خلال كل تلك السنوات من عمر الحزب الإشتراكي في الجنوب التي أستطاع أن يستحوذ فيها على السلطة ويحتكر القرار بتزييف الوعي المجتمعي وتفخيخ الحقائق التاريخية وتشويهها،وأغتصاب الإرادة الشعبية وتحويرها على نحو فارغ لايتسق بأي شكل من الأشكال مع الخطاب الفانتازي الحالم والمحفوف بحشد من الزخارف والشعارات الواعدة التي تطرب لها الأسماع وتنشرح لها الأفئدة.أن يخلق ويبتدع جهاز دعائي وتضليلي غاية في الحرفية والأقتدار. ولكنه على النقيض من كل تلك التقنيات الشعاراتية والقدرات الدعائية كان الحزب لا يملك أي رؤية او أستراتيجية سياسية لبناء وأقامة مشروع وطني ناضج ومتماسك ،والدليل على ذلك الهرولة العمياء والهروب المتهافت إلى باب اليمن،الذي لا يشبه شيء في مضمونه سوى سلوك وأساليب اللصوص عندما يعثر أحدهم على شيء نفيس ومن ثم يهم بالمسارعة والتعجيل في بيعة رغبة في التخلص منه بأي ثمن حتى وأن كان ذلك لا يساوي شيء من قيمته الحقيقية. لكنه هكذا يفعل بدافع الطمع و في خلسة من مالك الشيء وصاحب الحق في التصرف فيه يسارع ذلك اللص بالإنجاز حتى دون أن يناقش الثمن او شروط البيع.
الإشتراكي اليوم وبعد كل الكوارث التي لحقت بالجنوب جراء تجاربه ومغامرته السخيفة لا يزال يمارس هوايته المفضلة الا وهي التضليل والضحك على الذقون. عندما يشارك الحزب في سلطة تقمع الثورة بكل ما أؤتيت من قوة ولا تتورع عن أستخدام أي أسلوب أو وسيلة من شأنها أن تفت في عضد هذه الإرادة وبالتالي مصادرتها كليآ،ويأتي من يقول أن موقف الحزب الى جانب القضية وخير دليل وبرهان هي بياناته التي تعبر عن سلامة الموقف وحسن النوايا.
لا ياهذا البيانات لا تصنع مواقف الأفعال والأفعال وحدها تصنع المواقف وتحدد ملامح الواقع. ولا أظن أن هناك من لا يزال تنطلي عليه محاولات الإشتراكي لذر الرماد في العيون وهو يرعى مع الراعي ويأكل مع الذئب. إن من لا يزال يعول على رؤى الأشتراكي وبياناته هو كمن ينتظر حملا كاذبا من إمرأة بلغت سن اليأس.