سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مراقبون اعتبروا تصوير اليمن بملاذ للقاعدة يؤكد وجود تدخل استخباراتي إقليمي ودولي.. قوى فارسية توجه رسائل قاعدية للمملكة ودبلوماسيون عرب يهيبون بالقاهرة والرياض لانتشال اليمن
نشرت صحيفة (ذاستر) اللبنانية الناطقة باللغة الانجليزية مقالاً للكاتب الامريكي " بريان اونيل" تحت عنوان : لم يعد بوسع العالم تجاهل الأضطرابات الداخلية باليمن). . كشف فيه الكاتب من أن فكرة التدخلات الغربية المختلفة في اليمن باتت تتبلور لدى أجهزة إستخبارات تلك الدول تحت مبررات منع تحول اليمن أو الأراضي اليمنية ملاذاً آمناً لتنظيم القاعدة حيث جاء في ذلك المقال أنه في الوقت الذي العالم منغمس في الصراع الدائر في أفغانستان وباكستان إلا أن تنظيم القاعدة حر طليق في براري اليمن، وعلى الصعيد السياسي العالمي فإن قضية القاعدة في اليمن تمثل أهمية رئيسية من سواها من الثورات " التمرد الحوثي" والاحتجاجات الجنوبية". . اليمن يشرف على حافة الانهيار وأعداء العالم الغربي على أهبة الأستعداد للأستفادة من ذلك. وبهذا السياق اعتبر مراقبون سياسيون ان هذا المقال وبما به من تلويح يندرج ضمن التقارير الإعلامية الغربية التي تستغل أحداث التمرد الحوثي، وحركة الاحتجاجات في بعض المحافظات الجنوبية، والتي تلعب إيران في هاتين القضيتين دوراً محورياً من خلال دعمها وتحريكها أطراف هذين القضيتين وقت ما تريد، حيث ينسجم هذا الدور مع ما تصبوا إليه جهات غربية تسعى إلى تصوير اليمن بأنها أصبحت ملاذاً آمناً ورئيسياً للقاعدة. وأوضح المراقبون أن سعي تلك الجهات وراء إظهار اليمن بهذه الصورة وتحريك إيران لطرفي التمرد والحراك هدفه خلق ذريعة للتدخل الغربي في اليمن بحيث لا يكون هدف هذا التدخل إطفاء وتهدئة الأوضاع في اليمن وبما يعزز أمنها واستقرارها، وإنما لتأكيد حجم التدخلات الإستخباراتية الكبيرة في اليمن من قبل أطراف إقليمية ودولية. وحول تركيز الجهات الغربية عن تنامي تنظيم القاعدة في اليمن، ربط المراقبون هذه التقارير بتساؤل صحيفة اليوم السعودية في عددها الصادر السبت المنصرم عن أسباب تنامي وظهور وتزايد نشاط هذا التنظيم وخلاياه في المناطق المحاذية للمملكة العربية السعودية من اليمن تحديداً، كما ذهبت الصحيفة إلى التأكيد بأن خلايا تنظيم القاعدة ومعها التمرد الحوثي أدوات لقوى شريرة في شكل دول. واعتبرت الصحيفة حادثة جيزان الأخيرة التي قتل فيها اثنين من عناصر القاعدة، اعتبرتها الصحيفة رسالة بعثت بها القوى الشريرة المتبلورة في شكل دول وأن المملكة قد فهمت هذه الرسالة . وعلى صعيد متصل دعت افتتاحية مجلة "المجلة " الصادرة من مصر دول الخليج والقاهرة والرياض على وجه الخصوص إلى دراسة تكلفة عدم التدخل في اليمن في الوقت الراهن، مقارنة بما يمكن أن يحدث من متغيرات مفجعة في حال وجدت الحكومة اليمنية نفسها أمام إدارة فاشلة بمعالجة أزماتها الداخلية، مستفيدة من الإجماع العربي والتأكيد الجازم في كل من الرياض والقاهرة على أهمية دعم اليمن لتجاوز أزماته وسلامة أراضيه ووحدته وحمايتها من التدخلات الخارجية وإنهاء التمرد المسلح بمحافظة صعدة. وأشارت افتتاحية " المجلة" للأهمية البالغة التي يحظى بها استقرار اليمن وسلامة وحدته وتنامي إقتصاده لدى دول الخليج وجمهورية مصر إنطلاقاً من الإنعكاسات التي ستؤثر على الأمن القومي للدول المجاورة لليمن، بالإضافة إلى ما يمثل من تهديد لمصر باعتبار أن مصر يهمها استقرار البحر الأحمر. من جانبها حذرت أوساط دبلوماسية عربية من خطورة ملامح الترويج لمبررات التدخلات الأجنبية في الشؤون اليمنية تحت يافطة الحرب على الإرهاب ، ومطاردة عناصر تنظيم القاعدة، داعية الحكومة اليمنية ودول الخليج وفي مقدمتها الرياض رؤى برامجية سايسية واقتصادية واجتماعية لأنقاذ الدولة اليمنية من الغرق في وحل الفشل الذي بات شبحه يخيم على اليمن. وأكدت تلك الأوساط بأن تكلفة إنقاذ اليمن في الوقت الراهن لا تقارن قيمته بالتكلفة الباهظة التي قد تدفعها دول المنطقة في حال إنهيار منظومة الدولة اليمنية لا قدر الله. وثمنت الأوساط الدبلوماسية العربية الدور الذي تلعبه كل من الرياض والقاهرة متمنية على كلتا الدولتين بأن يكون دورهما الداعم لإستقرار وحدة اليمن وحمايتها أكثر برامجية ومنهجية ووفق رؤى إستراتيجية معنية بالأمن القومي والغذائي.