لازالت السياسة الغربية تحاول تبرير فشلها في مواجهة الآفة العالمية "الإرهاب" باللجوء إلى التصريحات الإعلامية والتقارير التي تقوم بدبلجتها أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية، بإلصاق التهم بدول أخرى أو تصنيفها كملاذ آمن لتنظيم القاعدة كما كانت قد اعتبرت اليمن في هذا التصنيف. وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير نشرته أمس تحت عنوان" اليمن ملاذ آمن جديد لقاعدة رئيسية للإرهابيين"أن التمرد في منطقة نائية من محافظة شبوة اليمنية المدعوم من قبل جماعات تدعي الولاء لتنظيم القاعدة، وفر قاعدة جديدة للشبكة الإرهابية التي تتعرض لضغوط في أفغانستان وباكستان. وقالت الصحيفة: أصبحت اليمن، التي زعم المشتبه به عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة أمريكية بأنه تلقى تدريبات على يد عناصر تنظيم القاعدة هناك، تعتبر ملاذا للإرهابيين منذ هجوم عام 2000 الانتحاري ضد المدمرة الأمريكية يو إس إس كول، الذي أسفر عن مقتل سبعة عشر بحارا أمريكيا عندما أصطدمت المدمرة بقارب صغير مليء بالمتفجرات في ميناء عدن. وأضافت أن مراقبين غربيين رأوا أن القاعدة قد تمكنت من تأسيس مركز إقليمي لها في اليمن لأن الحكومة ضعيفة ومنشغلة بالنزاعات الداخلية. وأن تعاون النظام اليمني مع واشنطن فيما يسمى بالحرب على الإرهاب، في مقابل ذلك تلقي عشرات الملايين من الدولارات على شكل دعم ومساعدات أمنية. وتنصح وزارة الخارجية البريطانية البريطانيين حسب" الغارديان" بعدم السفر إلى اليمن بسبب "وجود تهديد كبير من الإرهاب هناك"، وتقول إن الإرهابيين في اليمن يواصلون التخطيط لشن هجمات. وتقول الخارجية البريطانية في تحذيرها: "يمكن أن تكون الهجمات عشوائية، تتضمن هجمات ضد مصالح غربية وبريطانية، مثل المجمعات السكنية والمنشآت العسكرية والنفطية، ومصالح النقل والطيران". وأشارت إلى أن ما يقرب من نصف المعتقلين البالغ عددهم 210 في معتقل خليج غوانتنامو هم يمنيون، وتقول مصادر في الاستخبارات الأمريكية وأن نحو 60 معتقلا يمنيا ما يزالو يشكلون تهديدا أمنيا،وأن عدم الاستقرار في اليمن يُعتقد أنه واحد من الأسباب الرئيسية التي تجعل الرئيس باراك أوباما غير قادر على الوفاء بالموعد النهائي لإغلاق معتقل غوانتنامو في يناير القادم. ولعل الرد على تلك المزاعم الغربية التي تريد من اليمن أن تتحمل فشلها الذريع منذ سنين في مواجهة القاعدة ان لم يكن القضاء عليها،فيما أعلنه رئيس جهاز الأمن القومي علي الإنسي والذي أكد أن اليمن لن تكون ملاذا آمنا للقاعدة، وان نجاح العمليات الأخيرة ضد التنظيم في عدد من المحافظات اليمنية يؤكد هذه الحقيقة. وقال الآنسي في حديث ينشر اليوم الاثنين في صحيفة "الميثاق" أن نجاح العمليات الإستباقية التي وجهتها الأجهزة الأمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة في أبين وصنعاء وأمانة العاصمة وشبوة، يؤكد أن اليمن لن تكون ملاذاً آمناً للقاعدة". وأضاف "حققت العمليات الاستباقية أهدافها حيث كان المتشددون ينوون استهداف العديد من المؤسسات الحكومية وبعض المصالح والمدارس الأجنبية والسفارة البريطانية ،وبعض المنشآت النفطية واغتيال قيادات عسكرية وأمنية". وحذر الآنسي من الأخطار التي يواجهها اليمن مشيراً إلى أنها "تهدد أمن واستقرار كل دول المنطقة، وهو ما يجب التنبه إليه من خلال دعم ومساندة اليمن". يذكر أن السلطات اليمنية أعلنت مؤخرا عن تنفيذ عمليتين عبر غارات جوية استهدفتا عناصر لتنظيم القاعدة،أسفرتا عن مصرع 65 من أعضاء التنظيم وجرح وأسر العشرات في 3 محافظات يمنية.