يقو ل الشاعر ابونواس "وداوني بالتي كانت هي الداء" في عجز لبيت في صدره عتاب لمن يلومونه ويحكمون على سلوكياته قائلا لهم " دع عنك لومي فان اللوم اغراءُ" ولعل ابا نواس يكون بذلك اول من كرس نظريه "المعالجه المثليه" قبل صامويل هانيمان بعشره قرون واسعود الى الى ربط قول صاحبنا الشاعر العباسي لاحقا في سياق تناولي عن "المعالجه المثليه" وهذه التسميه اجتهاد من اناس لتعريب لما يسمى بالانجليزيه “homeopathy” وتلك ترجمه لا تروق لي وافٌضل تسميتها "معالجه الداء بالدواء المسبب له" او الاصح "معالجه الاعراض بالدواء المسبب لها " اذ ان الممارسين لهذا الطب البديل لا يؤمنون بالاسس الباثلوجيه لشتى الامراض التي قد تلازمها اعراض متطابقه بل انهم يرون الامراض في اطار اعراضها ليس الا وهذا شطط - في اساس العلوم البيولوجيه وعلم الامراض-شديد.' اسٌس لهذا النوع من الطب البديل شخص اسمه صامويل هانيمان منذ اكثر من 200 سنه وصاحبنا هانيمان لم يكن طبيبا انما كان مترجما ومفهرسا لكتب طب الاقدمين ومنهم ابن سينا . وكل ما جاء به من امور هي امور نظريه بحته لم يجري عليها تجارب وليس لها اسس من علم او فيزيولوجيا والممارسون لهذا النوع من الطب البديل هم ليسوا اطباء ويستطيع الشخص ان ينال دبلوما في هذا النوع من الممارسه عن طريق التعليم عن بعد عبر الانترنت. هذا مع العلم ان هناك فعلا عدد من المارسيين فيه من الذين تخرجوا كاطباء الا ان مزاولتهم لهذا الطب البديل لا يرتبط بما تدربوا عليه وتعلموه في كليات الطب بل يعارضه . و باختصار فان ممارسي هذا الطب البديل ينظرون الى الاعراض التي يشتكي منها المريض ويعالجونها كل واحده منها على حده دون النظر في الداء المسبب لتلك الاعراض. وفي اختيار العلاج المناسب (حسب تفكيرهم) لتلك الاعراض يعتمدون على نظريتهم الخاطئه القائله بان اي ماده (من عشب او غيره) التي ان اُخذت بكميه وتركيز عاليين تسبب نفس الاعراض التي يشكي منها المريض فان اعطاء وصفه من نفس هذه الماده-ولكن بكميه وتركيز ضئيلين- للمريض من شانه ان يرفع عنه البلاء . اي انهم يجسدوا مقوله ابي نواس ان العلاج من اصل المرض غير ان ابا نواس –حسب معرفتي-لم يعتبر ما يعاني منه -والذي يعاتبونه عليه- مرضا يستوجب استئصاله. دعني اشرح اكثر ان انت ذهبت الى احدهم شاكيا من اسهال اصابك يسألونك ما هو الشئ الذي ان اخذته بكميه كبيره اصبت بالاسهال فقد تقول-مثلا- ان اسهالا يصيبك ان انت اخذت كميه كبيره من الملوخيه او المضاد الحيوي الامبسيللين. عندها قد يعطونك جرعات ذات تركيز ضئيل جدا من الملخويه او الامبسيللين وهم -على حال لديهم- المئات من اصناف الادويه والاعشاب الضئيله التركيز يدٌعون فيه علاجا لكل عرض من الاعراض وتلك الادويه كلها يعتقدون انها تسبب اعراض مرضيه معينه ان هي اعطيت بتركيز عال. وفي احسن تقدير فان علاجهم هذا ينفع –ان هو نفع- بمقدار التاثير الايجابي لاي علاج وهمي وليس اكثر من ذلك(Placebo) الا ان الخطوره تكمن في انها تؤخر المريض من طلب المساعده المؤثره بل ان بعض دعاه هذا الطب البديل تدعى كفائه هذا العلاج في امراض خطيره دون ايه اثبات علمي لذلك مما اضطر رئيس الرابطة الطبية الأسترالية الى طلب الحكوميه الاستراليه إلى "فرض عقوبات لردعهم عن ادعاءاتهم الكاذبه المشينه".(1) ويكفي القول انه حتى بعد مرور 200 سنه لم تثبت هذه الممارسه البديله جدواها ولا زالت المنظمات الطبيه المعتبره لا ترى فيه فائده وقد اكدت الرابطة الطبية الأسترالية بان "الدليل واضح أن المثليةالعلاجيه ليست علاجا فعالا"(2) اما الرابطه الطبيه الامريكيه فتعتبر هذا النوع من الطب البديل نوعا من "الدجل" وقد قال احد اساقفه نيويورك زجلا ساخرا عن "الهميوباثي" منذ قرن من الزمن (3) حرك المزيج جيدا كي لايكون ذا كفائه واطيه ثم ضع نصف قطرة منه في بحيرة "سوبيريور". وبعد ذلك ومره كل يومين خذ قطره من البحيره واضفها الى ماء ومن ثم اشربها ستكون في حاله أفضل قريبا او على الاقل هذا ما يفترض حدوثه