span style=\"color: rgb(255, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"حياة عدن/متابعات span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"لم تعد واضحة طبيعة الموقف النهائي لطرفي الأزمة في اليمن حيال المبادرة الخليجية الرامية لإنهاء الأزمة السياسية المستفحلة في البلاد. فقد ظلت مواقف الرئيس علي عبدالله صالح من جهة، والمعارضة من جهة أخرى، تتجدد يوميا وتتساوق وفقا لطبيعة ما يجري على الأرض. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وبدت مواقف السلطة والمعارضة حتى يوم أمس ضبابية تعكس غموض المشهد اليمني ككل. ففي الوقت الذي جدد فيه الرئيس صالح أمام قيادات عسكرية في صنعاء أمس "تمسكه بالخروج من السلطة عن طريق صناديق الاقتراع"، أكد المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي الحاكم طارق الشامي أن الحزب أبلغ مجلس التعاون الخليجي بأنه يقبل بخطة انتقال السلطة في اليمن بكاملها. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وقال الشامي إن الحزب أبلغ وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي موافقته بالكامل علي المبادرة الخليجية التي تنص علي تنحي الرئيس صالح وتسليم السلطة لنائبه في غضون شهر من توقيع اتفاق مع قوي المعارضة مقابل منحه حصانة من المقاضاة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وفي الجانب الآخر لم يكن الموقف بأقل غموضا، فقد أعلنت المعارضة موافقتها على المبادرة الخليجية، ولكن باستثناء النقطة التي تنص على تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركتها. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وأعلن ائتلاف المعارضة اليمنية، عن ترحيبه بموافقة الرئيس اليمني والحزب الحاكم علي المبادرة الخليجية وتسليم السلطة، لكنه أكد أن هناك بعض الشروط لا يقبلها في هذه المبادرة، مثل منح عبد الله صالح وأسرته حصانة من المقاضاة، ويأتي ذلك في وقت شهدت فيه مدن اليمن حالة عصيان مدني ومظاهرات حاشدة تطالب برحيله. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وقال المتحدث باسم المعارضة محمد قحطان: إن المبادرة إيجابية ونقبلها باستثناء تشكيل حكومة وحدة وطنية لأننا نرفض العمل تحت سلطة علي عبدالله صالح وتأدية اليمين أمامه" ، داعياً الرئيس اليمني إلى التنحي عن السلطة في "مهلة ثلاثين يوما" كما ينص اقتراح التسوية. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"إلا ان الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" عاد وأتهم احزاب اللقاء المشترك "المعارض"ة بمحاولة التحايل على المبادرة الخليجية والوصول بالازمة السياسية الحالية الى طريق مسدود بهد الانقضاض على السلطة على حساب الدماء. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"استهجن مصدر مسئول في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام موقف اللقاء المشترك الذي عبر عنه ناطقه الرسمي محمد قحطان إزاء مبادرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والذي نسف فيه المبادرة وحاول التحايل عليها بإخضاعها للأمزجة والأهواء السياسية وهو ما يعد رفضاً لها ويكشف حقيقة اللقاء المشترك الذي يريد أن تستمر الأزمة بعد أن تعمد إيصالها إلى طريق مسدود.. مضيفا بأن العقلية الانقلابية التآمرية هي المسيطرة على قيادة المشترك وأن همهم الأول يتمثل بالانقضاض على السلطة عن طريق الفوضى والتخريب وإراقة الدم اليمني . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"مؤكداً بأن محاولة التسويف والمماطلة أمر غير مقبول كون المبادرة جاءت بعد مشاورات عقدها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي مع ممثلي المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه واللقاء المشترك وشركائهم في كل من الرياض وأبوظبي وأنها باتت غير خاضعة للنقاش او الانتقاء وذلك بعد أن رفض ممثلوا اللقاء المشترك وشركائهم الجلوس على طاولة الحوار مع ممثلي المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه ، معتبرا أي محاولة لوضع العقبات والعراقيل انما تؤكد حرص المشترك على الدوران في نفس الحلقة المغلقة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"مواقف الأطراف السياسية في اليمن حول المبادرة الخليجية الأخيرة دفعت بالبيت الأبيض إلى الإعلان من أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تؤيد عملية انتقال سلمى للسلطة فى اليمن تستجيب لتطلعات الشعب اليمنى. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وأشاد البيت الأبيض فى بيان ليلة أمس بالبيانات التى أعلنتها الحكومة اليمنية والمعارضة، بقبولهما اتفاق برعاية مجلس التعاون الخليجى لحل الأزمة السياسية فى اليمن بطريقة سلمية ومنظمة ، معرباً عن تشجيع واشنطن لجميع الأطراف على التحرك بسرعة لتنفيذ بنود الاتفاق حتى يمكن أن يدرك الشعب اليمنى قريبا الأمن والوحدة والرخاء الذين يستحقهم بجدارة وسعى إليهم بشجاعة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ويتجه مشهد الأزمة السياسية القائمة في اليمن صوب المزيد من التعقيد والاحتقان في ظل حالة من المراوحة والضبابية لا تزال تكتنف موقف الرئيس علي عبدالله صالح حيال مبادرات التسوية السلمية كافة التي اعتمدت مبدأ التنحي عن السلطة كأرضية لإنهاء تداعيات الأوضاع المأزومة الراهنة في البلاد . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"حرب الأرقام كخيار مكلف لجأ إليه الرئيس صالح عبر الظهور المنتظم منذ خمسة أسابيع على المنصة المقابلة لساحة العروض بميدان السبعين وسط حشود غفيرة من مؤيديه، وإن مثل تكنيكاً سياسياً يستهدف دحض رواية أحزاب المعارضة الرئيسية والمعتصمين المطالبين بإسقاط النظام بأن ثمة ثورة شعبية مكتملة الأوصاف تعتمل على واجهة المشهد الشعبي في اليمن وأن الإرادة الشعبية اليمنية اتحدت على مطلب التنحي الفوري للرئيس عن السلطة، إلا أنه التكنيك ذاته في الغالب لن يصمد على المدى المنظور أمام اتساع نطاق ساحات الاعتصام في 17 محافظة، والازدياد اللافت لإعداد الملتحقين بشكل يومي بهذه الساحات، والارتفاع المقابل في حصيلة ضحايا القمع الأمني والعسكري للثورة الناشئة التي باتت تكتسب كل يوم أرضية جديدة، فيما تنحصر قدرات النظام والرئيس على حشد المؤيدين والأنصار على العاصمة صنعاء ولساعات محدودة من نهار “الجمعة” يعود هؤلاء بعدها إلى مناطقهم المتاخمة للعاصمة . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"استنفد الرئيس صالح معظم أوراقه التي راهن عليها منذ بدء الأزمة السياسية الراهنة بدءاً بطرح المبادرات المتعددة، مروراً باستحداث إصلاحات جديدة واعتماد زيادات مالية في مرتبات الموظفين ورفع سقف المشمولين بمظلة الضمان الاجتماعي من الأسر المعدمة، وخفض تعرفة الضرائب على بعض الخدمات الأساسية، وانتهاء بحث السعودية ودول الخليج والولاياتالمتحدة عن بذل مساعي وساطة لإنهاء الأزمة ، ليواجه الرئيس الذي يحكم اليمن منذ 33 عاماً مفردات واقع صعب من العزلة وانحسار الحضور وتداعي الهيبة التي عبرت عنها مشاهد غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين الحاكم والشارع العام في اليمن من قبيل صفع صوره المجسمة المثبتة على الجدران وواجهات الشوارع الرئيسية بالأحذية وإحراقها في الساحات العامة بالمدن والتعرض لتطاول بلغ مؤخراً حد المطالبة بإقامة حد التعزيز المقرر شرعاً على جريمة “القذف” على شخصه عقب اتهاماته للمعتصمين والمعتصمات بساحة التغيير بصنعاء بممارسة الاختلاط على خلاف ما تقره الشريعة والأعراف الاجتماعية السائدة . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"فقد الرئيس صالح خلال شهرين ما لم يفقده في أشد الأزمات السياسية التي واجهت نظام حكمه منذ عام ،1978 حيث تخلى عنه حلفاؤه الرئيسون في الحزب والقبيلة والعديد من رموز أركان حكمه . كما تراجع سقف الدعم الخارجي الذي كان يستمده من تحالفاته مع دول كالولاياتالمتحدة وبريطانيا لتشهد الأسابيع القليلة المنصرمة تقليصاً لافتاً لمستويات التمثيل الدبلوماسي من قبل العديد من الدول التي سارعت إلى إجلاء دبلوماسييها وموظفيها العاملين في السفارات والممثليات الدبلوماسية في صنعاءوعدن، بالتزامن مع إغلاق مؤسسات دولية مانحة مكاتبها التمثيلية في البلاد بشكل نهائي كالبنك الدولي الذي رحل موظفي مكتبه كافة في اليمن إلى الأردن، ووكالة التنمية الدولية الأمريكية التي بادرت إلى اتخاذ تدابير مماثلة بإجلاء موظفيها من صنعاء إلى واشنطن، فيما جمدت دول كهولندا وألمانيا الاتحادية اللتين تعدان من أبرز الدول المانحة التقليدية لليمن حافظة المشاريع الممولة من قبلهما احتجاجاً على “الاستخدام المفرط للقوة من قبل القوات الأمنية اليمنية في قمع المتظاهرين والمعتصمين سلميا بالساحات العامة” . span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"التنحي الطوعي للرئيس صالح عن السلطة، وإن مثل المخرج الأقل تكلفة لتسوية الأزمة السياسية القائمة في البلاد، إلا أن الوصول الآمن لتحقيق مثل هذه التسوية المنشودة لا يزال رهناً بانتهاء حالة مفرغة من المناورات والسجالات السياسية القائمة بين طرفي الأزمة والتي تعبر في مجملها عن انعدام تام للثقة بينهما وهو ما قد يتطلب بالضرورة البحث مجدداً عن صيغة توافقيه تؤمن تسوية منصفة تبدد توجسات الرئيس حيال إمكانية تعرضه لمصير مماثل لما آل إليه حال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك عبر الحصول على امتيازات التنحي الآمن والخروج المشرف من السلطة وتحقق مطالب ثورة الشباب والمعارضة بطي صفحة حكم امتد لأكثر ثلاثة عقود وتدشين حقبة الجمهورية اليمنية الثالثة، وفي حال تعذر تأمين مثل هذه الصيغة التوافقية، فإن الأوضاع الراهنة والمحتقنة في اليمن، ستكون مفتوحة على خيارات كارثية من قبيل الانزلاق في معمعة واسعة النطاق من الاقتتال الداخلي والأهلي .