يقف محمد عبد الله القباطي أمام باب محل الخاص بصناعة الحلاوة الشعبية المعروفة بالهريسة وبقيه الأصناف الأخري التي قام بإنشائها منذ 20 عام في السوق الشعبي الواقع في منطقة العند محافظة لحج لم يعد الوضع بالنسبة للقباطي كما كان عليه في السابق من حيث الإقبال الشرائي والحركة التجارية فى السوق الخاص ببيع الحلاوة نتيجة الأوضاع التي تعيشها البلاد في ظل الحرب. يقول محمد القباطي فى حديثه ل” المشاهد” أن حركة الشراء ضعيفة والمسافرين لم يعد طريق مرورهم عبر البر الى السعودية من العند فقد تغير الوضع وانقطعت الطرق الواصلة بين المحافظات وهذا ماجعل حركة المسافرين من العند قليلة مما جعل نسبة الحركة الشرائية لا تتجاوز ال50% عن السابق. ويتابع محمد القباطي أن سوق العند كان سوق عامر بالحركة والحياة فى السابق وكان الإقبال الشرائي كبير فمايصنع هنا في العند من الحلاوة الشعبية المعروفة بالهريسة ليس موجود في مكان آخر لجودتها ومذاقها اللذيذ ونكهتها الخاصة. ويقول القباطي بحسرة الركود الذي شهده السوق جعل البعض يغلق محله فالاستمرار يعنى الخسارة وقد شكل انقطاع خط تعزعدن في الحديدة من الطلب على الحلوى و ضعفت حركة المسافرين و لم يعد كما كان في السابق وهناك خسائر تلحق بهذه الصناعة الشعبية. قلة الإقبال من جانبه تحدث صادق محمد القباطي ل” المشاهد” كان في السابق هناك تزايد في افتتاح محلات الحلوى وهناك تنافس على بناء المحلات وزاد سعر استئجار تلك المحلات إلى إضعاف سعرها حيث تجاوز سعر البوابة الواحدة إلى الخمسين ألف. ويتابع: لكن اليوم الأمر مختلف هناك من يغلق محله نتيجة قلة الإقبال على شراء الحلاوة والمرتبط بطبيعة الوضع الذي تعيشه البلاد سياسيا. ويضف صادق القباطي “وضع الناس وظروفهم صعبة وتسليم الرواتب ليس دائما كما أن المواطن في الجنوب يختلف عن المواطن من الشمال فالقدرة الشرائية تختلف والطلب على الحلويات يختلف بين المناطق الجنوبية والمناطق الشمالية. ويسفر صادق القباطي الركود التجاري في السوق إلى قله توافد أبناء المحافظات الشمالية في الماضي كان كبيراً حيث كانت حركتهم مفتوحة وهذا جعل الحياة في الكثير من المناطق الجنوبية مزدهرة لكن الخوف والتمييز والمناطقية على المواطنين من الشمال وضع محلات الحلويات في تعقيدات كثيرة وصعب بيع الحلويات وتدفقها إلى أكثر من منطقة. ركود من جهته مقبل عبد الله القباطي صاحب محل لبيع الحلاوة يجد أن مايعانيه مالكي محلات الحلاوة “في سوق العند هو في الركود المخيف في الإقبال على الشراء في ظل الظروف الحالية والناس يشترون القليل من الحلوى لكن في الماضي كان هناك إقبال على الحلويات بشكل كبير. ويضيف مقبل القباطي أن ظروف العمل أصبحت صعبة وتكاليف الاستمرار باهظة وهذا الشيء يجعل صناعة الحلاوة إذا ما استمر الوضع على ماهو عليه أمام خيار إجباري وهو الوقف. ويتابع مقبل في حديثة ل” المشاهد” كان هناك وضع مختلف ماقبل 4 سنوات عام كان هناك محلات تحصل في اليوم من حيث مبيعاتها على مايقارب نصف مليون ريال وهناك محلات تحصل في اليوم على 200الف ريال لكن الآن ربما أن اكبر محل قد يحصل على خمسين ألف وكل التكاليف من حيث أجرة العمل وشراء السكر والإيجار كلها من هذا المبلغ الضئيل. واعتبر مقبل القباطي أن الحرب أثرت وخلق وضع متردي كما ان الذين كانوا يسافرون من المناطق الشمالية كانوا يقومون بشراء كميات كبيرة من الحلوى وكان الكثير من الحلوى يذهب إلى صنعاء وإب وتعز وذمار. وأضاف: "ومع منع من يأتي من المناطق الشمالية فإن ذلك جعل محلات الحلوى تفقد للكثير من الذين كانوا يشترون منها وانحسر توزيع الحلويات إلى أضيق الحدود". هناك مايزيد عن خمسين محل تجاري في سوق خاص بصناعة وبيع الحلاوة الشعبية اليمنية بمختلف أنواعها لم يعد أوضاعهم كما كانت قبل الحرب وقد سببت لهم الحرب كساد وخسائر جعلت البعض منهم يقفل محله ويغادر.