ينتظر منتخباتنا الوطنية الكروية المختلفة (ناشئين، شباب، أولمبي، وكبار) صيف ساخن ومشاركات حاسمة ومهمة على صعيد وضع كرتنا اليمنية في الخارطة الآسيوية والدولية، بشكل نطمح من خلاله إلى تبوء مقاعد متقدمة في خارطة التصنيف الدولي والقاري وعلى مساحة التنافس نحو التصفيات اللاحقة في كل فئة عمرية. وبحجم المسئولية المنتظرة الملقاة على عاتق أسرة كرة القدم في المنتخبات تلك فإننا نتوقع أن يكون الحضور والمساهمة من الجميع، كل واحد من موقعه أكان في الاتحاد العام لكرة القدم أم في الأجهزة الفنية المختلفة وفي مستطيل اللعب كلاعب يتمنى أن يحصل زملاءه على فرصته التي حصل عليها لتمثيل الوطن. مسئولية كبيرة يسعى إليها كل لاعب، ويحرص عليها كل من يشعر بذرة انتماء لهذا الوطن اليمني العظيم بتاريخه ماضيه وحاضره.. مسئولية حمل العلم اليمني في حضرة العالم حلم وحقيقة تسعد وتشرف كل من يختاره الزمن لأن يقوم بها. 2011م موسم الثورات العربية تزامن مع موسم من المشاركات المتعددة للمنتخبات الوطنية اليمنية في المحافل الكروية، وبغض النظر عن الوضع الثوري الذي تعيشه بلادنا وما ترتب عليه من عوامل محلية أثرت على إمكانية استمرار البطولات المحلية وبالتالي منعت منتخباتنا من حقها في استضافة مبارياتها في تلك البطولات، فإن المأمول هو أن نرى منتخباتنا وهي تقتحم الصعاب لتعلن للعالم أن اليمن كبير بشعبه وتاريخه ورياضته من خلال تسجيل الحضور القوي والمشرف والمنافس أيضا. حلم.. أن نرى رياضتنا وهي تنافس خارجيا متغلبة على واقعها المحلي المؤلم، حلم.. أن نرى منتخباتنا وهي تصلح ما حاول إفساده هذا النظام من خلال مساهمتها في توحيد أبناء السعيدة من المشرق إلى المغرب ومن الجنوب إلى أقصى الشمال وحتى في بلدان المهجر خلف شعار لمنتخبات الكروية في مشاركاتها الخارجية. نعم إنها الرياضة وما أجملها وهي توحد الجميع حولها.. إنها لغة المحبة والوفاء للوطن وأنشودة الإبداع المرسومة على ساحات التنافس.. وسبق لأن شاهدنا لها مفعول السحر في معالجة أمراض الفرقة والشتات بين أبناء العراق الشقيق عندما حصد أسود الرافدين كأس آسيا 2007م وقدموه هدية للعشب العراقي المثخن بجراح الطائفية والاحتلال والصراعات. وهذا ما ننتظر من أبناء الرياضة اليمنية.. ننتظر منهم التغلب على الظروف وقهر المستحيل لتسجيل حالة نادرة من التألق الذي لابد وأن يقود إلى إسعاد هذا الشعب العظيم وهذا الوطن المعطاء. لكن هل يستقيم الظل والعود أعوج؟!.. وهل نتوقع إبداع وتألق من لاعبين يفضلون الهروب من مسئوليتهم الوطنية على القيام بواجبهم المنتظر بأعذار واهية؟!.. هل نتوقع أن تقوم هذه المنتخبات بدورها المنتظر في ظل أجهزة فنية للمنتخبات تختار بانتقائية الأقربين أولى بالاختيار وأحق بالانضمام إلى المنتخب على حساب أهل الموهبة والجدارة؟!.. هل ننتظر من لاعبين مرتزقة يربطون انتمائهم للمنتخب بالمال متناسين أن الوطن هو الهوية والروح والحياة والانتماء.. ومتجاهلين أن أعضاء كرة القدم يدفعون لأجل منتخباتهم الوطنية وليس العكس..ومثلما الشباب يقدمون أرواحهم غالية للوطن في ساحات التغيير فإنهم مطالبون بتقديم قطرات العرق في صفوف المنتخبات حبا وولاء وتضحية لهذه الشعب العظيم الذي ينتظر منهم الكثير. المرحلة تاريخية والانتصار للمنتخبات مهمة وطنية لا تقل عن الانتصار للعلم في وقت الحرب.. وننتظر من كل المخلفين في منتخباتنا الوطنية المختلفة الالتحاق بالمعسكرات لأن هذه المنتخبات تمثل أمة ولا تمثل شخص بعينه.. اليمن أكبر من أي مدرب أو لاعب أو اتحاد أو حتى نظام سياسي.. وطننا اليمن وخدمته تتطلب الفوز بسرعة الانتماء الى صفوف المدافعين عن رايته وصانعي مجده القادم.