حقق أبطال المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة خلال ثلاثة أسابيع - وتحديدا منذ انطلاق معركة "الرمح الذهبي" التي انطلقت في السابع من يناير الجاري - انتصارات كبيرة عجزت قوات الجيش اليمني الموالي للشرعية في جبهات نهم وصرواح والبعرارة وغيرها من الجبهات في مأربوتعز والجوف تحقيقها خلال عامين .. وخلال فترة وجيزة، تمكنت القوات القادمة من العاصمة عدن ، من تحرير مديرية ذوباب المشرفة على مضيق باب المندب، والتوغل نحو المخا، المدينة التاريخية التي تحوي أحد الموانئ المهمة في البلاد ، في حين ماتزال قوات اللواء المقدشي ومقاومة حمود المخلافي تتغنى بالانتصارات الوهمية والتصريحات الإعلامية الرنانة التي يطلقها البعض من ساسة وإعلامي الشمال على القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية الموالية لهم والممولة من تلك القيادات للتشويش على انتصارات الجنوبيين وتزييف الحقائق ومحاولة نسب تلك الانتصارات لتلك القيادات. وبحسب المعلومات الميدانية التي حصلت عليها "الأمناء" فقد تمكنت قوات الجيش والمقاومة الجنوبية يومي أمس وأمس الأول من السيطرة على المجمع الحكومي وإدارة الأمن ومعسكر الدفاع الجوي وأكثر من خمس مزارع ، إضافة إلى موقع المحجر الإقليمي انتهاءً بجولة النصر بعد تضييق الخناق على ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية فيما تبقى من مبانٍ شرق وغرب مدينة المخا بمحافظة تعز . انتصارات الجنوبيين وتعاطي وسائل الإعلام معها لا شك فيه بأن الانتصارات الكبيرة التي حققها ومازال يحققها أبطال القوات المسلحة والمقاومة الجنوبية الذين انطلقوا من العاصمة عدن قد قوبلت بردود أفعال متباينة من قبل وسائل إعلام الشمال والإعلاميين المنطوين تحت مظلة بعض الأحزاب التي تكنّ عداءها للجنوب والجنوبيين منذ زمن ليس بالقريب , حيث مارست وسائل الإعلام نوعاً من التضليل وتزييف الحقائق ومحاولتها نسب تلك الانتصارات لقيادات جيش الشرعية المنتمية إلى المحافظات الشمالية وما أسمتها ب"المقاومة الشعبية" ، وتعمدت تجاهل ذكر القيادات الجنوبية التي تتقدم صفوف تلك القوات التي قطعت مئات الكيلو مترات قادمة من العاصمة عدن لتحرير باب المندب والمخا ومواصلة تطهير كافة المناطق والبلدات من المليشيات الانقلابية التي لم يجرؤ أحد من قيادات جيوش الشمال أو مقاومته التي استغلت هذه الانتصارات لخوض اشتباكات فيما بينها , وليس ما حصل ويحصل في تعز ببعيد أن يطلق طلقة رصاص واحدة في وجه تلك المليشيات ، بل على العكس من ذلك وبحسب شهود عيان ومواطنين من أبناء المحافظات الشمالية فقد التزمت تلك القيادات سواء العسكرية أو القبلية أو من تسمي نفسها "مقاومة شعبية" الصمت بعد أن عقدت صفقات سرية مع قيادات الحوثي وساهمت في تأمين بعض المستلزمات لها .. تعرف على أبرز قادة المعارك من الجنوبيين.. تشارك في هذه العمليات القتالية التي حققت سلسلة الانتصارات المتلاحقة في المخا والسيطرة الكاملة على الميناء وعلى المنافذ البحرية ومعسكراتها ابتداءً من مديرية ذوباب بالقرب من باب المندب مروراً بالمخا والحديدة وصولاً إلى ميدي على الحدود السعودية العديد من الكتائب الجنوبية المنضوية في إطار القوات المسلحة والمقاومة الجنوبية .. ويتقدم هذه القوات اللواء "هيثم قاسم طاهر" ، واللواء " أحمد سيف اليافعي" ، واللواء " فضل حسن العمري" ، والقائد " لؤي الزامكي" ، والقائد "عبدالرحمن اللحجي" ، وقائد اللواء الثالث حزم اللواء "محمود صايل" ، إضافة إلى أفراد كتيبة (سلمان الحزم) بقيادة "الحوثري" وعدد من قيادات الجيش والمقاومة الجنوبية الذين لم نتمكن من الحصول على أسماءهم أو الذين لا يفضلون نشر أسماءهم عبر وسائل الإعلام , كما أن هناك دور بارز في هذه المعارك للقوات الإماراتية والمصرية والسودانية والسعودية والتي شاركت من خلال الغارات الجوية أو القصف المدفعي البحري والاستطلاع الجوي المشارك في رسم الإحداثيات.. الإعلام الجنوبي ودوره في المعركة لعب الإعلام الجنوبي في هذه المعارك دوراً لا يستهان به ولا يقل أهمية عن دور المقاتل في جبهات القتال ، حيث استطاع الإعلام الجنوبي وبإمكانيات ذاتية من مقارعة إعلام الحوثيين والمخلوع صالح من جهة وإعلام قيادات بعض رموز الشرعية وحزب الإصلاح الذي قدم ومازال يقدم خدماته المجانية للانقلابيين من خلال تزييف الحقائق والتنقيص من الانتصارات التي يحققها أبطال المقاومة .. حيث تقدم ثلة من الإعلاميين الجنوبيين مقدمة صفوف المقاتلين في جبهات القتال لرصد سير المعارك ونقل صورة حقيقية عنها بعيداً عن إعلام الانقلابيين وإعلامي الشمال ومرتزقته . وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لأبرز الصحفيين الجنوبيين وهم في جبهات القتال بكاميراتهم وسط لهيب الشمس وموجات الغبار المتطاير الذي غطى أجزاءً من وجوههم .. ويتقدم أولئك الإعلاميين والمصورين الزملاء : صالح العبيدي ، ونبيل القعيطي ، وماجد الشعيبي ، وصلاح بن لغبر ، ووفي العريمي... وآخرون ممن أخذوا على عاتقهم مهمة نقل سير المعارك عبر القنوات الفضائية العربية والدولية والمواقع الإلكترونية والصحف الجنوبية ، في حين يقف العشرات من الصحفيين الجنوبيين أمام شاشات الأجهزة لترجمة ما يصلهم من الصحفيين في جهات القتال ونشره عبر مواقعهم وصحفهم وإرساله إلى وسائل الإعلام العالمية ..
أهمية تحرير المخا قالت مصادر عسكرية إن “تحرير المخا سيعمل على تأمين خط الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، كما سيساهم في تقديم الدعم اللوجيستي لتحرير محافظتي تعز والحديدة من خلال تمكن التحالف من إنزال عتاد بحري في سواحل المخا وذوباب”. ويتحكم مضيق باب المندب يومياً في عبور 3.8 برميل من النفط، ما يساوي 6 بالمئة من تجارة النفط العالمية، فيما يشكل النفط 16 بالمئة فقط من إجمالي البضائع التي تمر من المضيق. وتبعد مدينة المخا عن مضيق باب المندب حوالي 70 كيلومتراً، وكان بمقدور الصواريخ التي يمتلكها الحوثيون استهداف أيّاً من السفن المارة في الممر الدولي. وحسب الجيش اليمني، فقد كانت المخا تشكل أيضا المنفذ البحري الرئيسي وخط تهريب الأسلحة والذخائر إلى ميليشيا الحوثي وصالح. وطيلة المشاورات الماضية، كان الحوثيون يقدّمون أنفسهم للمجتمع الدولي بأنهم من يحمون ممر التجارة الدولية في مضيق باب المندب. وبسبب ذلك كان المضيق يشكل ورقة ضغط ثمينة في أيديهم، وبمقدورهم التحكم في مرور السفن الدولية، وكان هذا يُضعف من قوة الحكومة الشرعية وهيبتها في نظر المجتمع الدولي، بحسب مراقبين.