عدن العريقة عاش فيها أهلها مع الذين ينتمون إلى أصول مختلفة عبر التاريخ وشهدت إحداثا ومنعطفات كانت تحول مجرى الحياة في عدن وتجعلها في تذبذب مستمر . مع ذلك عاشت عدن ككيان (إنسانا وأرضا) محفور في وجدان من عاش فيها إلا أنها كهوية وإنسان لم تلق الاهتمام والاعتبار إلا قليلا من المجاملات .
إن أهل عدن الحقيقيين مهمشون عبر تاريخها الحديث فبعد الاستقلال أمسك بزمام الحكم فيها من غير أبنائها من المناطق المجاورة .
قادة الجيش والأمن لا ينتمون إلى عدن ، مشاريعها الإسكانية تصرف لأناس يجلبون من خارج عدن حتى البعثات الدراسية كان للمناطق المجاورة نصيب الأسد على حساب أبناء عدن .
وبعد الوحدة تغيرت القوى والموازين ومع ذلك يظل أبناء عدن على هامش التحولات وخارج القسمة ، وأصبح هناك من يتظلم باسم عدن وعدن براء منهم ومن أفكارهم الانتهازية جميعا.
أصبحت عدن تحمل عبئا ثقيلا على كاهلها يتمثل بتهميش أبنائها من قبل أناس يتغنون بحبها وما زادوها إلا خرابا ، وأناس ينشدون وصلها وما هم إلا ناهبين لثرواتها ولا يعيرون أبناءها أي اهتمام ، وآخرون في دور الحماة كأنها عذراء قاصر أو ولد لم يبلغ الحلم .
أما أبناء عدن فهم المغلوب على أمرهم لا يسمع صوتهم ولا يرفع صيتهم مطحونون في رحى المتخلفين وأصحاب المصالح الوقتية والمشاريع الذاتية التي لا تنظر إلى عدن إلا كأرض بلا إنسان وإن نظروا للإنسان تعاملوا معه كشيء من أشيائهم .
عدن لا يجب أن يمثلها سوى أبناؤها ولا يتحدث باسمها سوى أبناؤها ولا يصرف أمورها إلا هم . هذه ليست عنصرية ولا مناطقية لكن رد اعتبار لمواطن يكاد أن يفقد هويته وانتماءه في ظل النزاعات التي مست حتى هويته ويكون الخاسر فيها هو إبن عدن .
عدن لا تستحق كل ذلك الدمار . لماذا دائما تكون مسرحا لتصفية الحسابات بين المتصارعين ؟ لماذا يتعاملون معها ككرة التنس الكل يضربها ليربح .
من يقرأ كلامي عليه ألا يلومني فإنني لا أعرف لي موطنا سوى عدن ولا أستطيع أن أتنفس سوى هواءها بالرغم من أنني كمواطنة لا أملك فيها شبرا من الأرض .