منذ الوهلة الأولى لعمل ما يسمى بالمعهد الديمقراطي الأميركي باليمن والذي يعد أحد الأذرع لدوائر المخابرات الأميركية التي تلتحف عباءة المدنية والديمقراطية لتنفيذ مخططاتها دأب المعهد الأميركي لاعتماد سياسة شبيهة بسياسة «فرق تسد» ولكن بصورة حديثة بين فرقاء السياسة المتمثلين في الأحزاب السياسية اليمنية الفاعلة والمشترك والمؤتمر عبر أساليب متعددة منها الوقوف تارة مع أحزاب المشترك «المعارضة» وتأييد رؤاها تجاه كثير من القضايا وتارة أخرى مع المؤتمر الشعبي العام «الحاكم» وتأييد اطروحاته ورؤاه تجاه قضايا وطنية لإحداث الوقيعة وتوسيع بون الخلاف بين أطراف العمل السياسي اليمني للإضرار بمصلحة الوطن العليا. وفي هذا السياق ووفق هذه السياسة التي ينتهجها المعهد الديمقراطي الأميركي بصنعاء ذهب السيد «بيتر ديمتروف» مدير المعهد إلى الدعوة إلى مبادرة رئيس الجمهورية المتعلقة بالتعديلات الدستورية كما ذهب المعهد الديمقراطي الأميركي لمغازلة الحزب الحاكم حيث اعتبر التحرك نحو النظام الرئاسي مصدر فخر كونه سيضاهي الأنظمة في الدول الديمقراطية، الأمر الذي رد عليه الشيخ حمود الذارحي -عضو الهيئة العليا للإصلاح بالقول: لا نريد ديمقراطية اميركية كالتي في العراق. وقال الذارحي في تصريح ل«أخبار اليوم» معلقاً على تصريحات مدير المعهد الديمقراطي الأميركي ما أريد قوله هنا أنه اذا حصل توافق بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة التي هي الوجه الآخر للسلطة لن نحتاج إلى المعهد الديمقراطي الأميركي ولسنا بحاجة لديمقراطية أميركا التي نشاهدها في العراق وفي كل مكان، منوهاً إلى ان المهم في الوقت الحاضر هو الاتفاق والحوار معتبراً ما تم التوصل إليه بين أحزاب المشترك والمؤتمر في وقت سابق بعدن أمر طيب وانه كان يفترض انه بعد عودة الأحزاب إلى صنعاء البدء في الحوار حول ما تم التوقيع عليه. وأكد الشيخ الذارحي ان ثمة شخصيات في المؤتمر الشعبي العام تسعى إلى تخريب ما يصلحه الرئيس عبر تجاهل ما تم التوقيع عليه وتقدم موضوع اللجنة العليا للانتخابات أمام البرلمان. وعن قراءته لدعوة المعهد الديمقراطي الأميركي ومديره قال الذارحي: يجب علينا ألا نعتمد ونركن إلى هؤلاء فهم يقفون مرة مع الحاكم وأخرى مع المعارضة وكما قال المثل «ما قد يهودي نصح مسلم» وعلينا ان نتفق فيما بيننا ولا نعول على ما يطرحه سواءً المعهد الديمقراطي الاميركي أو الاتحاد الأوروبي ونتناصح فيما بيننا، معتبراً الأسلوب الذي يستخدمه المعهد الديمقراطي الاميركي يؤكد انه يلعب لعبة ولا يحب للناس ان يتفقوا أو يلتقوا. وأضاف في ختام تصريحه ل«أخبار اليوم» : أنه يجب ان نتفق فيما بيننا ونواصل الحوار الذي كنا قد بدأنا فيه وسنصل إلى حلول وبالتالي نغلق المعهد الديمقراطي الأميركي وغيره.