خلال اعتداء سابق على ساحة الحرية بمدينة كريتر - عدن أون لاين عدن أون لاين/ عبداللاه سُميح/ خاص: بلغ الوضع الأمني بمحافظة عدن اسوأ حالاته، وأكثرها تعقيدا، فيما لم تقم الأجهزة الأمنية بالمحافظة بدورها المنوط بها.. جرحى وجهات النظر يسقطون هنا وهناك، بعضهم يدافع باستماتة عن معتقداته، والآخر يرى أن لا رأي يعلو فوق رأيه، ونتيجة ذلك سقط أحد مواطني المدينة برصاص حي في ليلة ظلماء. تجسد صراع الآراء في عدن على شوارع مدينة كريتر الساكنة – عادة – وأصبحت دماء أبناء المدينة تسيل على مقربة من أعتق بنوك المحافظة، استخدمت فيه الحجارة والألعاب النارية بل وحتى الرصاص. ساحة ثوار مدينة عدن – الحرية – كانت هي موقع تلك المعارك الدامية، بين شباب الثورة السلمية التي نجحت في إسقاط النظام خلال سنة من اندلاعها، وشباب آخر يطالب بفك الارتباط ينتمون إلى الحراك الجنوبي الذي انتفض في العام 2006م.. تكررت اعتداءات الطرف الثاني على الأول كثيرا خلال الأشهر المنصرمة، حيث أقحمت المدينة في صراع دام تتمخض عنه فتنة دائمة، كانت منذ فترة نائمة، وأيقظتها أطراف يزعجها أن ترى مدينة عدن آمنة ومستقرة.. يبرر شباب الحراك الجنوبي الذين سبق لهم وأن اقتحموا ساحة الحرية بكريتر أكثر من مرة رافعين أعلام الجنوب، يبرروا ذلك الاعتداء بأن جميع من في ساحة ومن يحضر فعالياتها التي لا تروق لهم البتة، هم من أبناء المناطق الشمالية – أي دولة الاحتلال بحسبهم -، وأنهم لا يمثلون الشعب الجنوبي، وأن أفكارهم تتناقض مع ما تتبناه تياراتهم الجنوبية، وهي أفكار ورؤى حزب التجمع اليمني للإصلاح - حد قولهم. فيما يقول شباب الثورة السلمية أنهم لم يعتدوا على أحد، وإنما كانوا على حالة الدفاع عن النفس، حيث هاجمهم أنصار الحراك الجنوبي ساحتهم أكثر من مرة، وقاموا باقتحامها مرتين وأضرموا النيران فيها واستولوا على الأجهزة الصوتية فيها، وجرحوا الكثير من الشباب المرابط فيها. وعن ما يقوله أنصار الحراك، كونهم من المناطق الشمالية، قال أحد شباب الثورة بعدن أن ذلك يعد مبررا لتأليب الرأي العام الجنوبي والشباب المندفع ضدهم، وحتى يجدوا ما يبرر جريمتهم تلك. فجر يوم أمس، تعرض أحد قياديي أحزاب اللقاء المشترك الأستاذ ياسر المغلس لمحاولة اغتيال إثر الاعتداء على منزله وسيارته برصاص سلاح متوسط نوع (معدل)، قبلها تلقى تهديدا من أنصار الحراك هاتفيا في حال لم يتوقف نشاطه الحزبي كونه رئيسا للجان الشعبية بمديرية صيرة. يقول الأستاذ ياسر :" أنه لا يتهم أحد لكنه أشار إلى أنه تلقى تهديدات بالتصفية الجسدية قبل أيام من أنصار الحراك الجنوبي المسلح الذي يقوده علي سالم البيض عقب المصادمات التي حدثت بين أنصار الحراك وشباب الثورة أثناء قيام أنصار الحراك بالإعتداء على ساحة الحرية بكريتر وسقط فيها قتيل من المارة وعشرة جرحى من الطرفين مساء الخميس الماضي. وطالب مغلس إدارة أمن عدن بضبط الجناة وإحالتهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع وتأمين حياته وحياة أسرتة وأطفاله من العصابات المسلحة.
بالإضافة إلى دعوته للعقلاء من قيادات الحراك الجنوبي إلى تحديد موقفها وإدانة محاولة اغتياله وحوادث الاعتداء التي تعرضت لها ساحة الحرية في كريتر مساء الخميس والثلاثاء الماضيين ومحاصرة مقر الإصلاح في مديرية المنصورة ومنازل عدد من قيادات الثورة وحزب الإصلاح يوم الجمعة الماضية من قبل مسلحين يحملون أعلام ولافتات الحراك الجنوبي وصور علي سالم البيض الذي يتهمه حزب الإصلاح بالوقوف بالسعي إلى دفع الجنوب نحو العنف والفوضى من خلال الزج بأنصار الحراك إلى التصادم والإقتتال مع شباب الثورة السلمية بهدف خلط الأوراق ووضع العراقيل أمام مؤتمر الحوار الوطني القادم, الجدير ذكره أن محافظة عدن تعيش حالة من الإحتقان والتوتر بين أنصار الحراك من جهة وشباب الثورة من جهة ثانية منذ خطاب البيض التحريضي مساء الاثنين الماضي والذي دفع بأنصار الحراك إلى مهاجمة ساحة الحرية بكريتر والاشتباك مع شباب الثورة مساء الخميس الماضي بالإضافة إلى محاصرة مقر حزب الأصلاح في مديرية المنصورة يوم الجمعة وهو ما دفع بقوات الأمن المركزي بالتدخل لفض الاشتباك بين أنصار الحراك وشباب الثورة مساء الخميس وفك الحصار عن مقر حزب الإصلاح مساء الجمعة. تلك الحادثة لاقت إدانات واسعة من قيادات الحراك أنفسهم، حيث يقول الأمين العام للحراك الجنوبي بمحافظة عدن الأستاذ ناصر الطويل :"إن مثل هذه الأعمال تعد إجرامية بامتياز، ولا تخدم أمن واستقرار الوطن، ولا يمكن أن يقوم بها إلا أشخاص أمراض يعانون مرضا مزمنا في كبت آراء الآخرين، ولا يؤمنون بالديمقراطية والتعدد والانفتاح، ولا يقبلون ما يطرحه الآخرون من آراء". وأشار إلى أن الشعب الجنوبي يجب أن يتعلم من خلافات الماضي، ويتعلم كيف يدير خلافاته الآن، وكيف يقبل بالآخرين، مطالبا جميع الأطراف بالتحلي بالصبر واحترام الآخرين وإلا ستدخل البلد في حروب داخلية مقيته. من جانبه، أكد رئيس الحراك الجنوبي بمديرية صيرة، أن الاعتداء على شخصية ياسر مغلس هو عمل مشين ولا يشرف الحراك الجنوبي، وقال :"نحن بدورنا نستنكره وهو عمل مدسوس لعدن، فلو كنا مختلفين جملة وتفصيلا فعلينا الحفاظ على أمن واستقرار المدينة وحمايتها. وفي اتصال هاتفي قال مدير شرطة كريتر عمار العماري، أن على الأطراف المختلفة أن تضبط عناصرها المتجاوزه للحدود، ويجب أن يسعى الجميع للحفاظ على أمن واستقرار المدينة، وعندما طلبنا منه التعليق على ما حدث للمغلس وما هي الخطة المتخذة لفض النزاع بين الأطراف المتصارعة في كريتر، أجاب :"لا أستطيع أن أدلي بدلوي هنا، فالتصريحات ممنوعة حتى الآن إلا بإذن من وزير الداخلية".