فجعنا بمقتل الشابين خالد الخطيب وحسن أمان، بدم بارد و على يد متوحشة و دون خوف أو وجل من الخالق أو الخلق، الحادث وقع عند مرور موكب زفاف لأسرة آل العواضي في أحد شوارع صنعاء الأربعاء الماضي. خالد الخطيب كان في انتظار منحة دراسية لألمانيا حيث سيكمل دراسته الجامعية، لينطلق بعدها في مسيرة الحياة التي أوقفتها يد آثمة لا تعرف للدم أي حرمة، ورفيقه حسن أمان في عمر الزهور، اغتالته يد الغدر والخيانة، الحادثة جريمة متكاملة الأركان، وحسناً فعل الشيخ عبدربه العواضي حينما قال أنه يضع نفسه تحت طائلة القانون، وهذا مؤشر إيجابي بحد ذاته. و كان الأخ رئيس الجمهورية قد وجه بسرعة القبض على قتلة الشابين المغدورين وتقديمهم للمحاكمة، التي من شأنها تهدئة النفوس لكن يبقى الفعل في القبض على المتهمين و إجراء العدالة عليهم دون أي محسوبية أو محاولة للضغط على أسرة الشابين على التنازل. إن التوقيت قد يفتح الباب على مصراعيه أمام أطراف تريد تسييس الحادث و ممارسة هوايتها في الرقص على الدماء و الجراح بدعوى المظلومية و ذرف دموع التماسيح لا لشيء سوى لتحقيق مكاسب سياسية، و ربطها بما يجري من محاولات لتقويض العملية السياسية، لهذا و لقطع دابر فتنة قد أطلت بقرونها يجب التعامل مع الحادثة بحسم و سرعة إجراء القانون على الكبير قبل الصغير، والقبيلي و المتمدن. إننا في ظرف حساس و دقيق يملي علينا التعامل بمسؤولية تجاه الأحداث و البعد عن النفخ في النار التي إذا اشتعلت ستحرق أيدي العابثين بها قبل غيرهم، ولا ينبغي لنا تحميل الأحداث ما لا تحتمل و التعبئة الخاطئة و استثمار أي شيء يحصل بانتهازية مقيتة لا تراعي مشاعر و أحاسيس أهالي الشابين. إن أبناء عدن بكل أطيافهم قد أدانوا ذلك الفعل الشنيع لكن ينبغي أن لايقف الدعم عند البيانات و التصريحات النارية، بالقدر الذي يتطلب دعم نفسي وقانوني حتى لاتضيع دماء الخطيب وأمان هدراً، ولنقطع الطريق على تجار الموت الذين ينشطون في مثل هكذا أجواء. خالص العزاء والمواساة لأسرة الشابين العزيزين خالد الخطيب و حسن أمان، ونسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان و إنا لله وإنا إليه راجعون.