سؤالان يقلقان الكثير من العدنيين و الجنوبيين الا وهما من قتل الكثير من الأبرياء من الفترة التي سبقت الاستقلال والى العام 1990، والسؤال الثاني متى ستحل معضلة تأميم ممتلكات الناس، والتي اثبتت فشلها الذريع. انا كنت من مؤيدي الفكرة بان الذي فات مات، ولكن هناك جانب أخلاقي و إنساني يحتم علينا عنونة هذا السؤال، الام و الأب و الزوجة و الأخ و الأخت، والصديق، والاهم من ذلك ابناء الضحايا من حقهم معرفة من هو الجاني و لماذا، موضوع يقلق الجميع، الكثير من ...أمهات و آباء الضحايا، و ايضا الكثير من زوجاتهم قد فارق الحياة قبل ان يجدوا الجواب الشافي، و لكن كمجتمع نحن مديونين لأهالي هؤلاء الضحايا حتى يستطيعوا ان يغلقوا هذا الباب، و لو انه مستحيل نسيان من نحب.
نحن ندرك انه قبل 1990 كانت قبائل معينة و بصورة دورية تحكم الجنوب، و بعدها تأتي قبيلة اخرى تحكم، وطبعا بعد صراع دموي، و كان ابناء عدن و حضرموت هم دائما المتفرج، و المتضرر في كل الأوقات، برأيي الميزة الإيجابية الوحيدة التي حققتها الوحدة هي القضاء على هذه على الفئات التي حكمت الجنوب بعد الاستقلال، واسأل الله ان لا تأتي قبيلة جنوبية و تستفرد بالحكم من جديد، و طبعا نحن الجنوبيين ندعي دائما بان الشمال هو نظام قبلي و نحن نظام مدني.
كنت اقول لكي نحقق التلاحم الجنوبي علينا ان ننسى الماضي، و لكن العكس هو الصحيح، اذا اجبنا على كثير من هذا الأسئلة سيساعد ذلك على التفاهم و قد سيكون عامل أساسي في عدم تكرار هذه المأساة، ابناء الشهداء يسألوا بقوة من قتل أبوهم ولماذا؟ و من حقهم معرفة الجواب.
هناك ايضا رؤساء وزراء و رؤساء جمهورية من القتلى و نحن لا نعلم من قتلهم، و نحن نعلم بان كثير من القتلى لا زالوا على قيد الحيات.
لا نريد انتقامات و لكن نريد أجوبة، اذا استطعنا ان نعالج هذا الموضوع بكل عقلانية فذلك سيعني بحق و حقيق بأننا مجتمع مدني كما ندعي. للأسف هذا جزء من تاريخنا ، و التهرب من الإجابة عليه لن يحل المشكلة.