انه لمن المؤسف ما نشاهده ونعيشه اليوم هنا في الجنوب من ثرثرة وتخبط هنا وهناك وعلى كافة الأصعدة سوى كان ما يعيشه الحراك الجنوبي بكل مكوناته او ما يدار من بعض القوى السياسية الجنوبية المشاركة في الحوار السابقة واللاحقة! ولا شك ان معظم أبناء الشعب الجنوبي اليوم قد أصبحوا غير فاهمين او واثقين في مصداقية تلك القوى السياسية الجنوبية وأصبح الكثير لا يفهم او عاجز عن أي تفسير تجاه هذا او ذك وما يقومون به جميعا حتى وان كان شعار الجميع تحرير واستقلال دولة الجنوب! انه لمن المؤسف جدا ان نرى فريقا يأتي وفريقا يذهب هنا وهناك ...ضف الى ذلك الهوة والتباعد الذي يجمع اكثر مكونات الحراك الجنوبي حتى وان رفعوا جميعهم علم دولة الجنوب إلا ان ما يمارس على ارض الواقع ومن جميع مكونات الحراك الجنوبي عمل يجسُد ثقافة الاقصاء ومحاولة تصوير كل طرف لطرف انه خارج سرب ثورة الجنوب بل ووصل الامر الى تبادل الاتهامات بالخيانة وغيرها من المسميات التي لا تمس بصلة لنضال شعب يعاني الويلات جرى احتلال غاشم يدمر في كل يوم ولحظة ما تبقى من القيم ويزرع الفتن هنا وهناك كي يضل حال الجنوب وأهلها أسيرا لتلك القوى التي لا يهما الا نهب خيرات الجنوب وتحت أي مسمى وحدة كانت او أقاليم مشروطة .
يبقي الجنوب ملكا لهم ويبقي أهلها يعانون الويلات والقتل في كل يوم تشرق فيه شمس التسلط والهيمنة والقتل لكل كفاءات الجنوب سوى كانت عسكرية او مدنية ! كل هذا قد أصبح يشارك في صنعه كل من يرى ان الوطن والنضال من اجل الاستقلال ليست الا من نصيبه او من انه الاجدر والاوحد على التحدث والنضال باسم الجنوب وثورته التي تعاني اليوم كثيرا من المصاعب لم يكن سببها الا تلك العقول والافراد التي لا يمكن لها ان تحقق أدنى انتصار لقضية وطن وشعب شبع من الشعارات الزائفة والممارسات الخاطئة التي كانت السبب الرئيسي لما وصل به الحال اليوم.
نعم ان مآسي الجنوب مسؤول عنها أبناء الجنوب سوى من كان داخل الوطن ينظر ويحكم على الاخرين وهو لازال تحت رحمة المحتل! وهناك أيضا نصيب اوفر لبعضا من الجنوبيين الذين أصبحوا يتحدثون في المؤتمرات الصحفية وغيرها ويقولون عندنا هنا (في الشمال) أي انهم يصفون أنفسهم بالشمال قبل الجنوب كما نشاهد الأخ احمد عبيد بن دغر! أيضا هناك بن دغر ودغر ودغر آخر وصلوا الى ما هم فيه على حساب وطن اسمه الجنوب!
اعطاهم الكثير وعبثوا فيه اكثر ولازالوا يعبثوا منطلقين من مبدأ وحدوتيهم وحبهم للوحدة التي اعطتهم الكثير أيضا على حساب وطن الجنوب وشعبه ...نجدهم اليوم لا يخجلون مما يقولوا ولكن يخجل من يشاهدهم او يسمعهم مما يقولون ويدرك ويعلم أيضا انهم يعلمون علم اليقين انهم في نظر من يدينون لهم بالولاء ليس إلا بياعين لوطنهم قبل ان يكونوا صادقين مع من يمجدونهم ولا غرض لهم سوى الاسترزاق عبر الفساد الذي اصبح ورقة ضغط تستخدم للضغط عليهم ليقولوا(عندنا في الشمال) ويتنكروا لكلمة الجنوب التي احسنت اليهم وضلوا يسيئون اليها عبر مراحل التاريخ!
أيضا هناك قيادات جنوبية في الخارج مارست ولازالت تمارس ارتكاب الأخطاء الجسيمة تجاه الجنوب ارضا وانسانا! تلك القيادات التي نتمنى ان تصحوا ضمائرها تجاه قضية وطن وشعب ذُبح من الوريد الى الوريد بسكاكين سياساتهم العقيمة الفاشلة التي تسببت فيما شعب الجنوب فيه اليوم من الويلات والضياع والعوز المدقع...نتمنى من تلك القيادات دون ان نسميها كي لا نسهم فيما نحن فيه من التفكك!
نتمنى منهم اليوم إعادة النظر في كل ما يقوموا به من عمل سياسي يسمونه من اجل الجنوب بينما في الواقع هو عمل لا يليق بمن ينتهجه ان يسمى سياسي بقدر ما يسمى (غبي) نتمنى اليوم منهم الى صحوة ضمير وينظروا الى أنفسهم بحجم ما ارتكبوا من الأخطاء المدمرة التي ندفع اليوم ثمنها غاليا! ان ينظروا الى أنفسهم من انهم ليس الا قادة لم يسلم من ضررهم حتى الموتى في القبور في الجنوب. نعم انكم مطالبون اليوم بالتخلي عن المسميات الجوفاء كالشرعية او القيادات التاريخية وغيرها من المسميات السمجة.
كل هذا وشعب الجنوب قد عفا وأعلن التصالح والتسامح قبل أعوام فليس هناك امامكم من معضلة سوى اعلان انكم افرادا من هذا الشعب لتوحدوا صفكم وكلمتكم لصالح قضية وطن وشعب سامحكم! ولكن لا يعني ذلك ان تضلوا تعملوا بعقلية حب الذات والعمل بسياسة اين موقعي من السلطة وإلا لا يهمني ما حصل ولازال يحصل للجنوب وشعبها!
عودوا الى رشدكم واعملوا على وحدة الصف والتقوا دون ان يفكر احدكم ان كرسي الحكم ينتظره في الجنوب واثبتوا انكم قادة استفدتم من أخطاء وسلبيات ماضي بغيض صنعتموه بأيديكم صنعتموه لشعبكم ولكم لتصبحوا في الشتات لا ينام احدكم لحظات الا ويحلم انه حاكم الجنوب! ليصحوا من نومه ويمارس اغبى الاعمال التي كانت السبب في استمرار الحال من سيئ الى اسوى !!
نتمنى من كل القيادات الجنوبية في الخارج ان تدرك انه آن الأوان اليوم لوحدة الصف والكلمة التي لا شك سيكون لها المردود الإيجابي وستوحد شعب ومكونات حراكية وحوارية وغيرها! وليناضل الجميع بعيدا عن شعار. كما قال المرحوم الأستاذ عبد الله المسيبلي (انا ولا أحدا سواي) والله ولي التوفيق .
