استقبل محافظ ابين جمال العاقل أئمة وخطباء أبين في مكتبه بابين هذا الأسبوع واستمع منهم الى هموم ومشكلات المواطنين في المحافظة.. و في بدية اللقاء قدم مدير عام الأوقاف والإرشاد بالمحافظة الأستاذ فهمي سعيد بالبرادع ، كلمة بين يدي المحافظ عرفه في مستهلها بشخصيات الحاضرين وأماكن عملهم في مساجد المحافظة وقال: الأئمة والخطباء يواجهون ضغط المجتمع في معالجة الأوضاع الصائبة بالكلمة الهادفة المعبرة عن معانات المواطنين وضرورة مطالبة السلطة بتحمل مسؤولياتها تجاه أوضاع المواطنين والعمل على حل مشكلاتهم ، وأصبح وكأن الخطباء واللائمة هم الملاذ الأخير للمواطن في أسماع صوته للسلطة التي يرون ان دورها محدود في كم من الهموم والمشكلات ، ونحن في أدارة الأوقاف نواجه ذلك بنفس الحجم من الأئمة والخطباء.. واليوم جمعناهم بكم لتضعوهم في صورة ما يجري وتبسطوا لهم الحلول والمعالجات المرجوة وفق المتاح مؤكدين على دعمنا اللا محدود لجهود السلطة في إعادة أعمار أبين مصداقا لقوله تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان). من جهته رحب المحافظ بالأئمة والخطباء قائلا: أنا سعيد جدا إن التقي بكم في هذا الظرف الحساس في أبين وأنا على ثقة بأنكم خير عونا لكل عمل خير لهذه المحافظة التي ذاقت الأمرين ، وهي اليوم بأمس الحاجة لتكاتف أبنائها وتوحدهم في مسيرة إعادة البناء والأعمار ، ولا شك ان الخطاب الديني له بالغ الأثر في قلوب الناس ..فالداعية إلى الله تعالى يكون عنصرا فاعلا في التصويب والتصحيح وتلافي الأخطاء من خلال النصح والإرشاد الهادف إلى توحيد الجهود وتضميد الجراح وفق منهجية التعامل الإيماني والتواصل وفق قيم المحبة والتآخي والتراحم ونبذ أساليب التطرف والعنف الذي أذاقنا الويلات.. ينبغي ان يتركز الإرشاد على الفرد أولا حتى إذا ما صلح الفرد صلحت الأسرة وبالتالي ستكون نواة لصلاح المجتمع ..حري بنا ان نستهدف فئة الشباب لنحافظ عليهم من الانزلاق والوقوع فريسة سهلة للانحراف او التطرف وحتى لات ستغل طاقاتهم في غير محلها .. ينبغي العمل على إعادة صياغة الوعي الجمعي لدى الناس حتى يستشعروا حجم المسؤولية الوطنية..مسؤولية الفرد تجاه المجتمع ومسؤولية السلطة تجاه المواطن من خلال رسالة المسجد التنويرية لان لها قبولا شعبيا في وجدان الأرق قلوبا وألين أفئدة. ملاحظات الأئمة والخطباء أجمالا إلى محافظ أبين . أبين بحاجة إلى وجود دولة يراها المواطن فمازلنا حتى اليوم نشعر ان الدولة غائبة تماما عن المشهد في أبين، ونحن لسنا في مجتمع مشاعي حتى تغيب الدولة. اللجان الهندسية المكلفة بإعداد الحصر تصرف مبالغ كبيره على أعضائها ومازلنا لم نرى مؤشرات على قرب تقديم التعويضات حتى الآن ، كما ان بعض المشرفين على هذه اللجان متهمون بالفساد وهذا مؤشر على يقود إلى تخوف المواطن منها. مازالت المرافق والمؤسسات الحكومية لم تعد إلى زنجبار عاصمة المحافظة حتى اليوم باستثناء مؤسستي المياه والكهرباء، ولا نرى أي إجراءات بهذا الشأن. أين مخرجات زيارة الرئيس إلى المحافظة ؟ ولماذا لم يجتمع بالأهالي؟ نواجه ضغطا كبيرا من المواطنين لتبيين حجم إهمال السلطة المحلية لأوضاع أبين منذ ثمانية أشهر لعودة الناس إليها ومازالوا يسألون عن السلطة الغائبة، وبالمقابل لا نجد إجابات شافية من السلطة عن كل هذا الغياب غير المبرر. لابد من الاهتمام بإعادة تأهيل المساجد التي تضررت من الحرب. الاهتمام بالأئمة والخطباء ورفع إعاناتهم التي مازالت إعانة الواحد منهم لا تكفي لوجبة عشاء في مطعم شعبي حتى الآن. اللجان الشعبية في زنجبار ليست مثل نظيراتها في لودر وجعار ..لان تشكيلها جاء بعد خروج المسلحين من المحافظة ولم تكن لهم مساهمة في ذلك ، ولهذا نراهم يتصرفون أحيانا بما لا يناسب مهامهم الأمنية بل تجاوزوها إلى وضع أنفسهم موضع السلطة المحلية وهذا يعد تضخما للذات ومضر بالسلم الأهلي ، كما ان من الغرائب ان بعضهم يشارك بقوة في نشاطات الحراك ويهدد علنا بإسقاط الوحدة ..فكيف يكون ذلك وهم يعملون باسم السلطة؟ اللجان في زنجبار أغلبهم موظفون تركوا مهام عملهم في مرافقهم وانخرطوا في اللجان ويستلموا معاشات من الجهتين وهذه ازدواجية مخلة. انعدام الخدمات الصحية في زنجبار العاصمة وتطفيش الكوادر الطبية الأمينة على حياة الناس. مازالت الوجوه التي سئم رؤيتها المواطن لم تتغير ، بل وتمارس فسادها سرا وجهرا، والتغييرات المحدودة التي حصلت لم تكن على المستوى المطلوب بل أشبه ب(الارضائية) مما يجعل الخلف اضعف واقل قدرة على الإدارة من السلف ..لماذا؟ وفي تعقيبه على الملاحظات قال المحافظ (بشيء من الامتعاض) أنا أتقبل كل ملاحظاتكم بصدر رحب وان كانت قاسية بعض الشيء ولا يضايقني النقد البناء مهما كان مباشرا، ونحن نريد ان نوحد جهودنا جميعا لمداواة الجراح ..ولاشك ان جراحات أبين كانت عميقة ولكن بتكاتفنا جميعا وتحملنا أمانة المسؤولية كل في مجاله حتما سننهض بأوضاع المحافظة ونعيد لأهاليها الابتسامة التي فقدوها طويلا ، ونحن جادون في ما نقول. المحافظ يشكو!! شكي المحافظ بمرارة من تجاهل مجلس الوزراء لمشكلات أبين وكأنهم لم يستوعبوا بعد حجم الأضرار المادية والنفسية والاجتماعية التي لحقت بأبناء هذه المحافظة ، كما أوضح بان وزارة الداخلية لم تف بأي من وعودها بتجهيز المقرات الأمنية وتوفير الإمكانات اللازمة لها من العتاد اللازم لإعادة الأمن والاستقرار في المحافظة وتطبيع الأوضاع الأمنية فيها ، وهذا الإهمال أرسل رسالة سلبية إلى المواطن مما دفعنا مضطرين إلى ان نسد الفراغ الأمني باللجان الشعبية ، وإذا لم نسده سيأتي من يسده وربما ان هناك من يريد عودة المحافظة إلى المربع الأول. وأضاف: أبين قدمت الكثير من التضحيات في كل المنعطفات، ولكنها اليوم تهمل عمدا.. وهناك جهات مستفيدة من هذا الإهمال..لكننا نحاول تطبيع الحياة بالتعاون مع كل الخيرين في هذه المحافظة وخارجها. وأكد ان عودة الناس إلى المحافظة دفع إلى العودة التدريجية للحياة العامة وتطبيع الأوضاع فيها ، ولكن البعض مازال لم يستوعب ما جرى ويعمل بعقلية الماضي ، فمثلا نرى بعض الكوادر الطبية يتجهون إلى العمل مع المنظمات الدولية ويتركون محافظتهم ولهذا نرى مستشفى الرازي المركزي يعمل بمتطوعين حتى الآن وهذا معيب في حق الكوادر الطبية الذين لا يدركون حجم المسؤولية الوطنية على كاهلهم تجاه أهاليهم. وقال: نعم هناك قلة قليلة من أبناء أبين لا يروق لهم العمل على إصلاح حال محافظتهم ، وهذا معيب في حقهم وندعوهم إلى العودة إلى أعمالهم والعمل معنا لإصلاح ما خربته الحرب العبثية ان كانوا يعقلون. نحن نفهم ان المسئول هو خادم للناس وليس وصيا عليهم ومن يفهم عكس ذلك فهو مخطئ. الصعوبة اليوم هي في عملية إعادة بناء القيم الأخلاقية التي تراخت بسبب الأحداث ، فالأزمة دمرت بعض القيم لدى البعض وهنا تكمن الصعوبة.. بعض الوزراء يبدو أنهم لكثرة انشغالاتهم قد فقدوا ضمائرهم ، ونأمل ان يجدوها يوما ليعودوا إلى رشدهم ويحترموا مسؤولياتهم تجاه الوطن في ظرف كهذا. تحية الرئيس لأبناء أبين!! في رده على تساؤلات الأئمة والخطباء عن مخرجات زيارة الرئيس إلى أبين قال المحافظ: زيارة الرئيس لأبين في مثل هذا الظرف الحساس تعتبر تحية منه إلى مواطني أبين على شجاعتهم بالعودة إلى الديار رغم التعقيدات التي مازالت ماثلة ، فعودة المواطنين إلى ديارهم تعد مكسبا وطنيا لنا جميعا..والرئيس ابدأ اهتماما خاصا بابين وستجسد نتائج الزيارة الايجابية بحزمة من الإجراءات الهادفة إلى الإسراع في عملية التعويضات وترتيب أوضاع المحافظة عموما. سر نجاح مؤسستي المياه والكهرباء. قال: ما حصل من نجاح مؤسستي المياه والكهرباء في أبين وما لمسه المواطن اليوم من هذا النجاح يعود في الأساس إلى عاملين اثنين:أولهما رغبة الإدارة في العمل واستشعار حجم المسؤولية ، وثانيهما وجود مخصصات لهما في البرنامج الاستثماري لما قبل ثلاث سنوات ساعدهما على إعادة تطبيع العمل وتقديم خدمات أفضل بكثير مما كانت عليه قبل الحرب وخاصة في تموينات المياه ، أما قرارات مجلس الوزراء حول أبين فمازالت حبر على ورق ولم تقدم الحكومة أي دعم يذكر لأبين حتى الآن . التضييق على المحافظة!! أكد محافظ أبين جمال العاقل نابين يمارس عليها نوعا من التضييق في كل شيء وليس لدينا تفسيرا لذلك..فمثلا عملية التعويضات للمتضررين واجهنا فيها تعقيدات غير مبرره ، فقد فرض علينا إيجاد حصرا شاملا للإضرار وآلية مفصلة لكيفية توزيع التعويضات وتشكيل لجنة خاصة بذلك وتحديدا زمنيا له ، في حين لم يفرض شيء من هذا القبيل على تعويضات صعده وكذلك حضر موت..ولكننا في أبين تعودنا على مواجهة التعقيدات والعراقيل وقمنا بالحصر الشامل وتشكيل اللجنة ووضع آليات عملها وننتظر وصول التعويضات في مارس الجاري . إعفاء المواطنين من مديونية المياه والكهرباء. أكد المحافظ جمال العاقل ان قرار إعفاء المواطنين من مديونية المياه والكهرباء ساريا اعتبارا من يونيو 2012م وما على المواطن إلا التجاوب مع هاتين المؤسستين الخدميتين في تسديد استهلاك المياه والكهرباء وعدم التخلف في ذلك اعتبارا من يوليو2012م أما الديون السابقة لهذا الشهر فمعفي منها ، وهذا أمر يدفع المواطن إلى عدم التخلف عن تسديد الاستهلاك الحالي طالما تحقق له هذا المكسب الكبير بإعفائه من الديون. وأضاف: نسمع بين الحين والآخر ان هناك جهات تحرض المواطن على رفض تسديد الاستهلاك وهذا أمر يضر بالمواطن قبل غيره ، لأنه إذا ما حصل فعلا ربما عدلت السلطة عن إعفائه للمديونية .. كما ان الحركيين في أبين لم يستوعبوا الدرس بعد فقد بدأوا أنشطة تصعيديه مضرة بالسلم الأهلي تدفع إلى نشر الفوضى وخلخلة الأمن والاستقرار وممارسة الإقصاء للآخرين ، ونستغرب من هذا الفهم السقيم حين يصرخون بأصوات مرتفعة مستنكرين الإقصاء والتهميش وهم يمارسونه واقعا!! وأضاف: نحن نحترم خياراتهم طالما كانت سلمية وبالمقابل عليهم ان يحترموا خيارتنا والديمقراطية كفلت حق الاختيار بعيدا عن الممارسات الخاطئة من الإقصاء والتهميش او العنف المرفوض شرعا وقانونا.. ولكننا نتعشم في مواطنينا الارتفاع إلى مستوى المسؤولية الأخلاقية تجاه محافظتهم حتى لا تتعرض للحرمان من استحقاقاتها مرة أخرى. قضية التغييرات الادارية. قال المحافظ: نحن ساعون الى التغييرات الإدارية الهادفة إلى تحسين الأداء وإيجاد قيادات أدارية كفوءة تعمل على انتشال أوضاع المحافظة من وهدة الفساد ، ولن نرضى ببقاء فاسد بيننا بعد الآن، واستدرك قائلا: الفساد منظومة متكاملة ومحاربته تحتاج إلى تضافر جهود كل الخيرين إلى جانب السلطة المحلية للقضاء عليه ، ولا يعني تغيير مديرا بآخر القضاء على الفساد، ولكن يجب أولا العمل على تغيير المفاهيم التي زرعها الفساد فوصلت إلى المواطن العادي أحيانا .. من المهم تغيير نظرة الناس تجاه الفساد وتوصيف مفرداته حتى يتم القضاء عليه ، فالعملية ليست من السهولة بمكان ،والجميع يعلم ان النظام السابق قد حول الفساد إلى ثقافة ينبغي اجتثاثها. وأضاف: نحن بدأنا بعض التغييرات ولكن واجهتنا مشكلة عدم توفر البديل المناسب ، وانأ على استعداد للتعاون مع أي جهة في عملية التغيير لإيجاد البديل المناسب .. نحن نريد من يستطيع حمل أمانة المسؤولية والقدرة على اتخاذ القار، ولا نريد كاتبا أو مختصا . رفع إعانات العاملين في المساجد. أكد المحافظ على الاهتمام بفئة الأئمة والخطباء والعمل على رفع إعاناتهم بما يتناسب والوضع المعيشي اليوم ، ودعاهم إلى حث المواطنين في خطبهم للتكاتف والتآلف والمحبة ، ونبذ الأحقاد بين أبناء الوطن والتوجه إلى دعم انتشال محافظتهم مما هي فيه اليوم ، فرسالة المسجد تصل الى قلوب الناس بسهولة ونحن بحاجة إلى الارتقاء برسالة المسجد إلى التأثير الايجابي في حياة الوطن والمواطن.