عكست التظاهرات التي شهدها اليمن أمس أكثر حالات الانقسام والاستقطاب السياسي بين قوى الثورة التي نظمت تظاهرات قادها تيار "الإخوان المسلمين" لمناهضة النظام السابق والحوثيين واستعادة الاموال المنهوبة وكذلك "جبهة انقاذ الثورة" التي تضم جماعة "أنصار الله" الحوثية وبعض احزاب اليسار، والتي حشدت انصارها في عدة محافظات للمطالبة بإسقاط الحكومة. وساد التوتر محافظة عدن الجنوبية حيث احتشد عشرات الآلاف من انصار الحراك الجنوبي في تظاهرات تخللتها مواجهات بين الشرطة والمحتجين أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة 22. وفي عدن احتشد عشرات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في " مليونية الحسم" والتي قال قادة الحراك إنها نظمت لتوجيه رسالة إلى المجتمع الدولي برفض قرار تقسيم اليمن ستة اقاليم ضمن الدولة الاتحادية وتأكيد موقفهم الرافض لمقررات الحوار الوطني. ومنعت قوات الجيش متظاهري الحراك الذي تدفقوا من محافظات عدة من دخول منطقة خورمكسر حيث كان مقرراً تنظيم تظاهرات ومهرجان احتجاج في ساحة العروض بعد اداء صلاة الجمعة في ساحة الدرويش. وقال ناشطون إن قوات الجيش استخدمت الرصاص الحي وخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين في أحياء عدة من المدينة، مما أدى إلى مقتل مدني وجرح 22، فيما تعرض العشرات لحالات اختناق بالغاز. وقال مسؤول محلي ل"النهار" إن اللجنة الامنية في عدن أعلنت "عدم السماح بتنظيم أي تظاهرات في المدينة لأسباب أمنية"، مشيرا إلى أن اللجنة نشرت قوات طوارئ لأقفال منطقة خور مكسر ومدخل ساحة العروض، كما نشرت سرية مجهزة بآليات مكافحة الشغب في محيط الساحة وأخرى معززة بالسلاح الثقيل في محيط مطار عدن وبعض المنشآت الحيوية. واقفل متظاهرون من الحراك بعض الشوارع بالحجار والإطارات المشتعلة، وأكد ناشطون أن قوات الجيش اعتقلت عددا من الناشطين، بعد مطاردتهم المتظاهرين في الاحياء. وكانت قوى الحراك الجنوبي طالبت في مؤتمر صحافي، المجتمع الدولي بالتدخل لإنهاء ما سمته "الاحتلال الشمالي" ودعت الأممالمتحدة إلى إجراء استفتاء شعبي لتقرير المصير. وشهدت المحافظات الشمالية تظاهرات قاد الأولى تنظيم "الإخوان المسلمين" الذي دعا انصاره إلى الاحتشاد في جمعة "ثورتنا مستمرة ولا عودة للماضي" لمناهضة توسع الحوثيين. وقادت الثانية "جبهة انقاذ الثورة" التي يقودها الحوثيون وبعض الأحزاب اليسارية، والذين اطلقوا تظاهرات بعد انتهاء مهلة حددوها سابقا للرئيس هادي لإقالة الحكومة.