لا زالت عمليات الاستهداف الصاروخية والمفخخات على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية تحدث ردود أفعال واستنكار دولي ومواقف متباينة حول العمليات الكبيرة والتي اختلف حولها الكثير من المراقبين والمحللين والمتابعين سياسيين وعسكريين . ورغم تبني مليشيا الحوثي العملية برمتها وانهم من هاجموا منشأة رأس تنوره الحقل النفطي الأكبر في منطقة الظهران بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة مفخخة بيد ان كثير محللين استبعدوا تماما فرضية انطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة من الأراضي اليمنية نظرا لطول المسافة وعديد مسببات، ويذهب الخبراء والمحللون الى ان الصواريخ والطائرات المفخخة أطلقت من أماكن مختلفة غير اليمن وان إيران من تقف خلفها وان الصواريخ إيرانية والطائرات أيضا. وعلى الرغم من عدم توضيح بيانات وزارة الدفاع السعودية او ناطق التحالف لحقيقة او مكان إطلاق الصواريخ او الاشارة لذلك، ويتطابق ذلك مع الموقف الأمريكي والدولي بعدم الافصاح عن مكان ومن يقف وراء عمليات الاستهداف، لكن الواضح ان هناك اجماع على استبعاد ان تكون الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة أطلقت من اليمن.. او أطلقتها مليشيات الحوثي .. إيران تهديد وجودي للسعودية يكشف الاستهداف الاخير للمنشآت النفطية السعودية بهذا الشكل والحجم والعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ان المواجهة بين السعودية وإيران بات على المكشوف، وان إيران تهاجمها وتستهدف بكل وضوح وجرأة وقحة كما وان القصف الإيراني مركز جدا على أهداف إستراتيجية ومنشآت نفطية في السعودية تشكل عصب الاقتصاد السعودي وتدميره او تعطيله وتوقيفه سيتسبب بخسائر فادحة للاقتصاد السعودي وضربة موجعة فادحة للنظام السعودي في إطار الحرب بين البلدين ورغبة ملالي طهران في اسقاط السعودية نظاما ودولة واقتصاد واتساقا مع مشروعها الفارسي في تجسيد عقيدتها ووجودها في المنطقة والقضاء على الدولة السعودية موطن المقدسات الاسلامية وهو الهدف الابرز والاكبر للدولة الفارسية ومشروعها التوسعي الذي يستهدف الدول الاسلامية وفي مقدمتها السعودية .. السعودية في مرمى القصف الإيراني اصبحت السعودية في مرمى القصف والاستهداف الإيراني المكثف والقاسي بهجمات صاروخية وطائرات مفخخة تجاوزت العشرات وباتجاه مناطق مدنية وأهداف اقتصادية ومنشآت نفطية ليعيد الى الصورة العملية السابقة لاستهداف ارامكو النفطية بصواريخ باليستية لم يتم الكشف عن مكان انطلاقها او من يقف خلفها، والعملية كان لها صداها العالمي والتنديد والاستنكار والتحليل الذي قاد في النهاية الى إيران التي وجعت لها اصابع الاتهام لكن مرت الحادثة مرور الكرام ولم يتم عمل اي شيء، وها هي عملية استهداف أضخم وأكبر واقوى لمنشآت رأس تنوره وعديد منشآت ومناطق بعملية استهدافية صاروخية مفخخة شكلت ضربات موجعة ومؤلمة للدولة السعودية وضعفا واضحا منها في مواجهه هذه الهجمات او الدفاع عن نفسها وحماية منشأتها والرد على من هاجمها . وجدت السعودية نفسها في موقف لا تحسد عليه.. وحيدة.. تتلقى الضربات والطعنات والصفعات.. وتتلقى الصواريخ وتعيش لحظات الانفجار المؤسف.. شيئا او تتحرك للرد على هذه العمليات التي تهدف الى تدمير الدولة السعودية وإصابة اقتصادها في مقتل . العدو الإيراني.. وملالي طهران.. يلعبون من خلف الستار بكل تأكيد يحركون الدمى والعرائس الخاصة لهم في العراق ولبنان واليمنوسوريا للعب في مسرح المنطقة بحسب خططها واهدافها الشيطانية ومشاريعها الفارسية المستهدفة للسعودية والدول العربية والاسلامية ومقدساتنا الدينية . ولا غرابة ان نظام ملالي طهران.. ضرب وقصف واستهدف السعودية هذه المرة بقوة سبعة على مقياس ريختر.. اذ يعتبر الإيرانيون ان ضربتهم ستكون الأقوى وسيكون لها وقع كبير وعظيم على الدولة السعودية والمجتمع الدولي والاقليمي كون ملالي إيران مستمرون في تدمير هيبة السعودية واظهارها ضعيفة مقيدة على المستوى الداخلي والخارجي وغير قادرة حتى على الدفاع عن أراضيها ومنشاتها، وهذا فعلا ما حدث فصورة الدولة السعودية داخليا وخارجيا اضحت مهزوزة جدا وضعيفة الى اقصى حد.. مع استمرار الاستهدافات الصاروخية والهجوم الاخير كان وقعه مزلزلا على الدولة السعودية. كما ونجحت إيران وميلشياتها المسلحة في المثلث الشيعي في اليمنوالعراق ولبنان بالإضافة الى سوريا من اطباق الحصار على السعودية واستخدام ميليشياتها في الهجوم على السعودية وتهديدها باستمرار وتحويل تلك الدول الى منصات تهديدية للسعودية ومهاجمتها واستهدافها بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة متى ما ارادت إيران او متى ما قرر ملالي طهران الهجوم على السعودية . تواطؤ أمريكي ما يثير الشبهات ويطرح الاسئلة.. يتمحور حول الدور الأمريكي المتخاتل مع النظام الإيراني وما يمثله من تهديد وجودي للسعودية.. والذي قد يصل الى مستوى التواطؤ مع ملالي طهران. . والضحية الاكبر هي المملكة العربية السعودية، واذ قام الامريكان بإصدار بيانات الادانة والاستنكار للهجوم الصاروخي على منشآت السعودية النفطية غير ان ذلك لا يعتبر كافيا لعدم اتهام الادارة الامريكية الجديدة بالتواطؤ مع النظام الإيراني، وذلك ما يجعلنا نقف بحيرة ازاء بيانات الادارة الامريكية المختلفة من البيت الابيض الى البنتاجون وزارة الدفاع الى وزارة الخارجية، والتي ادانت جميعها الهجمات الصاروخية على السعودية كما وطالبت مليشيات الحوثي بإيقاف هجماتها على السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة، اذ كيف للإدارة الأمريكية مطالبة الحوثيين بذلك في الوقت الذي كانت ادارة الرئيس الامريكي بايدن هي من قامت برفع اسم الجماعة الحوثية من قائمة الإرهاب مجانا بدون اي التزامات او ضمانات من قبل المليشيا الحوثية.
وهو القرار الذي فسرته المليشيات الحوثية وداعميها في إيران بانه ضوء اخضر لمواصلة إجرامها بحق الشعب اليمني فقامت بالتحرك لغزو مأرب لاقتحامها والسيطرة عليها وعاودت إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة بكثافة على مأرب وعلى السعودية بشكل يومي وهستيري مستهدفة السكان المدنيين والمناطق الاهلة بالسكان ...وهو ما يعد مؤشرا خطيرا على الخطأ الفادح للإدارة الأمريكية وعدم تقديرها للتحذيرات الحكومية والعربية والدولية من مغبة رفع اسم الحوثي من قائمة الإرهاب . المشروع الفارسي يستهدف المقدسات ولا يستبعد ان يكون التواطؤ الأمريكي مع نظام ملالي إيران خطوة اخرى لإدخال منطقة الشرق الأوسط في دوامة صراع ديني واتون حرب ناعمة بين الأطراف المتصارعة لصالح المشروع الفارسي الإيراني. ذلك ان إيران تستهدف المقدسات الدينية واسقاط الدولة السعودية مقابل ان يذهب النفط السعودي لأمريكا.. في هدف تقاسمي خطير يستهدف الدول الإسلامية والعربية ما يتوجب على الجميع الوقوف امام هذا الخطر المحدق بالسعودية ومقدساتنا الدينية والإسلامية فيها. الهدف الفارسي الإيراني الذي يسيرون باتجاهه بكل قوتهم هو الخطر الأكبر والأعظم على ديننا ومقدساتنا .
البيت الأبيض: السعودية تواجه تهديدات أمنية حقيقية من الحوثيين وأماكن أخرى في المنطقة على ذات الصعيد قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما زالت قلقة من الهجمات المتزايدة على المملكة العربية السعودية . وأكدت في أفادتها الصحفية اليومية، أن السعودية تواجه تهديدات أمنية حقيقية من جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران وأماكن أخرى في المنطقة لم تسميها . مضيفة:" نواصل بالطبع العمل في إطار تعاون عن كثب مع السعوديين، نظرا لهذا التهديد ". وكانت السفارة الأمريكية في الرياض، أدانت في بيان صدر عنها، الهجوم الذي نفذته جماعة الحوثي على منشآت حيوية سعودية، مؤكدة التزام أمريكا الثابت بالدفاع عن السعودية وأمنها . وقال البيان، إن" اعتداءات الحوثيين الشنيعة على المدنيين والبنية التحتية الحيوية، تظهر عدم احترامهم للحياة البشرية وعدم اهتمامهم بالسعي لتحقيق السلام ". الهجوم ليس من اليمن في ذات الاتجاه قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الهجوم على ميناء " رأس تنورة" شرق المملكة العربية السعودية لم يأتِ من اليمن . ونقلت عن مستشار للمحكمة الملكية السعودية قوله إن "أصابع الاتهام تشير إلى إيران ". وأضاف المستشار السعودي أنه لم يكن واضحا ما إذا كان الأصل إيران أو العراق، لكنه لم يأت من اتجاه اليمن . فيما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤول عراقي لم تسمه قوله "إنه غير مدرك لأي صلة بين بلاده والهجوم، لم نحصل على رد لطلبنا من مسؤولين إيرانيين للتعليق ". و"رأس تنورة" هو موقع أقدم وأكبر مصفاة نفط في أرامكو السعودية، وأكبر مرفق بحري لتحميل النفط في العالم. وبحسب الصحيفة، فإن المصفاة التي تبلغ طاقتها 550 ألف برميل يوميا، تقوم بتوريد أكثر من ربع إمدادات الوقود في المملكة . وفي عام 2019، أدى هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ بالستية على قلب صناعة النفط في السعودية إلى توقف نصف إنتاج المملكة من الخام مؤقتًا. وحينها أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات، لكن الولاياتالمتحدة قالت إن الهجوم انطلق من العراق أو إيران .