عدن أونلاين وكالات ضمن برنامج «نجوم رمضان» الذي يبث عبر شاشة تلفزيون قطر في إطار مخطط عيد الفطر السعيد، خصصت البرنامج حلقته الأولى أمس الأحد لمناقشة مختلف تفاصيل مسلسل «عمر» الذي اعتبر بشهادة الكثير من النقاد من أحسن الأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام وذلك بحضور عدد من الفنانين المشاركين فيه، وهم» الفنان القطري غازي حسين الذي لعب دور أمية بن خلف والفنان السوري سامر إسماعيل الذي لعب دور عمر بن الخطاب رضي الله عنه والفنان العراقي جواد الشكرجي الذي لعب دور أبي جهل والفنان التونسي غانم الزرلي الذي لعب دور الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. وقد أدار حلقة البرنامج الذي يعده الزميل الإعلامي تيسير عبدالله ويخرجه يوسف كافود، الزميل الإعلامي والفنان سعد بورشيد الذي نجح من خلال الحلقة في طرح مجموعة من المحاور التي حاولت الإحاطة بكل تفاصيل العمل على مدى ساعة ونصف. غازي حسين: أحطت بكل تفاصيل شخصية «أمية بن خلف» لتقديمها كما هي في البداية، قال الفنان القطري القدير غازي حسين، ردا على سؤال يتعلق حول أهم مميزات مسلسل «عمر» إن ما يميزه بالأساس هو اسم الشخصية لكونه يتناول شخصية عمر بن الخطاب التي أسهمت بشكل كبير في نصرة الدين الإسلامي وانتشاره ووجوده إلى يوم القيامة، مشيراً إلى أن من بين عناصر النجاح أيضا هناك مسألة اختيار الممثلين وكذا اهتمام تلفزيون قطر وقناة «أم بي سي» بكل عناصر إنجاحه لتوصيله للمشاهد، مضيفا أن العمل يفتح باب التصدي لهذه النوعية من الأعمال الدرامية. وتحدث الفنان غازي حسين عن أدائه لشخصية أمية بن خلف التي لم يتردد في قبولها عندما عرضت عليه بتشجيع من مدير تلفزيون قطر محمد عبدالرحمن الكواري والمخرج حاتم علي حيث قال إنه سعد بالمشاركة مع عمالقة التمثيل العرب. وأشار غازي حسين أنه عندما قرأ مواصفات الشخصية عمل على استحضار تفاصيلها كما وردت في الكتب وأبعادها وتفاصيلها الداخلية خاصة أن أمية بن خلف لم يكن شجاعا حيث عمل على تجسيده وتقمصه بكل تفاصيله من حيث طريقة المشي وطريقة الكلام وحتى التركيبة الجسدية، مؤكداً أنه سعيد بوجوده في العمل وتقديمه لهذه الشخصية، فضلا عن أن المسلسل سمح له بلقاء شخصيات فنية عربية مثل الفنان المغربي محمد حسن الجندي الذي سعد بلقائه كثيرا في المغرب كما عبر عن اعتزازه بكونه مثل قطر في هذا العمل. ولم يخل البرنامج من الحديث حول الاستعانة بالكوادر غير العربية في مثل هذه الأعمال حيث قال غازي حسين إنه يؤمن بمنطق «أعط الخباز خبزه» وبالتالي من أجل تقديم الأفضل يجب إعطاء كل ذي حق حقه ومسلسل «عمر» سعى إلى تحقيق التكامل في كل الجوانب وتقديم الأفضل والأجود حيث إنه ليس من العيب الاستعانة بغير العرب لصناعة هذه النوعية من الأعمال فضلا عن الاستفادة منهم من أجل تهيئة كوادر في المستقبل تستفيد من تجربتهم ويمكن الاعتماد عليهم في المستقبل خاصة أنه بتواصل الحضارات وتبادل الثقافات يمكن تقديم الأفضل. سامر إسماعيل: حاولت ما أمكن النفاذ إلى دواخل شخصية «عمر» الفنان السوري سامر إسماعيل تحدث في البداية عن تكوينه الفني الذي انطلق من دمشق في معهد المسرح والتمثيل حيث تخرج عام 2010 وقدم مجموعة من الأعمال المسرحية مشيراً إلى أن «عمر» هو أول عمل درامي له في الدراما التلفزيونية. وحول اختياره ليلعب دور «عمر» قال إنه لم يكن يعرف عندما ذهب إلى الكاستينج إن كان سيتم اختياره أم لا وبعد عدة تجارب استمرت أسبوعا كان يشكك فيما إذا كان سيتم اختياره ولكن كان لديه إحساس أنه سيقع عليه الاختيار وهو ما تم فعلا حيث اعتبر الخبر مهما ويضع على عاتقه مسؤولية كبيرة حيث شرع في البحث في تاريخ الشخصية التي اعتبر لعبها مغامرة كبيرة له وهو في بداية مشواره الفني. وتحدث سامر إسماعيل عن تفاصيل شخصية الفاروق عمر بن الخطاب التي قال إنها موجودة في ذاكرة أي مسلم وبالتالي فإن مرجعية هذه الشخصية موجودة علما أنه لجأ إلى الكثير من الكتب الخاصة بالسيرة النبوية من أجل الإحاطة بتفاصيلها من كل الجوانب، علما أن النص الذهبي بالنسبة له لتقديم الشخصية كان هو الذي كتبه الدكتور وليد سيف والذي تم تمحيصه من طرف لجنة العلماء حيث كان المرجع الأول والأخير له. وكان البعد المادي لشخصية الفاروق عمر وملامح شخصيته كان حاضرا أيضا في البرنامج حيث أكد سامر إسماعيل أنه استفاد من دراسته في معهد الفن المسرحي بدمشق للنفاذ إلى دواخل هذه الشخصية من أجل فهمها والإحاطة بكل جوانبها لتقديمها بشكل بإمكانه أن ينتج ردات فعل إيجابية خاصة أنه حاول النفاذ إلى دواخل هذه الشخصية التي كان يتم التحضير لتصوير بعض لقطاتها التي لا تتجاوز بضع ثوان أكثر من سبع ساعات من التحضيرات، ليتوجه في النهاية بالشكر إلى المخرج حاتم علي على منحه هذه الفرصة من أجل الظهور في عمل ضخم مثل «عمر» وتقريبه من ملايين المشاهدين. جواد الشكرجي: كان همي تقديم «أبي جهل» بكل جوانب قوته الفنان العراقي جواد الشكرجي تحدث حول السمات العامة التي ميزت مسلسل «عمر» من الناحية الدرامية وما يميزه عن باقي الأعمال حيث أكد أن هذا العمل يحمل ميزات إبداعية كثيرة ويختلف عن كثير من الأعمال التاريخية إلى حد أنه الأول في هذا المجال خاصة أنه تناول بدايات تأسيس وتفاصيل بناء الدولة الإسلامية، مشيراً إلى أن العمل تم الصرف عليه بسخاء بميزانية وصلت إلى ملايين الدولارات ساعدت على اختيار طاقم عمل متكامل سواء أمام الشاشة أو خلفها حيث أسهم الجميع في صناعة هذا العمل. كما تحدث الشكرجي حول الديكورات الضخمة التي أقيمت من أجل العمل وأيضا الموسيقى التصويرية التي تم وضعها بهذا الجمال الساحر والتي أعطت زخما إنسانيا وفكريا حيث إنه لأول مرة تظهر شخصيات الخلفاء الراشدين التي كانت تحت الحظر وهي سابقة لم تحدث بعد أن أفتى بعض المراجع بجواز ظهورها وهو ما سيمكن من التأثر بها في سلوكها وإنسانيتها فضلا عن اللغة البليغة والجميلة والسلسة التي كتب بها النص من طرف الدكتور وليد سيف. وتحدث الشكرجي حول أدائه لدور أبي جهل الذي يعد من الشخصيات المكروهة لدى كل المسلمين، متحدثا عن أدواته التي لجأ إليها لإبراز هذه الشخصية الحقودة على الإسلام، مشيراً إلى أن همه كان يكمن في العمل على تقديم هذه الشخصية بكل جوانب قوتها في تلك الفترة من أجل وضع المشاهد قريبا منها وبكل تفاصيل حياتها اليومية وما يميزها كغيرها من باقي الشخصيات التي تتشابه مع أبي جهل. وحول الضجة الإعلامية التي رافقت عرض المسلسل، قال الشكرجي إنه في البداية كان هناك نوع من التكتم حول العمل حيث تم حظر أي تصريح صحافي طوال فترة التصوير بالنظر إلى خصوصية العمل حيث إنه عندما بدأت الدعاية للعمل قبل شهر من رمضان اعتقد الكثيرون أنه سيسيء لتاريخ الشخصيات التي ستظهر فيه وهو عكس ذلك حيث إنه أثناء التصوير كان هناك نوع من الرهبة في التعامل مع الأحداث كما كان هناك شعور بأننا فعلا نعيش تلك الشخصيات حيث كان هناك جهد وقلق وبالتالي كان هناك عمل بكل صمت من أجل تقديم ممثلين جسدوا شخصيات صعبة ومهمة وبالتالي فمن يعتقد أن العمل أساء لشخصياته فهو مخطئ تماما لكون العمل يخدم الرسالة المحمدية والإسلام وبطرح جريء ومتفرد كما أن هذا العمل وفي ظل ما يعيشه العالم العربي اليوم نجح في أن يوحد حوله كل العرب وأن يعيدهم إلى سماحة الدين الإسلامي، خاصة أنه عندما يتم تقديم شخصية عمر بن الخطاب المتسامحة والقادرة على صناعة الحضارة فإننا بذلك نريد أن نظهر للعالم سماحة هذا الدين وطبيعة علاقة الحب التي تجمع الصحابة في ذلك العهد. غانم الزرلي: عملت على تغليب أحاسيسي لتقديم شخصية «علي» الفنان التونسي غانم الزرلي تحدث في البرنامج كوجه جديد على الشاشة العربية عن مساره كفنان في تونس كما تحدث حول المراحل التي مر منها منذ خضوعه للكاستينج من أجل اختياره للعب دور الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وحتى فوزه بالدور مشيراً إلى أنه سعد جدا بالمشاركة في هذا العمل الذي يعد الأول له على المستوى العربي مما يضع على عاتقه مسؤولية الحفاظ على هذا المستوى خاصة أن شخصية الإمام علي كرم الله وجهه شخصية كبيرة ولها مكانتها في التاريخ الإسلامي، كما تحدث عن المراجع التي عاد إليها من أجل دراسة شخصية الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وكذا تعامله مع الشخصية من خلال نص الدكتور وليد سيف حيث عمل على الإحاطة بكل تفاصيل هذه الشخصية خاصة أنه عمل على تغليب إحساسه ووضع كل روحه لتقديم شخصية الإمام للمشاهد العربي لأول مرة في تاريخ الدراما التاريخية العربية.
