على المجتمع. المرء يضع نفسه حيث يشاء لذلك أنا سعيدة بالعمل كمديرة فندق لأنها ليست وظيفة جامدة روتينية فكل يوم شكل جديد من المشاكل ومن الزبائن ومن العمال.
وأنا أرى أنه لا فرق بين الرجل والمرأة في العمل حيث يتمنى بعض الرجال أن يأخذوا راتباً ويجلسوا في البيت والبعض الآخر يريد أن يثبت نفسه، والمرأة كذلك، فلو عرض علي أن أستلم راتبي وأنا جالسة في البيت لرفضت لأنني أريد أن أثبت نفسي وأحقق شيئاً لذاتي.
وأؤكد أنه لولا تعاون أسرتي وزوجي لما استطعت أن أحقق أي نجاح، ولذلك نجاحي هو نجاح لأسرتي وللمجتمع المحيط بي. الشرفة: كيف تقيّمين وضع المرأة في المجتمع اليمني وخصوصاً من ناحية المشاركة السياسية؟
الضباعي: المرأة خطت خطوات جادة واعتلت مناصب سياسية عليا في الدولة وحصلت على حقائب وزارية ودخلت البرلمان و تميزت في الوظيفة العامة بكل مستوياتها. وكذلك كان للنساء مشاركة سياسية فاعلة سواء عن طريق الانتخابات أو في المجال الحقوقي ومنظمات المجتمع المدني وغيره من الأعمال شأنها شأن الرجل.
وعلى الرغم من ذلك، أنا ما زلت أعتقد أن المرأة لم تعط فرصتها الكافية لإثبات نفسها أكثر، وألفت هنا إلى حصولها فقط على وزارت ذات نطاق عمل محدود أو على مقاعد في مجلس الوزراء ولكن من دون حقيبة. حيث أنه لم يتم إعطاء النساء في اليمن وزارات خدمية تعنى بشؤون غالبية المواطنين وتستطيع من خلالها خدمة المجتمع أكثر. الشرفة: وأنت هل تطمحين لأن تكوني وزيرة؟
الضباعي: نعم أطمح ولمَ لا ما دمت قادرة، ولكن وزيرة لوزارة خدمية مثل التربية والتعليم أو الخدمة المدنية التي تقدم خدماتها لنسبة كبيرة من المجتمع. وأنا أؤكد أنه لو أعطيت مثل هذه الحقائب الوزارية لنساء، سيثبتن أنفسهن وسيثبتن للآخرين أنهن قادرات على النجاح في أي مجال وفي أي وظيفة.