تقود اليمن تحركاً إقليمياً ودولياً واسعاً لإيجاد آليات مشتركة ومناسبة، للتعاون وتنسيق الجهود بين دول إقليم غرب المحيط الهندي وخليج عدن والبحر الأحمر في مواجهة القرصنة والسطو على السفن قبالة السواحل الصومالية. ولعل تعاون خفر السواحل قطاع خليج عدن مع القوات البحرية أثمر بالنجاح في إنقاذ ناقلة نفط سعودية يوم أمس من هجوم قام به قراصنة على السفينة في عرض البحر، على بعد 7 أميال بحرية من ساحل مدينة المكلا بمحافظة حضرموت. وذكر المركز الإعلامي لوزارة الداخلية أن خفر السواحل تلقت بلاغاً من كابتن ناقلة النفط السعودية (مأمنة) عن وجود قاربين لقراصنة على مقربة من السفينة ، يحاولان مهاجمتها واختطافها عندها قمنا بالتحرك السريع فور تلقي البلاغ إلى المكان الذي كانت تبحر فيه السفينة، ومطاردة القراصنة الذين لاذوا بالفرار، مؤكدة أنها أنقذت السفينة قبل أن تتعرض لأي أذى، وأنها الآن في أمان. وعلى ما له صلة بذلك يعتزم مجلس الأمن الدولي في القريب العاجل إصدار قرار جديد له حول مكافحة القرصنة البحرية بالقرب من سواحل الصومال، أوضح ذلك الممثل الدائم لروسيا الاتحادية في الأممالمتحدة "فيتا لي تشوركين" الذي قال لا يستبعد صدور قرار جديد حول تشديد مسلك المجتمع الدولي، في مجال مكافحة القرصنة البحرية بالقرب من سواحل الصومال مشيراً إلى صدور قرارات عن مجلس الأمن في الوضع لا يزال يفتقر للتنسيق المطلوب في التصرفات مؤكداً أن ما ورد في القرارات السابقة يسمح للأطراف المعنية باستخدام القوات ودخول المياه الإقليمية الصومالية بعد موافقة حكومة الصومال على ذلك منوهاً إلى أنه قد يتم فرض عقوبات أقسى ودعوة المجتمع الدولي لمكافحة القرصنة بشكل فعال بواسطة القوات البحرية للدول التي بعثت بسفنها إلى هناك ومن ضمنها روسيا. السفير الصومالي في روسيا محمد محمود صندولي نفى أن تكون القرصنة من أعمال الصوماليين وحدهم الذين اقتصر دورهم على التنفيذ مشككاً في قدرة القراصنة على الاستيلاء على ناقلة النفط السعودية "سيروستار" بمليوني طن من النفط على متنها بدون تحضيرات خاصة ومساعدة خارجية. وأكد صندولي أن ذلك هو مخطط مجرب لتوريد الأسلحة إلى الإرهابيين وحسب معطيات السفير يتلقى القراصنة لكل مليوني دولار من الفدية مائة ألف دولار فقط فيما الأموال الباقية التي تجتاز القنوات المالية الاستفهام يبدو حولها التي من غير المعلوم أين تذهب. وأضاف ثمة حاجة إلى المساعدة من جانب المجتمع الدولي في استحداث الحراسة الساحلية وتجهيزها فنياً مستدلاً السفير فيما يبدو جلياً أن وراء العملية متهمين بالحصول على الأسلحة وهو استيلاء القراصنة على سفينة "فايينا" الأوكرانية يوم 25 سبتمبر وعلى متنها 33 دبابة من طراز "ت- 72" وغيرها من الأسلحة مقترحاً أن تجري الحكومة الصومالية ودول المنطقة مباحثات لبلوغ اتفاقية دولية حول مكافحة القرصنة. وفي تصريح ل"الشرق الأوسط" قال قبطان ناقلة النفط السعودية المخطوفة "سيريوس ستار" أن أحوال الطاقم على ما يرام وأضاف "مارك تيسكي" بولندي الجنسية مؤكداً حصول مفاوضات بعيداً عن الناقلة وأن القراصنة سمحوا للطاقم الملاحي بالتحدث إلى أسرهم عبر الهاتف. وقال جامع آدم واحد من 25 استولوا على الناقلة السعودية أنهم خفضوا مبلغ الفدية المطلوب إلى 3 ملايين دولار واصفاً المفاوضات التي جمعتهم مع أعيان وشيوخ القبائل في مدينة حراد بري بأنها غير جادة. وعلى صعيد متصل كشفت مصادر مطلعة بالهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن أن تحركات دولية تقودها المنطقة الدولية للبحار تهدف لحل الإشكاليات البحرية سيما القرصنة في خليج عدن وأن هذا التحرك يهدف إلى وضع مسارات بحرية جديدة محددة للسفن في المنطقة ليسهم في حمايتها من أعمال القرصنة وستكون المسارات مؤمنة من قبل الدول المطلة وأنه تم وضع هذا في الإجراءات لتطبق على مسافة 150 ميلاً بحرياً وتغطي مساحة 115 كيلو متر مربع وكشف المصدر عن عزم الهيئة على إنشاء منارة إرشادية على الطرف الجنوبي من جزيرة حنيش الكبرى بهدف توفير وسيلة ملاحية هامة لحركة الملاحة العالمية وستكون مدى المنارة 20 ميلاً بحرياً مزوداً بنظام التعرف على السفن البحرية المزودة بهذا النظام من تثبيت موقعها باستخدام الرادار على 50 ميلاً بحرياً من المنارة وستتمكن من مراقبة السفن التي تزيد سعتها على 300 طن. وفي سياق متصل هددت مصر باللجوء للقوة لمواجهة القرصنة بخليج عدن وذلك بسبب تداعياتها السالبة على عائدات قناة السويس وذكرت جريدة الراية على لسان وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية المصري مفيد شهاب أن مصر مستعدة للتدخل العسكري لتأمين الملاحة ومواجهة القرصنة رافضاً انفراد دولة واحدة بتأمين الملاحة بالخليج مشيراً إلى أن هنالك إجراءات تم الاتفاق عليها مع السعودية واليمن لتأمين الحدود الملاحية وأن بلاده مستعدة بشأن ذلك للمشاركة ففي قوة دولية أمام الشواطئ الصومالية. . وبهذا الصدد يقول خبراء بالبحرية أن البحرية المصرية لديها ما يكفي من السفن المناسبة للقيام بمساهمة فعالة في عملية مكافحة القرصنة التي جعلت السفن تستخدم طريق رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس. إلى ذلك أفادت تقارير من الصومال بأن القراصنة الذين يحتجزون سفينة أوكرانية سيفرجون عنها قريباً بعد أن تم التوصل إلى اتفاق وقال متحدث باسم القراصنة أن الإفراج عن السفينة أضحى مسألة وقت فقط في حين لم يعطِ أي تفاصيل حول الفدية. وكانت عدة دول قد أرسلت سفناً حربية إلى خليج عدن إلا أن المنطقة شاسعة ولا يمكنها منع جميع الهجمات وما إن يخطف القراصنة سفينة حتى يحتجزون طاقمها رهائن لذا فإن أي محاولة إنقاذ تهدد حياة الطاقم.