جاء الي احد الزملاء المعلمين مهلا مستبشرا كأنه قد رزق بمولودة البكر وبنبرة فرحة قال: _هل سمعت الحبر؟لقد تم إقرار يوم الخميس من كل أسبوع أجازة رسمية للمعلمين. عدم اهتمامي بما نقله إلي زميلي جعله باستغراب يسألني لماذا لم يسعدني الخبر وحتى أوضح له سبب عدم اهتمامي وسعادتي بذلك سألته: -هل أنت سعيد بحصولك على يوم الخميس إجازة؟ _نعم إنا كذلك؟ _اذا سوف تقضي كل خميس في راحة تامة قد تنام وقد تقضي الوقت بين اولادك وربما تستغل اجازة الخميس والجمعة لتاخذهم في رحلة؟ _ماذا انت مجنون؟كيف يمكنني ذلك؟ في هذا اليوم ستكون لدي فرصة لعمل أخر في الأرض او ابحث عن عمل اكسب منه_إنشاء الله _في محجر صخور. _اذا هو ليس يوم اجازة بالنسبة لك؟بل يوم عمل أخر في مكان اخرومجال عمل أخر لا تجيده وقد تواجه صعوبة اكبر في ادائه. سمع زميلي ماقلته ليخيم عليه الصمت للحظة بدئت معها ملامح السعادة تزول من محياه لينظر إلي بأسى وقال: _صدقت اذا كنت لا ارتاح يوم الجمعة فكيف سأرتاح يوم الخميس؟ لم اجد ما اواسي به زميلي الا ان قلت: _لاتحزن يازميلي كلنا بالهم معلمون شركاء في مأساة هذة المهنة التي هي بحق مهنة المعذبين في الأرض. ما نقلته الي يازميلي كان يمكن ان يسعد كل معلم في أي بلد غير اليمن حيث سيكون حصول المعلم على يوم اجازة اضافية فرصة للقيام باي انشطة اجتماعية او ثقافية او ترفيهية او حتى للراحة معتمدا في ذلك على مابيدخره من فائض الراتب لكن في اليمن كيف يمكن للمعلم ان يرتاح او يريح اسرته بمرتب لايسد حاجات الاسرة الضرورية لشهر.ولهذا لانستغرب ان سمعت معلما يمنيا يقول:اعطوني اجر يوم الجمعة وساعمل فيه . من هنا يمكننا القول للجهات المسؤلة في الدولة انكم باقراركم ليوم الخميس اجازة لم تقدموا للمعلم شيئا كما لم تخدموا بهذا المتعلم او المجتمع والبلاد واذا كنتم –اخيرا- قد ادركتم حقيقة ان المعلم مظلوم وفكرتم بانصافه ومساواته بغيره من موظفي الجولة فانه بامكانكم القيام بذلك بطريقة افضل وانسب تخدمون بها المعلم والمتعلم والمجتمع والبلاد وذلك من خلال الابقاء على يوم الخميس يوما دراسيا والاستفادة من مؤهل وتخصص المعلم ليعمل فيه في المجال الذي ينتمي اليه تعليم الاجيال وتعويضهم في هذا اليوم عن ايام العطل الكثيرة في بلادنا وبمقابل ذلك ولمساوة المعلم بغيره من الموظفين يتم اعتبار يوم الخميس من كل اسبوع يوم عمل اضافي يحصل فيه المعلم على اجر اضافي يتوقف دفعه له بتوقفه عن العمل وبهذا يربح الجميع