زاد في الخمسة الأيام الأخيرة بشكل ملفت تداخل الاعتصامات مع الاحتفالات التي تقيمها احزاب اللقاء المشترك المعارضة ومنظمات المجتمع المدني على مستوى المحافظات وعلى مستوى المديريات بدءًا من عدن التي سقط فيها عدد من الجرحى حالة بعضهم خطيرة نتيجة اشتباكهم مع جنود الأمن في النقاط العسكرية المؤدية إلى عدن بعد ان رفضت احزاب المشترك اقامة احتفالها في وقت آخر بعد الاحتفال الرسمي به في يوم الخميس 2007/11/ 29م وهو احتفال كرنفالي حضره رئيس الجمهورية وهتف فيه المشاركون بالوحدة وغير بعيد عنه احتشد انصار المعارضة والمتقاعدون في ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان وتحول الاحتفال إلى كلمات نقدية لاذعة تستهدف السلطة وتستنكر قمع المشاركين ومنعهم وتدعوا إلى اصلاح مسار الوحدة اليمنية وهو ما كانت احزاب المشترك تغض الطرف عنه سابقاً وبالذات مع لجوء المتقاعدين إلى خطاب سياسي يلوح بالانفصال وغيره وهو ما شجع احزاب المشترك إلى رفع التعاطف مع المطالب الجنوبية بالدعوة إلى اصلاح مسار الوحدة الذي كانت يطالب به تيار باعوم ومسدوس والنوبة والدالي في الحزب الاشتراكي اليمني اما في تعز فقد شهد احتفال احزاب اللقاء المشترك بها سقوط قتيل من ابناء شرعب وجرح ثلاثة آخرين في مكان آخر بعد خلاف حول مكان الاحتفال بالمدينة يوم السبت الماضي ليقوم الحزب الحاكم يوم امس برد فعل عكسي بإقامة احتفال بطابع رسمي «الدولة» في ملعب الصقر بعد ان تم نقل طلاب المدارس والموظفين إليه مما دفع بأحزاب اللقاء المشترك إلى اصدار بيان تدين فيه اجبار المواطنين على حضور الاحتفال. واعتبرته تعطيلاً لمصالح الناس واحيتاجاتهم وفي شبوة رفضت السلطة اقامة احزاب المشترك احتفالها في دار الضيافة في عتق مما دفع الأخيرة إلى التهديد بنقل مكان مهرجان الاحتفال إلى مديرية بيحان التي يسيطر عليها المشترك بشكل كبير والضالع لا تزال تنتظر مهرجاناً للمشترك والمتقاعدين لا يعلم الإَّ الله ما هي نتائجه بينما نجحت احزاب اللقاء المشترك في إب في تنظيم مهرجان هو الاكبر من نوعه وخاصة مع تزايد تواجد حزب الاصلاح اكبر احزاب اللقاء المشترك وشهدت المكلا يوم السبت الماضي احتفالاً بالاستقلال هو الأكبر والأكثر هدوءً ولم تحدث فيه اي مصادمات والغريب ان محافظة صعدة شهدت مهرجاناً احتفالياً بالاستقلال هو الأول من نوعه في مدينة ضحيان نظمه المئات من اتباع الحوثية وقرأ فيه بيان لعبدالملك الحوثي يشجع فيه الجنوبيين على الانفصال وهو ما يعتبر نوع من صب الملح على الجراح والتظاهر بفرحة الاحتفال بالاستقلال بينما الغرض الغير معلن عنه هو عرض القوة ودفعها إلى مواجهات جديدة أو تمرد جديد على النظام والقانون إذ ان كل ما القى في المهرجان لا يمت للاستقلال بأي صلة وفي صنعاء فشلت احزاب اللقاء المشترك في اقامة مهرجان ناجح بساحة الحرية بصنعاء وهو ما خلق نوعاً من تبادل الاتهامات بين قيادات المشترك في الامانة ظهر ذلك جلياً بشكل واضح في وسائل الإعلام بينما كان احتفال السلطة هادئاً ومتواضعاً في المركز الثقافي بصنعاء وارجع البعض اسباب ذلك إلى تواجد معظم رجال السلطة في عدن للاحتفال جوار الرئيس وتستعد ابين ولحج لإقامة احتفالات ومهرجانات بالاستقلال والتي على ما يبدو ستشهد صراعاً أيضاً بعد ان تحولت المناسبات الوطنية إلى ساحة لعرض القوة وحشد المناصرين لكل من السلطة واحزاب المشترك التي لم تكن تحتفل بالمناسبات الوطنية بأسلوب المهرجان وحشد الجموع قبل الانتخابات الرئاسية والمحلية 2006م وهو ما يفسر بأنه نوع من عرض الشعبية وله مغازي سياسية تتعلق بكسب الانصار وتحول الاحتفال إلى نوع من الهجوم السياسي ونقد الآخر كما حدث في مهرجان عدنوتعزوإب وسيحدث لاحقاً في أكثر من محافظة سواءً للسلطة أو المعارضة أوالمنظمات والجمعيات كل يغني على ليلاه والمظلوم الحقيقي هو عيد الاستقلال الذي تم تسييسه أيضاً في زمن الديمقراطية الجديد.