علمت «أخبار اليوم» من مصادر مطلعة ان الاتفاق الذي كان من المفترض ان توقع عليه الاحزاب السياسية اليمنية المتضمن جملة من المقترحات بشأن العملية الانتخابية التي تشهدها بلادنا حالياً، والذي تضمن مزيداً من الشفافية والنزاهة والحرية وتحريم العنف وتجريمها من وجهة نظر القانون ونظر الشريعة الاسلامية بأن مشروع هذا الاتفاق جاء بناء على مقترح قدمه المعهد الديمقراطي الاميركي بصنعاء، وهو الامر الذي ينم عن وجود نوايا مبيتة يخفيها هذا المعهد تجاه الانتخابات الرئاسية والمحلية المزمع اجراؤها الاربعاء المقبل، وهي محاولة المعهد الاميركي تبني هذا الاتفاق ليظهر بأنه هو السبب وراء نجاح العملية الانتخابية في اجواء امنة ومستقرة، وانه لولا هذه المقترحات التي يقدمها المعهد ذو الادوار المشبوهة لشاب الانتخابات مخالفات واحداث عنف تخل بنزاهتها وحريتها وشفافيتها. وفي هذا السياق تسعى اللجنة العليا للانتخابات بعد ان استطاعت اقناع الحزب الحاكم بالموافقة على التوقيع على هذا الاتفاق لاقناع احزاب المعارضة المنضوية في اللقاء المشترك للتوقيع عليه، وهو الامر الذي اكد عليه محمد الصبري نائب رئىس الهيئة التنفيذية لاحزاب اللقاء المشترك بأن احزاب اللقاء رفضت التوقيع على ذلك المشروع وانها ارسلت ملاحظاتها عليه إلى اللجنة العليا للانتخابات، وقال في تصريحه ل«أخبار اليوم» : البيان يدعو إلى ان يكون يوم الانتخابات يوم امان وهذه الفكرة سبق وان طالب بها المشترك منذ اليوم الاول من الحديث على الانتخابات وامناء عموم الاحزاب قد اكدوا على هذه القضية، لكن مشروع البيان الذي كان قد تقدمت به بعض المنظمات الدولية واللجنة العليا للانتخابات يتحدث بطريقة لا تنظر إلى الاسباب التي ربما تؤدي إلى عنف، واللقاء المشترك عمل مجموعة من التوضيحات بانه لابد ان يحتوي البيان على النقاط التالية وهي حيادية اللجنة العليا للانتخابات، حيادية اللجان الامنية، منع تدخل السلطات المحلية والحكومة في الانتخابات، عمل الاجراءات اللازمة التي تسهل على المواطنين يوم الاقتراع ان يذهبوا إلى الصناديق. . وكلها لصالح تحسين البيان الذي احتوى فقرة أو فقرتين تدينا العنف، وكأن الاحزاب هي التي تحرض على العنف، مؤكداً انه لايتوقع حدوث اي عنف لأن الشعب اليمني حضاري ومسالم ويحب السلم، وحول ما اذا كان السبب وراء تقديم المعهد الاميركي لهذا المقترح هو امتلاكه لمعلومات تشير إلى امكانية حدوث عنف وان كانت الانتخابات سيرافقها اعمال عنف؟ قال الصبري هذا سؤال يجب ان يوجه للمعهد الاميركي. من جانبه رأى عضو اللجنة العليا للانتخابات عبده الجندي ان المعهد تقدم بهذا المشروع من منطلق ومنظور الحرص بأن تجري الانتخابات في اجواء امنة ومستقرة، وتساءل الجندي. . لماذا لم تقدم الاحزاب السياسية أو تصدر بنفسها مثل هذا البيان تدين فيه العنف؟!، منوهاً إلى ان صدور بيان كهذا من قبل الاحزاب يعمل على تهدئة كوادرها، مؤكداً ان هذا الرأي الذي تقدم به المعهد الاميركي رأي بنَّاء. وعلى ذات الصعيد رأى العضو المؤتمري محمد الطيب بأن البيان يحتوي اشياء ممتازة وانه دعوة لأن يكون يوم الاقتراع يوم هادئ، منوهاً إلى انه يستبعد ان يتم التوقيع عليه من قبل الاحزاب نظراً لضيق الوقت، مرجعاً عدم التوقيع عليه خلال اليومين الماضيين إلى اسباب مختلفة لم يوضح ماهيتها واكد انه لا يمثل اي اهمية وشدد الطيب على ان وجود مثل هذا المعهد في اليمن بناء على طلب من الحكومة اليمنية.