مهما اختلف علماء وكاتبو التاريخ ، فانهم قطعاً لن يختلفوا حول مكانة ودور عدن وأبناء عدن في الثورة الجنوبية، منذ مقاومتها الباسلة الخالدة للاحتلال الأول البريطاني بقيادة الكابتن هينس مروراً بالارهاصات الأولى للثورة والتهيئة والاعداد لتفجيرها في 14أكتوبر العام 1963م واثنائها وبعدها. كانت عدن هي مهد الثورة وحضنها الدافىء وفكرها ووعيها..حيث احتضنت ثوار وفدائئي الثورة بمختلف انتماءاتهم السياسية والثقافية والفكرية والقبلية وارضعتهم من وهج جبالها وعراقة صهاريجها ومن نبعها الحضاري والنضالي المجيد.. ومفكرو الثورة وشعرائها وادبائها وساستها وصحفيوها وفنانوها وملحنوها ووووالخ من أبناء عدن. ومثلما كانت عدن وأبناء عدن وحرائر عدن بالأمس هم اليوم كذلك يجسدون ويؤكدون تلك المكانة الرفيعة وذلك الدور الريادي في صنع وانتصار الثورة الجنوبية لعدن الثورة والتسامح والتصالح عندما استقبلوا الزحف المليوني المشارك في احياء ذكرى التصالح والتسامح والتضامن الذي هب من كافة محافظات الجنوب بالزغاريد والخبز والماء والملح والترحاب الحار .. لقد وحدت عدن كل الجنوب في صحن واحد ..شربة ماء واحدة..هواء واحد ..نشيد واحد..شعار واحد.. علم واحد .. لحن واحد.. هدف واحد .. مصيرواحد..قلب واحد..ساحة واحدة. مثلما كانت عدن هي مهد تصالحهم وتسامحهم لاول مرة في 13يناير العام 2006م عندما اجتمع والتقى عدد من أبناء الجنوب في جمعية ردفان الخيرية ليعلنوا تصالحهم وتسامحهم ونبذهم الماضي الأسود المقيت بكل آلامه واوجاعه ومأسيه وبدىء صفحة جديدة ..كانت عدن هي رحم هذا الميلاد وهذه الولادة .. اليوم عدن احتضنت أكثر من مليون جنوبي في 13 يناير العام 20013م . لايمكن ان يختلف كتاب التاريخ حول عدن او يثيروا جدلهم الميتافيزقي والبيزنطي العقيم حول مكانة عدن ودورها .. وماذا يمكن ان يقولوا غير أنها رئة الجنوب وهواه العذب النقي ومنبع جوده وكرمه وحضارته وتقدمه ورقيه .. انها مصهر الرجال وبركان وحمم الثورة . في عدن الكل ينصهر ويذوب في بوتقة واحدة هي حب الارض والانسان .. الخير والصدق والطيبة والبساطة ان ذلك المشهد الرائع والمؤثر الذي رسمته عدن وأبناء عدن يوم 13 ينايرالعام 2013م بما فيه من ابعاد انسانية واجتماعية سامية ومغازي نضالية عميقة ودلالات تاريخية عظيمة سيظل محفورا في قلبي وعقلي وبالي ما حييت وواجب علي ان ارويه للناس وللعالم اجمع عندما خاطب موظف بسيط من أبناء عدن لايملك غير راتبه الزهيد الشيخ محمد بن مشهود رئيس لجنة التبرعات والخدمات في مهرجان التصالح والتسامح قائلاً له : ان راتبي ستون الف ريالاً هاك ثلاثين ولي ولأولادي واسرتي ثلاثين الف ريالا .. وحرائر عدن اللاتي طبخين كل ماكانين يخزنينه من ارز وقمح ودقيق وغيرها لاطعام الوافدين من محافظات الجنوب النائية وغيرهن استلفن واستدانين لشراء مؤاد الطبخ لصنع الكعك والكيك الشهية والمزينة باعلام الجنوب وعبارات التصالح والتسامح أو استعداد أبناء عدن لتسكين المرضى والعجزة في منازلهم وعلى سررهم وفراشهم وهم ينامون في الساحة وووو الخ. حقاً ان عدن عظيمة وأبنائها عظماء ومهما حشدت من الالفاظ والجمل والعبارات مهما كانت بليغة لن افيها حقها .. غير القول ن عدن هي الثورة ..هي التصالح والتسامح والتضامن.