رغم فشل أسود الفيستيفال في الخروج ب 3 نقاط من مباراته مع برشلونة، إلا أن كتيبة المدرب لوسيان فافر أظهرت شخصية أكثر نضجًا مما مضى، تقربهم كثيرا من المنافسة أوروبيًا، فماذا أثبتت هذه المباراة؟ في فترة الانتقالات الصيفية السابقة نجح الفريق الأصفر والأسود في تدعيم مختلف الخطوط بصفقات قوية إحداها كانت استعادة الابن الضال ماتس هوميلز الذي كُلف بمهمة تحصين دفاعات القلعة الصفراء بعدما اكتسب مزيدا من الخبرة في فريقه السابق بايرن ميونيخ. وأثبت المستوى الذي قدمه هوميلز أمام برشلونة الثلاثاء في مستهل مشواره بمجموعات دوري الأبطال بُعد نظر إدارة دورتموند في الحصول على خدمات اللاعب المخضرم في تقوية شوكة الفريق. ووفقا للمحلل الرياضي الألماني يوهانس ميتر ماير "يعد هوميلز أحد أفضل اللاعبين مركزه بأوروبا أو في ألمانيا على الأقل"، وبرز هوميلز بجدارة كصمام أمان لدفاعات بوروسيا دورتموند، ففرض تفوقه على قناص برشلونة لويس سواريز، كما حقق العلامة الكاملة 100% في الفوز بالصراعات الثنائية على الكرة، إضافة إلى 27 تمريرة ناجحة من أصل 31، وكل هذا دون أن يرتكب خطأ واحد أمام الخصم، على الرغم من أنه يعود للعب بقميص دورتموند في دوري الأبطال بعد انقطاع دام 1644 يومًا. وحول مدى أحقيته بالعودة للمنتخب قال أسطورة الكرة الألمانية السابق لوثار ماتيوس في مقابلة صحفية بعد المباراة: "ربما لم أكن لأبعده عن المنتخب أساسا، يجب أن يكون الأداء هو العامل الحاسم، لكن في بعض الأحيان يكون الأمر مختلفا"، وفي المجمل أثبت هوميلز ورفاقه بما قدموه أمس أن دفاع دورتموند ربما لا يحتاج لمزيد من الترميم على المستوى المتوسط إذا ما استمر هذا التناغم والتنسيق بينهم، بعد أن كان نقطة ضعف أساسية أفقدت الفريق الكثير من الاستحقاقات. في المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي، أربك أسود الفيستيفال، برشلونة كثيرًا واختلط نابل خطوطه بحابلها، لكن بطل الدوري الإسباني لم يسقط، فقد أخفق قائد الفريق ماركو رويس في استغلال أكثر من فرصة لتحقيق ذلك، ولم يكن الأمر سهلًا أمام تألق حارس عرين البلوجرانا مارك أندريه تير شتيجن. لكن ماذا يعني ذلك؟، يظهر ذلك أن فريق المدرب لوسيان فافر ما يزال يفتقد للفاعلية في إنهاء الهجمات بالشكل المثالي على مستوى اللقاءات الأوروبية، وكذلك كان الحال في الموسم السابق أيضًا، ففي مباراتين أمام أتلتيكو مدريد ومثلهما أمام توتنهام لم يسجل الفريق سوى في مباراة واحدة في مرمى النادي الإسباني، وفي هذه المرة كان الأمر ينطوي على الكثير من سوء الحظ بعد أن ارتطمت إحدى تسديدات يوليان براندت القوية بعارضة مرمى برشلونة. عن ذلك قال قائد الفريق ماركو رويس: "لا أدري ما إذا كان بإمكاننا اللعب بشكل أفضل مما فعلناه في الشوط الثاني، غير أننا لم نسجل هدف الفوز". هوميلز أشاد هو الآخر بمستوى الفريق، فقال: "كان الشوط الثاني كما تخيلناه جميعًا"، قبل أن يضيف مستدركًا: "نترك المباراة ونحن نشعر أننا فقدنا نقطتين مهمتين". وترسانة دورتموند لا تخلو من الهدافين الذين يمكنهم تحقيق ذلك مثل باكو ألكاسير الذي خاض مباراته الأولى أمام فريقه القديم وبراندت ورويس الذي يجب أن يتخلص من سوء الحظ في المباريات الكبيرة. هناك الكثير من النقاط الإيجابية الأخرى على مستوى الربط بين الخطوط في الملعب إلا أن على أن كتيبة المدرب لوسيان فافر الشابة لم تظهر بعد تمامًا بتلك الشخصية الناضجة التي تقربه من الألقاب، لكنه على الطريق الصحيح إن تعامل بنفس العقلية مع الخصوم في المباريات القادمة.