تزايدت وتيرة الغارات الأميركية التي تشنها طائرات بدون طيار وتستهدف نشطاء مفترضين من تنظيم القاعدة في اليمن, خلال الأسبوعين الماضيين, بالتزامن مع زيارة قام بها الرئيس اليمني/ عبدربه منصور هادي, ولقاءه بنظيره الأميركي/ باراك أوباما.. وقتل أكثر من عشرين من المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في اليمن, في نحو ثمان غارات شنتها الطائرات الأميركية من دون طيار. وجاء ذلك بعد أن دفعت معلومات استخباراتية, عن هجمات محتملة, واشنطن, إلى إغلاق مقار لبعثاتها الدبلوماسية في عدة دول بالشرق الأوسط, كما اضطرت هذه المعلومات الولاياتالمتحدة وبريطانيا لإجلاء عاملين بسفارتيهما من اليمن. وفي الوقت الذي يربط كثير من المراقبين بين زيارة الرئيس هادي لواشنطن وتزايد الغارات الجوية في البلاد.. قال رئيس المنتدى العربي للدراسات والتنمية/ نبيل البكيري إن الإدارة الأميركية ليست بحاجة إلى اتفاق مسبق مع اليمن لتصعد من غاراتها الجوية, وإنه بإمكان واشنطن تنفيذ سلسلة من الغارات دون اتفاق مع الرئيس هادي؛ حيث لا تحتاج إلى إذن لتنفيذ عمليات ضد القاعدة. واعتبر البكيري في تصريح ل"أخبار اليوم" الحديث عن مناقشة الأخيرة للجوانب الاقتصادية في اليمن, وإعادة معتقلي غوانتانامو, خلال الزيارة الأخيرة لهادي, يأتي من قبيل تحصيل حاصل وطعم أميركي لشن مزيد من الغارات الجوية.. مشيراً إلى أن أميركا لا يهمها الجانب الاقتصادي باليمن بقدر ما يهمها الجانب الأمني فيما يتعلق بحربها مع تنظيم القاعدة، منوهاً بأن الأمريكان لديهم سياسة واضحة للتعاطي مع هذه الظاهرة ولا يطلبون أو يستبينون من أحد فيما يريدون, وأن الملف الاقتصادي أحد الأدوات الأميركية المهمة التي تستخدمها أميركا لتنفيذ عملياتها ضد القاعدة في البلاد. وأشار إلى أن الرئيس هادي في موقف صعب في هذه المرحلة, خاصة أن هناك أطرافاً تستفيد من الغارات الأميركية لتظهره بموقف المتواطئ, وينفذ أجندات أميركية, مع أن هذه الأجندات هي من صناعة النظام السابق- حسب تعبيره. وأوضح بأن زيادة معدل الضربات الأميركية تعد مؤشراً خطيراً على مدى استباحتها وخروجها عن إطار العمليات المتفق عليها وخارج إطار الاستهداف لكل متحرك على الأرض في المناطق التي تتم فيها غارات الطائرات بدون طيار خلال الأسبوعين الماضيين, حيث تم استهداف عدد من السيارات مثل خلالها نحو عشرين شخصاً وقد يكون معظمهم أبرياء لا علاقة لهم بالقاعدة. ولفت إلى أن هذا الاستهداف والذي هو خارج عن نطاق القانون سيعمل على زيادة معدل الولاء, بقوة روح التعاطف, تجاه جماعات القاعدة, مبيناً أنه لا يوجد أية أدلة واضحة تؤكد تورط المشتبه بهم والذين تستهدفهم الطائرات الأميركية. ونوه الكبيري إلى أن هذا الاستهداف يعد خرقاً لكثير من القوانين, بما فيها القوانين الأميركية التي ترى أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته, كما أن هذه الضربات تمثل خرقاً صارخاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية, كونها تقتل أشخاصاً دون محاكمة وخارج إطار القانون. وأشار إلى أن تنفيذ طلعات أميركية في المناطق التي ترى أميركا فيها تواجداً للقاعدة, حيث أصبحت أمانة العاصمة صنعاء تحت رحمة الطائرات بدون طيار, معتبراً ذلك انتهاكاً صارخاً للسيادة ووضع الرئيس هادي في موقف صعب, متمنياً من الرئيس الخروج بما يحفظ ماء الوجه على الأقل.