سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال بأنه لم يشهد في حياته وضعا بهذا السوء منذ أصبح سفيرا لليونيسيف في العام 2004م .. سفير النوايا الحسنة لليونيسيف يحذر من حدوث كارثة وشيكة في معسكرات النازحين بصعدة
بشرى العامري حذر الفنان المصري محمود قابيل سفير النوايا الحسنة لليونيسيف الإقليمي في مؤتمر صحفي صباح أمس الثلاثاء من حدوث كارثة إنسانية وشيكة وخطيرة في معسكرات النازحين في شمال اليمن ، موضحاً انه عقب زيارته أمس الأول لمخيم المزرق بمحافظة حجة والتي تبعد 20 كيلو متراً عن محافظة صعدة قد فجع بالوضع المأساوي الذي لا يرضي أي إنسان حد وصفه والذي لم يشهد في حياته وضعا بهذا السوء منذ أصبح سفيرا لليونيسيف في العام 2004م في مناطق نزاع كدارفور وغزة أو أي منطقة أخرى في المنطقة العربية. مشيرا إلى أنه ليس بصدد توجيه أي اتهام أو لوم لأي طرف أو جهة مسئولة وإنما هو شاهد على مأساة الأطفال الموجودين في معسكرات النازحين في شمال البلد فهم أطفال يمنيين عرب يموتون من الجوع والعطش وسوء التغذية الحاد والجفاف ولا يجدون المأوى الكافي . وأوضح أن مخيم المزرق أصبح يحوي (14000) نازح فيما كان يحوي قبل أيام قليلة حوالي (7000) نازح وأن الأعداد في زيادة كبيرة فيما لم تعد هناك مخيمات وتغذية كافية للجميع وكذا أجهزة طبية وصحية موجها نداءا للسلطات المعنية للعمل يدا بيد من أجل تدارك الكارثة التي قد تحدث مستقبلا من تدفق أعداد هائلة من النازحين خصوصا في حال توقف الحرب الدائرة في صعدة مؤكدا على وجود عدد كبير من المواطنين محاصرين لم يتم معرفة عددهم بالتحديد. وقال : هناك عشرة أطفال في حالة خطيرة وفرنا لهم سيارتي إسعاف البارحة ونقلناهم إلى مستشفى السبعين بصنعاء، موضحا أنه هدد بعودته إلى صنعاء وانه سيلتقي بالمسئولين ورئيس الجمهورية في حالة عدم سماحه بنقلهم وانه سيقوم بزيارتهم في المستشفى للاطمئنان على أوضاعهم. مشيرا إلى سوء أوضاع أهاليهم المادية وأن المستشفيات الميدانية الحالية ليس لديها أي أجهزة طبية ولا تستطيع حتى معالجة الجفاف لدى الأطفال. وأضاف : نحن نقدم لهم فرصة للتعليم في المدارس التي قمنا بإنشائها هناك وكان الأطفال يلعبون ويرسمون . ووجه نداءا إلى الأطراف المتنازعة أن يكونوا على استعداد لمساعدة المجتمع المدني والأطفال في ألا يدفعوا ثمن هذا النزاع مخاطبهم بأن الطفل له حقوق والموت في أي نزاع او أن يكون ضحيتها ليس من حقوقه مطالبا الحوثيين بضرورة وقف القتال والإحساس بمدى المأساة التي الإنسانية التي تتم على أيديهم مؤكدا على أن أي نزاع يمكن أن يحل بالحوار دون قتل بعضنا البعض ، مخاطبا من هو السبب في النزاع أن الأطفال ضحيته في هذه الحرب . كما وجه نداءا آخر للدول المانحة لمساعدة النازحين قائلا : نحن في القرن 21 وفي منطقة في شمال اليمن وجنوب حدود المملكة العربية السعودية أغنى دول العالم أطفال يموتون من الجوع والعطش : موجها نداءا آخر للسلطات اليمنية والسعودية لفتح ممرات إنسانية لمساعدة النازحين على الحدود وتوفير اللازم لهم، مشيرا إلى عمل اليونيسيف الحثيث في لفت أنظار العالم والدول الغنية ومنظمات المجتمع الدولي لتحمل مسئوليتها الإنسانية الكاملة لما يحدث في شمال اليمن . ووصف الإعلاميين بالقوى الخطيرة لإيصال رسالته إلى العالم لإنقاذ هؤلاء الأطفال معلنا عن عودته قريبا لمتابعة ماتم تقديمه للأطفال وضمان استمراريتها. موضحا أن هناك من الأطفال من يقعون ضحية حيث يستخدمون كجنود يعطون أسلحة ويرمون في ميدان الحرب ويتم استغلالهم في التهريب والاتجار كجنود. وفي نداء آخر وجهه للشعب اليمني لبذل المزيد من العطاء والإنقاذ لهؤلاء الأطفال خاصة ونحن مقبلين على فصل الشتاء الذي سيضيف معاناة أخرى الى معاناتهم في المخيمات وأعلن عن قدوم المديرة التنفيذية لليونيسيف في القريب لزيارة اليمن ومعرفة ما وصلت إليه حالة المخيمات واللاجئين. ووضح قابيل ان الحرب الدائرة في محافظة صعدة هي مشكلة يمنية بحتة لا ينبغي لأي طرف آخر التدخل فيها وقال ( ليس لنا الحق في التدخل في الشأن الداخلي وما يهمنا هو مساعدة هؤلاء الأطفال ). ودعا اليونيسيف لأن ترعى أعمال فنية مشتركة ولو برنامجاً إخبارياً يتحدث عن مشاكل الأطفال في الوطن العربي. فيما تحدث عبدو كريمو ادجبادي ممثل منظمة اليونيسيف في اليمن عن التحديات التي تواجه المنظمات الاغاثية والمتمثلة في انعدام الأمن وعدم وجود ممرات أمنة لإيصال المواد الضرورية وقال في إجابته على أسئلة الصحفيين (نحن نقوم برفع مستوى المساعدات ودعوة أطراف أخرى للمساعدة وقد قدمت السعودية مليون دولار في منطقة باقم ونحن نستقبل مساعدات من الهلال الأحمر وقد اجتمعنا بلجنة الطوارئ وطالبنا بدعوة المانحين والتواصل مع الحكومة السعودية لتوفير المزيد من المساعدات) مشيرا إلى أن هذا النزاع الأخير وبدءا من شهر أغسطس قد قدمت من مخصصاتها 3 مليون دولار أمريكي وهناك مخصصات أخرى لكافة منظمات الأممالمتحدة للتدخل الطارئ والاستجابة لأي احتياجات قد تظهر وهناك مساعدات يتم حشدها كالرعاية الصحية والتعليمية واستخدام خدمات البنئ التحتية الموجودة لاستقبال هؤلاء النازحين المحليين مشيرا إلى عدم معرفة اليونيسيف بالتوقيت اللازم لنصل الى جميع من يحتاجون الى هذه المساعدات ومن هم معرضون لخطر الموت في مناطق النزاع . كما تقدم المساعدات عبر اليونيسيف بالتعاون مع منظمات أخرى في محافظة حجة ويتم توزيع الطعام بناء ا على قوائم للمسجلين بالمساعدة مع السلطات المحلية للتأكد من وصولها للنازحين الفعليين وهناك آخرين لم يتم تسجيلهم للتزاحم وعدم وجود مواد غذائية كافية للجميع مؤكدا ان جميع النازحين لديهم حقوق متساوية في الحصول على تلك المساعدات. وقد عملت اليونيسيف على توزيع المساعدات خلال فترة النزاع حتى شهر أغسطس الماضي حيث تم إجلاء العاملين من اليونيسيف في تلك المنطقة عن العمل خلال الحرب الأخيرة ولم نستطع ان نصل الى تلك المنطقة وإيصال المساعدات ونحن نقوم بتقديم المساعدة لمن تمكنوا من الوصول إلينا. وأشار الى ان اليونيسيف تركز على توفير المياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية ولوازم النظافة العامة الى جانب حماية الأطفال وتوفير الدعم التربوي وقد طالبت المنظمة بأكثر من 6 ملايين دولار لتمويل هذه الجهود ولم تحصل إلا على 2,9 مليون حتى الآن. وفي ختام المؤتمر وجه محمود قابيل رسالة للمجتمع اليمني قائلا ( لا تجعلوا من عادة القات الدخيلة عليكم من مئات السنين تهدر البنية التحتية لليمن وتأكل اليمن والكيان اليمني ) مستنكرا ظاهرة الأطفال وهم يتناولون القات وكذا أعضاء القوات المسلحة زراعة اليمن للقات عوضا عن الغذاء الضروري لأبناء الشعب . مضيفا أن اليمن له القدرة بما انعم الله عليه من الخيرات ان تكون له الريادة كما كان في السابق ، مشيرا إلى ان اليمن هو من أحد مؤسسي الحضارة الإنسانية واشترك في كثير من الأعمال وتاريخه دليل على ذلك والإنسانية استفادت من حضارة اليمن ، مؤكدا ان لا أحد سيصلح الحال اليمني إلا الشعب اليمني. هذا وقد أنهى محمود قابيل زيارته لليمن التي استمرت 3 أيام التقى خلالها بوزير الشئون الاجتماعية والعمل ووزير الصحة ومحافظ حجة تناولت المحادثات الأزمة الحالية وتأثيرها على جهود التنمية والإغاثة في اليمن كما التقى بعدد من الأطفال الذين تأثروا بالنزاع الجاري في صعدة.