تشهد أمانة العاصمة صنعاء ومحافظة تعز زخماً غفيراً من الجماهير المناوئة للنظام في كل جمعة، حيث تتصدران المحافظات الأخرى في عدد المحتجين وكذلك في عدد الضحايا من الشهداء والمصابين.. حيث احتشد ما يقارب المليون في شارع الستين، للمطالبة برحيل الرئيس، بعد أن توافدوا من أنحاء مختلفة من العاصمة صنعاء منذ صباح أمس للمشاركة في صلاة الجمعة التي دعا إليها شباب ساحة التغيير للتأكيد على التمسك بمطالب رحيل الرئيس من البلاد والتي جاءت متزامنة مع ذكرى توقيع اتفاق الوحدة اليمنية يوم غد الأحد. ( تعز ) المتظاهرون الذين اصطفوا على طول شارع الستين الغربي من جولة عصر(جنوباً) إلى أمام جامعة الإيمان (شمالاً) هتفوا" يازياني يازياني .. نحن نريد رئيس ثاني ".. مرددين شعارات عقب صلاة الجمعة "يا زياني يا زياني إحنا نشتي رئيس ثاني " تعبيراً عن رفض المبادرات التي اعتبروها التفافاً على ثورة شباب الثورة، ودعا المتظاهرون كل المواطنين إلى المشاركة باحتفال عيد الوحدة اليمنية المباركة غداً الأحد. وقال خطيب الجمعة فؤاد الحميري إن نظام الرئيس صالح يقتل أبناء الشعب بأمواله ويطلب الضمانات الدولية بعد ارتكاب الجرائم بحق الشعب الذي خرج إلى الساحات والميادين. ( تعز ) وانتقد الحميري طول الفترة التي استغرقتها المبادرة الخليجية، معتبراً أنها كانت في بداية الأمر مبادرة، وبعد أن طالت مدتها تحولت إلى مناورة، مبدياً خشيته من أن تطول أكثر فتتحول إلى مؤامرة. وأضاف: الحميري إن صالح إذا كان يريد ضمانات فعليه أن يعيد الحياة لجميع الشهداء الذين سقطوا في الثورة، وسيكون شباب الثورة عندها في مقدمة من يقدموا له الضمانات التي يريدها، داعياً الأشقاء لسحب مبادرتهم ورفع الغطاء عن الرئيس. وخاطب الحميري الرئيس صالح قائلاً: يا حاكم السبعين، هذا هو شارع الستين، فارجع البصر كرتين، تتحدث عن الأكثرية، فهذه هي الأكثرية التي جمعت بين الكف والكيف، وتتحدث عن شرعية فأي شرعية تقصد، وقل لنا ماذا بقي لك من شرعية، مؤكداً بأن من ينضم إلى ساحة التغيير هم نخبة المجتمع من أهل الحل والعقد. كما خاطب الحميري أبناء القوات المسلحة قائلاً: أنتم حماة الوطن ولستم حماة هبل.. مضيفاً إن الرئيس صالح لو كان يدعي بأنه هو من وحد اليمن فقد توحد الشعب ضده، مشيراً إلى أن صالح وصف القبائل اليمنية بأنها متعصبة، فردت عليها بأن الحكمة يمانية، وأتى بدول الخليج كي تحكم له فحكمت عليه. كما وجه رسالة إلى أنصار الرئيس في التحرير والسبعين قائلاً: يا أنصار الرئيس في السبعين إذا كنتم مع الرئيس فلماذا لا يقاسمكم الأموال والوظائف، وإن كنتم من الشعب فلماذا لا تشاركون الشعب ثورته؟. إلى ذلك قام المصلون عقب أداء صلاة الجمعة، بعدة مسيرات جابت الشوارع المحيطة بشارع الستين، وعلى رأسها شارع 16، وشارع 20، وشارع هائل، حيث اصطفت مئات السيارات وآلاف المتظاهرون في عدد من الشوارع، مرددين هتافات تطالب بالرحيل وإسقاط النظام، ما أدى إلى حدوث اختناقات مرورية في جميع الشوارع المحيطة. وكان المتظاهرون قد أدوا قسم الوفاء للشهداء ومواصلة الثورة حتى إسقاط النظام، حيث هتف أكثر من مليون متظاهر بصوت واحد يعاهدون الله بألا يحيدوا عن درب الشهداء الذين سقطوا خلال الثورة، وأن يواصلوا النضال حتى إسقاط النظام، كما أدوا صلاة الميت الغائب على شهداء الحراك الجنوبي حسب مصادر إعلامية. وفي محافظة تعز سأل خطيب جمعة "وحدة الشعب" في ساحة الحرية بمحافظة تعز قرابة مليون ونصف مليون مصل احتشدوا من كل أرجاء المحافظة ومديرياتها المختلفة قائلاً:"ما الذي فعلتموه حتى أدهشتم العالم وأصبحت الأرض تتحدث عنكم وعن صمودكم في وجه الطغاة والظالمين؟". وقال :"لتعلموا أن الجولة الأولى للظالمين وللطغاة وما بعدها للحق وهو المنتصر في النهاية ". وأضاف الخطيب:"مضى مائة يوم والثوار يطالبون بإسقاط النظام وكلما مر يوم يزداد صبرنا وإصرارنا على الاستمرار، فالعالم يراهن على الوقت ونحن نراهن على صبرنا ", مؤكداً أن الثوار على الحق وأنهم على الطريق الصحيح.. مخاطباً الشباب :"واجهتم بطش النظام بصدور عارية فارتقيتم إلى الأعلى وواجهكم بالرصاص فهبط إلى مكان سحيق". وأشاد خطيب الجمعة بموقف أبناء نهم بمحافظة صنعاء عند إيقافهم الدبابات المتوجهة إلى حضرموت، ليخرج أبناء حضرموت يذرفون دموع الفرح والشكر لأبنائهم وأصبح اليمانيون يتضامنون مع بعضهم البعض في كل محافظات الجمهورية". وتطرق إلى مرحلة ما بعد صالح قائلاً:" سنستخرج المعادن والكنوز من وجه الأرض وسنحول صحراء حضرموت إلى جنة الله في أرضه وسنجعل مدينة تعز وجه اليمن الحضاري، سنعتمد على أنفسنا وعلى ثرواتنا، لن نتسول من أحد، لن نستجدي أحداً، سنحول اليمن إلى منافس بدلاً من متسول، ستعيش اليمن بلا قاعدة وبلا إرهاب وبدون اختطافات، ستعيش اليمن دولة مدنية حقيقية, السيادة فيها للفرد وللشعب وليس للحاكم ولعلي عبدالله صالح". ودعا أحزاب اللقاء المشترك للنزول إلى الشارع, مذكراً إياهم بأن المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين وأنتم قد لدغتم عشرات المرات , كما دعا دول الخليج إلى أن يكون لهم موقف مع الشعب اليمني كما وقفوا مع الشعبين التونسي والليبي، مناشداً الجيش والأمن السياسي والقومي الالتحام بالثوار وبالشعب وبإخوانهم في الساحات. وعقب صلاة الجمعة شيع جموع المصلين ثلاثة من شهداء الثورة شهيدين فارقا الحياة متأثرين بإصابتهما البليغة بداية الأسبوع الماضي في إطلاق النار عليهم بشارع جمال وهما عبد الله محمد الشماحي وعبدالغني محمد محمد مرعي , فيما فارق الحياة محمد علي عبدالله بعد إصابته بجلطة دماغية في ساحة الحرية وهو من المرابطين فيها منذ بداية الاعتصام. وعلى صعيد آخر شهدت محافظة تعز أمس الأول مسيرة شبابية حاشدة، شارك فيها عشرات الآلاف من المعلمين والأطباء والمحامين والمهندسين وأعضاء هيئة التدريس بجامعة تعز وخطباء جوامع المحافظة، دعت إليها النقابات المهنية والعمالية ومنظمات المجتمع المدني بالمحافظة حيث انطلقت من جولة وادي القاضي مروراً بعدة شوارع بالمدنية، أكد المتظاهرون فيها اعتزامهم التصعيد، منددين في ذات الوقت بجرائم القتل التي يرتكبها النظام بحق الشباب المعتصمين في معظم محافظات الجمهورية، مطالبين دول الخليج بالوقوف إلى جانب ثورة الشعب اليمني واتخاذ موقف حاسم حيال مماطلة علي صالح ورفضه الصريح للتوقيع على المبادرة الخليجية . إلى ذلك منعت قوات الأمن المركزي جموعاً غفيرة من أبناء جبل حبشي من الدخول إلى مدنية تعز للمشاركة في المسيرة الجماهيرية التي شهدتها المحافظة أمس الأول , وقال أبناء المديرية إن مسيرتهم تم اعتراضها مرتين، الأولى بالرجم بالحجارة من قبل بلاطجة الحاكم في منطقة هجدة ولكنهم تابعوا مسيرتهم وعند وصولهم إلى نقطة الرمادة اعترضتهم قوات الأمن المركزي مرة ثانية، مما حذا ببعضهم العودة إلى منطقة يفرس مركز المديرية والاستعانة بسيارات الأجرة والسفر إلى المدينة . وفي سياق التصعيد السلمي للضغط على النظام والرئيس صالح بالرحيل خرج مساء أمس الجمعة الآلاف من أبناء محافظة تعز من ساحة الحرية في مسيرة حاشدة جابت عدداً من شوارع المحافظة . إلى ذلك علمت "أخبار اليوم" بأن مسلحين مجهولين اختطفوا مساء أمس طفلين على خلفية مشاركتهما في تظاهرات ومسيرات مطالبة برحيل الرئيس صالح. وأوضحت المصادر أن مسلحين استوقفوا باص في الشارع العام بمنطقة بير باشا وانزلوا منه بقوة السلاح "نيوف أحمد غالب سرحان 16 عاماً, ونضال حسان غالب 17عاماً واقتادوهما إلى مكان مجهول, مشيرين إلى أن الاختطاف جاء على خلفية مشاركتهما في مظاهرة مناوئة للنظام الأسبوع الماضي في منطقة حذران بمديرية التعزية.