اكدت الامانة العامة لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ونادي القصة انهما يتحملان المسؤولية الكاملة عما ورد في بيانهما بخصوص الموقف من فتنة التمرد في احداث صعدة وانتقدا دور وزارة الثقافة واستغربا ما صرح به وزير الثقافة يوم 2007/3/9م وعبر قناة «الجزيرة مباشر» من وصفه بأن البيان مدسوس وغير صحيح، وهو الامر الذي لاقى استهجان واستنكار العديد من الادباء والمثقفين ودعا الامانة العامة للاتحاد ونادي القصة إلى تأكيد صحة البيان جملة وتفصيلا. هذا وكان اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين قد اصدر بيانا نشرته «أخبار اليوم» حدد فيه موقفه الواضح من فتنة التمرد، داعياً إلى ضرورة بسط الدولة سيادتها وتسليم المتمردين دعاة الفتنة السلاح، ومعالجة الاحداث في الاطار القانوني الصحيح، ورفض التطرف والارهاب بكل اشكاله وصوره، وطالب الاتحاد وزارة الثقافة إلى تقديم خطاب ثقافي منهجي يؤكد على الثقافة الوطنية والهوية الحضارية ويعمل على اشاعة ثقافة مبنية على التسامح والحوار وقيم الديمقراطية بدلاً من الارتجالية والعشوائية باعتبار ان غياب الثقافة المنافحة عن روح الانتماء مدعاة لبروز ثقافة التطرف والارهاب. وهو الامر الذي اكده عدد من الادباء والمثقفين الذين عبروا عن تضامنهم الكامل مع بيان الاتحاد، معتبرين بأنه يشكل في محتواه خطوطاً عريضة لعمل ثقافي مسؤول، محذرين من استهداف الاتحاد من قبل وزير الثقافة. في ذات السياق كانت قد عقدت ندوة على مدى يومين متتالين تحت عنوان «المشهد الثقافي. . الحضور والغياب» خلصت نتائجها إلى اهمية ايجاد شراكة فاعلة بين منظمات المجتمع المدني وفي المقدمة اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين ووزارة الثقافة بهدف خلق ثقافة جادة تستثمر مجمل الامكانيات المتاحة في توجه ثقافي صحيح يعبر عن ضمير الوطن، ويرسخ الوعي بقيم الثورة والوحدة وانتصاراتها، ويعمق من وحدة التلاحم ،ويزيد من مناخات السلم الاجتماعي ونبذ كل دعوة إلى الطائفية والتطرف. معتبرة بأن «صندوق التراث» الذي تناهز ميزانيته ملياري ريال قادر على انتاج ثقافة متقدمة تحقق اعظم النتائج في تجذير هوية الانتماء وتأصيل العملية الابداعية اذا ما استثمرت بشكل مخطط له ومدروس. من جهته استنكر الامين العام المساعد لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين الاستاذ احمد ناجي احمد وصف وزير الثقافة لبيان الاتحاد بأنه مدسوس ومشبوه، وقال احمدناجي في تصريح ل«أخبار اليوم» :ان وزارة الثقافة بحكم امكانياتها الكبيرة والهائلة تستطيع ان تسهم في انجاز حراك ثقافي على مستوى الوطن يعزز السلم الاجتماعي، ويناهض العنف والتطرف وينتصر للوحدة الوطنية، ويكرس الهوية الحضارية ليمن الثاني والعشرين من مايو العظيم بقيادة رائد المسيرة الديمقراطية والوحدة والتحديث علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية- في اتجاه الانتصار لثقافة التسامح ونبذ المذهبية والفرقة. ولكنها بدلاً عن ذلك تلجأ إلى الانشطة الهامشية؛ فهي مشغولة بافتتاح بيوت الفن وبمنح الأوسمة الذهبية، متناسية ان الأوسمة الذهبية لا تكون إلا بقرار جمهوري وبناء على حيثيات وإلا فبماذا تكرم الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل وحدة التراب الوطني وحماية الوحدة اذا منحنا الأوسمة الذهبية لمن هو ادنى منهم؟! وما هي الاوسمة الذي يمكن ان يمنحها رئيس الجمهورية؟ ان على وزير الثقافة ان يتسع صدره للنقد وان يتوقف عن استخدام عبارات التخوين على بيان الاتحاد، واستخدام عبارات مثل المدسوس والمشبوه، وهي عبارات لا ينبغي ان يرددها الاخ الوزير ولا تليق بمن هو في مقامه، واشار ان الامر الطبيعي ان نناهض التمرد على الشرعية الدستورية والسيادة الوطنية وفي الوقت نفسه ندين الاداء الهامشي والهزيل لوزارة الثقافة، وندين سلبية الكثير من الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني التي تقاعست عن اتخاذ موقف حازم ومبدئي وصريح من التحديات المصيرية التي يواجهها الوطن وبالذات في صعدة، ونقول: ان مقاومة التمرد عسكريا يمكن ان تزيح المتمردين عن مواقعهم ولكن تغيير طريقة تفكيرهم هي وحدها الكفيلة بتغيير مواقفهم، وهذا يعتمد على برنامج ثقافي مكثف وعميق، ينبغي ان يشترك فيه الجميع في السلطة والمعارضة، قائلاً :انني ادعو إلى استقلالية صندوق التراث والتنمية الثقافية لكي يوظف الملياري ريال في دعم البرامج الثقافية الحقيقية والجادة بدلاً من ادارة هذه الامكانات على النحو الذي يفقد الوطن الاستفادة المطلوبة من هذه الامكانات في خدمة نهوض وطني شامل للثقافة يربط بين الامكانات ويلبي احتياجاتنا إلى تنفيذ برنامج نهوض وطني شامل للثقافة على مستوى اليمن في الاتجاه الذي يعزز الهوية الحضارية للوطن ويجعل الجميع ينخرطون في فعل ثقافي مناهض للمذهبية والفرقة والمناطقية والعنصرية. مضيفاً :لا بد من اتجاه الجميع إلى الاسهام في ترسيخ ثقافة الوحدة الوطنية والولاء الوطني وقيم التسامح والمحبة ونبذ العنف، بدلاً من التشكيك في بيان الاتحاد الذي حدد موقفه الوطني بقوة لم يرق لقوى اخرى ذهبت إلى انكاره، وهي الآن تستند إلى ما قاله وزير الثقافة انه بيان مدسوس وهي محاولة عبثية لازاحة اتحاد الادباء والكتاب عن موقفه المبدئي وضميره الوطني الذي يجد نفسه عبر مسيرته النضالية منذ تأسيسه في موقع الفعل الوحدوي الصادق بلا مواربة أو مخاتنة سياسية تفتقر إلى البعد الانساني الجمالي النبيل الذي يعبر عنه الابداع مستلهما تضحيات الشرفاء في مواقع الفداء والبطولة من الميامين الذين جعلوا للوطن تألقه وللتاريخ زهوه وانتصاراته.