عدن اونلاين/خاص/ خالد الشودري ضمن الفعاليات بمناسبة الذكرى ال48 لثورة ال14من أكتوبر التي أعلن عنها شباب الثورة بعدن، نظمت اللجنة التنظيمية لساحة الحرية بكريتر - عدن - يوم أمس الخميس ندوة بعنوان: "دور عدن في النضال ضد الاستعمار البريطاني" قدم خلالها شخصيات وطنية و مناضلين شاركوا في حرب التحرير. وفي الندوة التي أدار حلقاتها باقتدار أنيس حسين آل يعقوب وبحضور عدد من القيادات الشبابية والشخصيات الاجتماعية والوطنية. قدم القيادي في مشترك عدن الأستاذ/عبد الناصر باحبيب، سرد فيها معظم الوقائع التاريخية عن ثورة الرابع عشر من أكتوبر و الأحداث التي سبقتها و أشار إلى أن الثوار اليوم يسيرون على خطى آبائهم الثائرين في ثورة أكتوبر، وعن دور مدينة عدن في ثورة أكتوبر قال باحبيب:إن إرهاصات ثورة أكتوبر بدأت تباشيرها في عدن مشيراً لدور العمل النقابي والاحتجاجات العمالية والتي بدأت في بدايات 54م و الذي توج بالمؤتمر العمالي في 3مارس 56م، وأرجع باحبيب تنامي الوعي لدى أوساط الشعب في الجنوب إلى نجاح ثورة يوليو في مصر الأمر الذي خلق نوعاً من الوعي في أوساط العمال و خرجت المسيرات العارمة في عدن للمطالبة بحقوق العمال، وتابع باحبيب:بعد تلك الأحداث بدأت بريطانيا التفكير بجمع المحميات تحت مسمى إتحاد الجنوب العربي والذي أسقطه أبناء الشعب في الجنوب حينما رأوا أنه يخدم أطماع الاستعمار و القوى الدولية، وبعد قيام ثورة 26سبتمبر عام62م بدأ الناس يتطلعون للتحرير و طرد الاحتلال و تشكلت نواة الجبهة القومية في صنعاء في 24فبراير 63م و بعد الإعلان عنها رسمياً توحدت تحت رايتها كل الفصائل التحريرية الجنوبية، و نوه باحبيب إلى دور عدن في فترة الكفاح المسلح بعد اندلاع الثورة مشيراً إلى حادثة المطار في ديسمبر 63م و أدت إلى إصابة المندوب السامي في عدن ومقتل نائبه و إصابة العشرات، وكان هذا إيذاناً بانتقال العمل المسلح من الريف إلى عدن. و أضاف باحبيب:كان لأهالي عدن وأبنائها الدور الكبير في فترة العمل المسلح سواء بتوفير المعلومات للثوار و تحولت منازل عدن إلى مطابع للمنشورات و أماكن لإيواء الفدائيين و تقديم المال و الغذاء، و كان للمرأة الدور الأبرز حيث كانت تقوم بتوزيع المنشورات في الكليات وبجانب المساجد بل وكانت تقوم بتوصيل السلاح لمخازن الفدائيين. من جهته قدم - الأكاديمي و أحد مناضلي حرب التحرير- د/جعفر الخامري عن الدروس المستفادة من ثورة أكتوبر و دعا في بداية كلمته جموع الثوار إلى استلهام الدروس والعبر من ثورة أكتوبر و هي جديرة بالدراسة في المستقبل و أضاف الخامري:أن ثورة أكتوبر تميزت بأتها خرجت عن الخط الذي أرادت بريطانيا رسمه للقوى السياسية و كسر الثوار تلك القاعدة، وأضاف:الانتقال بالمقاومة والثورة من العمل السياسي السلمي إلى الكفاح المسلح كانت لها مبرراتها خصوصاً وأن الشعب كان يواجه القمع المسلح، كما كانت لانتهاء الحرب العالمية و انعكاسها على دور بريطانيا في المنطقة وتطلع شعوب المنطقة إلى التحرر و طرد المحتلين. و أشار الخامري: إلى أن ثورة أكتوبر التف حولها الشعب بأكمله كما هو الآن في ثورة فبراير الشبابية، وكان هناك تعدد في أساليب النضال و الذي توزع بين النضال السياسي التحرري والحقوقي، ونوه إلى أن ثوار اكتوبر رفعوا علم الجبهة القومية و هو اليوم علم الوحدة لأن قضية الوحدة كانت مطلب أساسي في الشمال والجنوب، و استدرك:لكن اندفاعنا نحو الوحدة بشكل عاطفي ودون دراسة متعقلة إضافة إلى السلبيات التي رافقت إعلان الوحدة أدت إلى تبرم العديد اليوم من الوحدة، ودعا الخامري الجنوبيين إلى توحيد صفوفهم ورؤاهم ناصحاً الشباب للاستفادة من أخطاء الماضي لاستشراف المستقبل.
المناضل المعروف و أحد مناضلي جبهة التحرير الأستاذ/حسين عبده عبدالله قدم ورقة (حقائق عن ثورة أكتوبر) قال في بدايتها: أود أن أحني هامتي للشهداء الذين قدموا دماؤهم وأرواحهم من أجل حرية وكرامة هذا الوطن، كما أحني هامتي لعدن الذي طالما ظلمت حتى اليوم و جيرت نضالات أبناءها لآخرين، و أضاف كنا نود اليوم أن نهنئكم بهذه المناسبة لكن المعاناة مازالت مستمرة حتى اليوم و تمنى أن تكون هذه الأيام هي آخر الأحزان لينطلق الشعب بعدها نحو العزة والكرامة، وأشار عبدالله في كلمته: إلى أناس عرفوا بأنهم مناضلين و ثوار والحقيقة هي عكس ذلك تماماَ و قال سأسجل شهادة للتاريخ:هناك روايات تاريخية مغلوطة قدمت على أنها الحقيقة مشيراً إلى أن التاريخ يكتبه المنتصر داعياً إلى إعادة صياغة التاريخ من جديد وفق رؤية تشمل الجميع دون إقصاء، و استهجن عبدالله:الإساءات التي طالت الزعامات التاريخية أمثال عبدالقوي مكاوي و الاتهامات بالعمالة لكل من خالف حكام مابعد الاستقلال بالرأي، وأشار:إلى عمليات التصفية و الاعتقالات للثوار الحقيقيين والانقلابات المتكررة ومصير فيصل عبداللطيف الشعبي بعد الاستقلال وتم اتهامهم بالعمالة و التخوين و اصفاً تلك المرحلة أنها مرحلة هزائم متلاحقة، وأردف قائلاً:أنا أتكلم اليوم وبكل شفافية لأن المرحلة حساسة ودقيقة تلزم المرء الحذر وتوخي الصدق بعيداً عن الإثارة، وتساءل عبدالله:لماذا نتحدث عن التاريخ؟ إلا لنستفيد و خوفي على الشباب من نفس المصير الذي نال الثوار الأوائل داعياً إياهم توخي الحيطة والحذر وعدم اللهث خلف الشعارات الرنانة. وتحدث عبدالله:عن أسماء للثوار الحقيقيين تم طمسهم ولم يذكروا وكانوا بحق رواد العمل الثوري في عدن، وأفصح عن تحركات الثوار للتجهيز لثورة سبتمبر من عدن مشيراً إلى أن العمل المسلح بدأ في عدن في عام 58م و المعتقلين في سجون الاحتلال البريطاني كان أغلبهم من مدينة عدن، لكن بعد الاستقلال تم تصفيتهم و هذه حقائق و الظروف خدمت البعض و التصدر للعمل المسلح لايعطي الحق لإغماط حق الآخرين. ودعا في ختام ورقته:الشباب الثائر لإعادة المكانة لمدينة عدن إذا تريدوا لليمن أن تزدهر، كما دعا إلى تصفية القلوب من الأحقاد، واختيار قيادة منهم، كما دعا أبناء عدن إلى الوقوف صفاً واحداً حتى تكونوا صمام أمان، ووجه رسالة للحراك الجنوبي داعياً إياهم إلى التعقل و الحذر من الأجندات الخارجية و المشاريع الصغيرة متساءلاً أين القضية الوطنية؟ ونحن عرب ومسلمون واليمن أصل العرب، ودعا إلى عدم الوقوع في نفس أخطاء الماضي، ودعا المثقفون و الأكاديميون لأن يمدوا أيديهم للشباب و أن يكونوا رؤى موحدة للمستقبل.