دخل موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك معترك الحياة السياسية في اليمن وأصبح بمثابة المتنفس والموجه للشباب الراغب في التغيير، واختفت من صفحات مشتركي الموقع القصائد الشعرية والأغاني والموضوعات العلمية والأخبار التقليدية والصور والمقاطع وحل بديلا عنها تكرار مفردة الثورة بإسهاب_ حسب ما نقلته موقع "الجزيرة نت"_. وأوضح الموقع أن ازدياد المجموعات الشبابية المطالبة بتنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بدا جليا حيث بلغت ثلاثين مجموعة حتى الآن من أهمها "طفشنا خلاص" و"ليش ساكت" و"ارحل" و"شباب التغيير في اليمن" و"تعز سيتي" و"أنا الشعب"، وتضم هذه المجموعات ناشطين حقوقيين وصحفيين وكتاب ومحامين ومنظمات مجتمع مدني وشباب عاطل عن العمل ممن يقودون ثورة التغيير في صنعاءوتعز وعدن واب والحديدة ومدن أخرى. ويعتقد مراقبون يمنيون أن فيسبوك أحدث فارقا في تفكير الشباب اليمني الذي استفاد من تجارب الآخرين في التغيير وانتزاع حقوقهم المشروعة. ونقل الموقع عن أستاذ الاتصال السياسي بكلية الإعلام جامعة صنعاء محمد القعاري، قوله إن فيسبوك يتمتع بميزة "الإعلام التفاعلي الذي يجمع بين الاتصال الشخصي ورجع الصدى الجماهيري "فاستطاع بذلك تحريك الجماهير اليمنية نحو التغيير". وبرأيه فان عدم خضوع الموقع للرقابة المباشرة أو حارس البوابة قد ساعد مشتركيه من الشباب على التصعيد ضد الأنظمة السياسية. وفي ذات السياق يرى الكاتب الصحفي غمدان اليوسفي أن فيسبوك لم يعد لقضاء وقت ممتع بقدر ما أصبح مسؤولية ثورية لدى الغالبية الكبرى من متصفحيه باليمن خاصة بعد سقوط نظامي بن علي ومبارك. وقال اليوسفي "أشاهد شبابا يصورون مقاطع فيديو بشكل غير معهود ويسبقون الفضائيات على بثها في فيسبوك وهو ما شكل ضغطا على السلطات وجعلها تفكر مليا قبل الإقدام على أي خطوة".