"تنامي نفوذ جماعة عصائب أهل الحق" في العراق و"مجلة جديدة لتنظيم القاعدة" و"حاجة ملحة للوصول إلى تسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين" كانت من أبرز الموضوعات التي شملتها الصحف البريطانية في تغطيتها لشؤون الشرق الأوسط. ونبدأ بتقرير في صحيفة "الغارديان" حول جماعة "عصائب أهل الحق" الشيعية العراقية التي تبعث مسلحين إلى سوريا للقتال إلى جانب القوات الحكومية في مواجهة المعارضة المسلحة. ويقول مراسل الصحيفة في منطقة الشرق الأوسط ، مارتن تشالف، إنه منذ رحيل القوات الأمريكية عن العراق في ديسمبر/كانون الأول 2011، ظهرت "عصائب أهل الحق" كأحد أبرز اللاعبين في الحياة السياسية بالعراق. وأضاف أنه من خلال مزيج من الدبلوماسية والعمليات المسلحة والترويع، أصبح للجماعة دور مؤثر في دولتين. مخالب في أجهزة الأمن ويوضح التقرير أن "عصائب أهل الحق" نشأت برعاية الجنرال الإيراني قاسم سليماني – قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري. ويشير إلى أن لها علاقة قوية مع جماعة حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى ارتباط أيديولوجي بالمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. ويعتقد مسؤولون استخباراتيون عراقيون أن الحركة تتلقى ما بين 1.5-2 مليون دولار شهريا من إيران، بحسب الصحيفة. وأشارت إلى أن صعود الحركة كان مربكا للكثير من القادة السياسيين في العراق. ونقلت عن أحد الوزراء العراقيين قوله "قبل حوالي سبعة أعوام، كانت هذه الحركة بمثابة تابع لإيران يُستخدم لمهاجمة الأمريكيين. والآن لديهم شرعية سياسية ومخالب في كافة الأجهزة الأمنية." ويلفت التقرير إلى أنه مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في العراق، التي تجرى في 30 أبريل/نيسان، تكثف "عصائب أهل الحق" من نشاطها السياسي في بغداد ومن دعمها لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وتحدث مراسل الصحيفة عن زيارته لمقبرة وادي السلام في مدينة النجف، مشيرا إلى أن "السكان الجدد لأكبر مدفن في العالم لم يموتوا في العراق، بل قتلوا في سوريا" خلال دفاعهم عن الأسد. وقال تشالف إن الجماعة اشترت قطعة أرض تتجاوز مساحتها 2500 متر مربع لتصبح مدفنا كبيرا لمسلحي الحركة الذين يسقطون قتلى في سوريا. يرى محللون أن الخلافات الداخلية في القاعدة قوضت من نفوذ الظواهري مجلة جديدة لتنظيم القاعدة وأعدت صحيفة "التايمز" تقريرا حول مساعي زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري "لتشكيل جيل من الإرهابيين المحليين واستعادة نفوذه عالميا من خلال مجلة جديدة ناطقة باللغة الإنجليزية". وتقول الصحيفة إن مجلة "Resurgence" (العودة) أول محاولة للقيادة المركزية بتنظيم القاعدة للتواصل مع المسلمين في الغرب، لكنها تأتي على غرار دورية "Inspire" التي أصدرها فرع القاعدة في اليمن تحت إشراف الداعية اليمني الأمريكي المولد أنور العولقي. لكن الصحيفة لفتت إلى أن العدد الأول من المجلة لم يصدر في موعده أمس الأربعاء كما كان مقررا بحسب مقطع فيديو دعائي نشرته شبكة السحاب التي تعد الذراع الإعلامي للقاعدة. ويرى محللون أن الخلافات الداخلية في القاعدة قوضت كثيرا من نفوذ الظواهري داخل التنظيم، بحسب التقرير. وتقول "التايمز" إن الفيديو الدعائي للمجلة جاء فيه مقطع من كلمة للداعية الإسلامي مالكوم إكس تعود لعام 1965 وصور للعمليات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان. وأشارت الصحيفة إلى محاولات سابقة من جانب القاعدة لاستخدام خطابات مالكوم إكس للترويج لأهدافه. "خطاب مثير للإعجاب" كاميرون زار إسرائيل الأربعاء للمرة الأولى منذ توليه رئاسة الوزراء قبل أربعة أعوام. وفي شأن شرقي أوسطي آخر، تحدثت صحيفة "ديلي تليغراف" عن تزامن التصعيد العسكري بين الفلسطينيين في غزة والجيش الإسرائيلي مع زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الأولى منذ توليه رئاسة الحكومة قبل أربع سنوات، لإسرائيل. وفي أحد مقالاتها الافتتاحية، قالت الصحيفة إن هذا التزامن يذكر ب" الحاجة الملحة لتوصل الإسرائيليين والفلسطينيين إلى تسوية سلمية مرضية". وأشارت إلى أن كاميرون غالبا ما أعطى انطباعا بافتقاده الاهتمام بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي وصفته الصحيفة بأنه "أحد أطول نزاعات العالم وأكثر، فيما يبدو، صعوبة من حيث القدرة على التعامل معه". واعتبرت الصحيفة أنه "كان من الجيد رؤية كاميرون وهو يلقي خطابا مثيرا للإعجاب أمام الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي سعى فيه إلى طمأنة إسرائيل على أمنها مع تذكير الدولة اليهودية في الوقت نفسه بأهمية تحقيق السلام مع جيرانها العرب." وتشير الصحيفة إلى أن آذان الإسرائيليين قد طربت لانتقادات كاميرون لإيران بشأن برنامجها النووي ووصفه النظام الإيراني بالقمعي الديكتاتوري ورفضه ما قال إنها جهود إيرانية مدانة لتسليح المقاتلين الفلسطينيين. غير أن ديلي تليغراف عبرت عن اعتقادها بأن تحذير رئيس الوزراء البريطاني من أنه لا يجب أن تربط إسرائيل أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين بالتهديد النووي الإيراني لن يلق ترحيبا في إسرائيل. وخلصت إلى أنه ربما تكون زيارة كاميرون تذكرة مفيدة بأنه أيا تكن الآلام على الطريق على السلام فإن التوصل إلى اتفاق هو في مصلحة الجميع ، وأنه من واجب أصدقاء إسرائيل أن يقولوا ذلك.