تعهد زعيم ما يسمى بتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أمس الأحد بحماية المطلوب للولايات المتحدةالأمريكية أنور العولقي ومنع تسليمه إلى الأميركيين. وقال زعيم التنظيم ناصر الوحيشي المعروف بأبو بصير في تسجيل صوتي نشر على الانترنت ونقلته مؤسسة سايت التي ترصد المواقع الإسلامية ": واجبنا الشرعي نحو شيخنا البطل النصرة ما حيينا. . . ونقول له لن يصلكم شيء وفينا عين تطرف وعرق ينبض". وأضافت الرسالة الصوتية التي حملت عنوان "نصرة الشيخ أنور العولقي"، إن المتشدد اليمني الذي يحمل الجنسية الأميركية والمختبئ في اليمن، هو "بين جموع المسلمين الناقمين على سياسة الأميركيين. . . وأنهم لن يسلموه أبدا لأنهم يعلمون أن تسليمه للكفار كفر ونفاق والتخلي عن نصرته ذل وعار". وإذ أشاد بقبيلة العوالق التي رفضت على حد قوله تسليم العولقي، قال أن "تهديد الأميركيين لا يخيفنا" وشدد على أن العولقي "في أيد أمينة ولن يصلوا إليه". وتوجه الوحيشي إلى العولقي الذي وصفه ب"البطل الصادح بالحق" قائلا: أن مجرد وصولك إلى أي منطقة من مناطقنا يعني أنك وصلت إلى المنعة والنصرة وجنودنا سيوفرون لك ما تحتاج إليه". وبحسب مؤسسة سايت، فإنها المرة الأولى التي يشير فيها الوحيشي بشكل مباشر إلى العولقي في رسائله. إلى ذلك اعتبر الوحيشي أن قرار واشنطن القبض على العولقي حياً أو ميتاً "تحصيل حاصل ولا يقدم شيئا"، كما اعتبر أن الحرب "لا تنتهي بقتل أو أسر إحدى القيادات" مشيرا إلى أن الحرب في أفغانستان والعراق مستمرة منذ عقد من الزمن بالرغم من مقتل العديد من قيادات التنظيم. كما ذكر أن الولاياتالمتحدة تتوعد بالقبض على زعيم القاعدة أسامة بن لادن منذ عقدين من الزمن ولم تفلح بذلك. وأضاف الوحيشي متوجها إلى الشعب الأميركي بالقول أن الرئيس باراك أوباما "بمثل هذه القرارات يسوقكم إلى ما لا يخدم مصلحة أمنكم" وإن مثل هذه المغامرات السياسية تساعدنا للتعجيل بنهايتكم السياسية، وبها وصلنا إلى عتبة البيت الأبيض سابقا ووصل المجاهد البطل عمر الفاروق حاليا" في إشارة منه إلى الشاب النيجيري الذي حاول تفجير طائرة أميركية في الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي. وسبق وأن أصدر تنظيم القاعدة الشهر الماضي مادة إعلامية ظهر فيها العولقي الذي لم تكن علاقته بالقاعدة مؤكدة في السابق، واتهم العولقي الأميركيين في هذه المادة بالسعي إلى تشكيل "صحوات" في اليمن على غرار الصحوات العراقية. وقد برز اسم العولقي، المولود في ولاية نيومكسيكو والمختبئ حاليا في اليمن، بشكل كبير منذ أن كشف عن علاقته بالميجور الأميركي الفلسطيني الأصل نضال حسن المتهم بقتل 13 شخصاً العام الماضي في قاعدة أميركية بتكساس، وبالشاب النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة عيد الميلاد. وكانت السلطات اليمنية قد أكدت مراراً أنها تلاحق العولقي الذي تتهمه واشنطن بالضلوع في هجمات تستهدفها بشكل مباشر. كما أكدت أن العولقي كان احد المستهدفين في غارة نفذها الطيران اليمني بمحافظة شبوة في 24 ديسمبر الماضي. وكان مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب قد قال لوكالة فرانس برس في مارس الماضي أن إدارة الرئيس الأميركي باراك اوباما سمحت باستهداف العولقي وقتله، مؤكدا بذلك أنباء نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في وقت سابق. ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز فإن هذا القرار النادر اتخذ في وقت سابق هذه السنة على خلفية الاعتقاد بأن العولقي انتقل من تشجيع الهجمات على الولاياتالمتحدة إلى الضلوع مباشرة فيها. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية قد ذكرت أمس الأول أن قرار الإدارة الأميركية بتخويل وكالة الاستخبارات المركزية قتل مواطن أمريكي مشتبه بالإرهاب أثار جدلاً حول الحدود القانونية والسياسية لضربات صاروخية بطائرات بدون طيار وهي الوسيلة الأساسية للحملة ضد الإرهاب حسب الصحيفة. وقالت "نيويورك تايمز" أن نهج الإمام من إدانة الإرهاب إلى الدعوة إلى الجهاد هي الفكرة التي من خلالها تتمكن الحكومة الأميركية من إعدام أحد مواطنيها بعيداً عن ساحة القتال بدون أي إجراء قضائي وقائم على معلومات استخباراتية مما يجعل بعض السلطات القانونية مرتبكة للغاية. كما شددت المحامية السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية "ديفول" على وجوب اتخاذ الإجراءات القضائية قبل إقدام الحكومة على قتل أي أميركي خارج ساحة المعركة التقليدية.