شهدت شوارع تعز الرئيسية صباح أمس مسيرات حاشدة استجابة لما أطلق عليه (يوم الشهيد) للتضامن مع أسر الشهداء الذين سقطوا في جمعة الكرامة وشهداء محافظة أبين وكل محافظات الجمهورية. وشارك في المسيرة التي تقاطر إليها المواطنون من معظم مديريات المحافظة -عدد من منظمات المجتمع المدني والنقابات المختلفة وأعضاء هيئة التدريس بجامعة تعز وطلابها وكذا طلاب المدارس والموظفون في مختلف المرافق الحكومية. وردد المتظاهرون شعارات وهتافات مطالبة بسقوط السلطة، كما رفع في المسيرة العديد من اللافتات المنددة باستخدام العنف تجاه الإعتصامات السلمية وإيقاف أي حوارات من شأنها قتل الوقت والتأخير في تسليم السلطة للشعب, ومن ثم توجه المتظاهرون إلى ساحة الحرية وانضموا إلى الشباب المرابطين في ذات المكان . من جانبهم أصدر بعض علما وخطباء تعز بياناً استنكروا فيه استمرار سفك الدماء ومسلسل الجرائم المتواصلة والاعتداءات المتكررة ضد المعتصمين سلمياً في عموم محافظات الجمهورية والذين يطالبون بحق دستوري وقانوني مشروع. وأضاف البيان : "ونحن إذ ندين ونستنكر مسلسل هذه الجرائم -فإننا نحمل المسئولية الكاملة رأس النظام ونؤكد بأن دماء الشهداء لن تضيع سدى وأن الحق الذي سالت من أجله سينتصر بإذن الله تعالى ولن يقف أحد في طريقه وأن الثورة ماضية ضد الظلم والفساد والطغيان والاستبداد". وأهاب العلماء بكل فئات المجتمع أن يلتحقوا في موكب الثورة السلمية وأن ينضموا إلى ساحات التغيير والحرية والعزة والكرامة حتى تحقق الثورة كافة أهدافها. إلى ذلك أصدر بعض أعضاء هيئة التدريس بجامعة تعز بياناً اتهموا فيه السلطة بالدفع بالبلد إلى أتون أزمة داخلية وحرب أهلية يتم الإعداد لها من خلال سحب قوات الأمن من بعض المحافظات وإخلاء المعسكرات، ما دفع البعض لنهب الأسلحة في تلك المعسكرات لاستخدامها في الوقت المحدد . وأدان البيان كافة الأعمال التي تهدد وحدة وأمن واستقرار اليمن وتشكل أيضاً تهديداً للأمن القومي والدولي, مطالباً المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بالضغط لمحاكمة هذه السلطة أمام محكمة الجنايات الدولية، داعياً دول الجوار لتحديد موقف واضح من هذه السلطة التي تشكل خطورة كبيرة على أمن المنطقة برمتها - بحسب البيان. من جانب آخر أصدر الأطباء والصيادلة اليمنيون بتعز بياناً استهجنوا فيه تجاهل السلطات الرسمية لإضرابهم وانعكاساته في المستشفيات والمرافق الصحية وما أعقبه من شلل تام لهذه الأماكن دون أن تكلف السلطة نفسها حتى عناء السؤال عنهم ومطالبهم. وأدان البيان حادثة مصنع الذخيرة بأبين والتي راح ضحيتها "150" شهيداً نتيجة لقيام بعض الخارجين عن القانون باقتحامه، مؤكداً وقوف النقابات إلى جانب أبناء الشعب اليمني الصامد في ساحة الشرف والعزة. إلى ذلك شوهد انتشار كثيف لقوى الأمن في المحافظة، حيث تركزت معظم القوى العسكرية مع آلياتها في مدخل المحافظة وأهم جولات الشوارع الرئيسية.