خرج حشد من طلبة جامعات ومواطنين بالعاصمة أمس الثلاثاء في مسيرات الحراك الشعبي للمرة الرابعة على التوالي منذ استئناف الحراك في 22 من الشهر الماضي، بمناسبة ذكراه الثانية، وذلك بعد تعليق المسيرات لما يقارب العام بسبب جائحة كورونا. ورددوا شعارات الحراك المعتادة تطالب بالتغيير الجذري وتمدين الحكم، إلى جانب شعارات هذه المرة رافضة للانتخابات التشريعية المقررة في يونيو المقبل. وانطلقت المسيرات من ساحة الشهداء، في ظل تواجد أمني مكثف لكن دون ان يحتك عناصره بالمتظاهرين ام عرقلة سيرهم على غرار المرات الماضية، عند انطلاق المظاهرات. لكن قوات الأمن اعترضت مسيرتهم، بعد ان حاولوا لأول مرة تغيير مسار الحراك الاعتيادي بعد ان تجاوزوا حاجز قوات الشرطة على مستوى شارع عسلة حسين وعبروا إلى شارع زيغود يوسف أين يوجد مقر البرلمان لكن قوات الأمن منعتهم من بلوغه. ليعودوا أدراجهم ويكملوا مسيرتهم عبر شوارع العقيد عميروش وديدوش مراد ووصولا إلى ساحة اودان بوسط العاصمة أين واصلوا في ترديد الشعارات المطالبة بالتغيير الجذري للنظام وتمدين الحكم وإصلاح المنظومة القضائية. وفي المقابل منعت قوات الأمن بالقوة مسيرة للطلبة في بجاية (شرق الجزائر). وقبل انطلاق المسيرة بساحة الشهداء تقدم أحد نشطاء حراك الطلبة ودعا المتظاهرين إلى احترام وحماية الصحفيين بعد حادث الاعتداء على الصحفيين خلال مسيرة الجمعة الماضية الذي لقي تنديدا واسعا، وسط جدل حول هوية المعتدين، ودعوات إلى اعتبار ان العنف ضد الصحفيين يسيء إلى شعار السلمية الذي يرفعه الحراك، في مقابل شعارات ضد الصحافيين واتهماهم بموالاة السلطة، واستهداف الحراك. وتتواصل مسيرات الحراك منذ عودته في 22 شباط/فبراير الماضي بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاقه، في ظل نقاش واسع حول سبل التغيير وتحقيق أهداف الحراك، حيث يدعو من يخرجون للحراك إلى تغيير شامل وعدم إجراء الانتخابات في ظل الظروف السياسية التي تشهدها البلاد. في المقابل تسير السلطة وفق الأجندة التي سطرتها، فبعد تغيير الدستور الذي جرى الاستفتاء عليه في الفاتح تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وإصدار قانون الانتخابات الجديد وحل البرلمان، تحضر حاليا السلطة لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في 12 يونيو/جوان المقبل، في انتظار حل المجالس البلدية وتنظيم انتخابات مبكرة. وقال الرئيس تبون في آخر لقاء مع وسائل إعلام محلية، أن كل مطالب الحراك قد تم تنفيذها، وان من يخرجون في المسيرات للتذكير بالمطالب وهناك من يخرج لأغراض أخرى حسب تعبيره. وانطلقت أمس الثلاثاء عملية المراجعة الاستثنائية للقوائم الانتخابية والتي ستستمر إلى غاية 23 من الشهر الجاري حسب ما أعلنته السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات. وكانت قد أعلنت العديد من الأحزاب مشاركتها في الانتخابات بما فيها أحزاب في المعارضة على غرار حركة مجتمع السلم "حمس" والتي تدافع بقوة عن المشاركة في المواعد الانتخابي المقبل، في حين أعلن حزب العمال (يساري تروتسكي) الذي تتزعمه لويزة حنون عن مقاطعة موعد 12 يونيو المقبل، وينتظر ان تحسم أحزاب على غرار جبهة القوى الاشتراكية وحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارضين عن موقفهما خلال الأيام المقبلة. تغييرات هامة من جانبه أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تغييرات جديدة، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، شملت مناصب مهمة بكل من وزارة الدفاع والمديرية العامة للأمن الوطني. وأنهى تبون مهام المدير العام للأمن الوطني خليفة أونيسي، وعين في مكانه فريد زين الدين بن الشيخ حسب بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية. وجاء في البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الرسمية أنه "بموجب المرسوم الرئاسي المؤرخ في أول شعبان 1442ه الموافق ل 15 مارس 2021، تم تعيين السيد فريد زين الدين بن الشيخ مديرا عاما للأمن الوطني، خلفا للسيد خليفة أونيسي الذي أنهيت مهامه". ولم يذكر البيان أسباب إنهاء أعمال المدير السابق. وكان خليفة أونيسي قد استلم مهامه على رأس المديرية العامة للأمن الوطني في أغسطس/ آب 2019، بعد حوالي خمسة أشهر من انطلاق الحراك الشعبي، وبعد حوالي شهرين من رحيل بوتفليقة من الحكم في 2 نيسان/ أبريل بعد رفض الشارع كل خطط التمديد التي حاول الرئيس المخلوع ومحيطه طرحها.