استكمالاً لاستطلاعاتنا حول أوضاع مديرية مودية، ومدى معاناة أبنائها.. كانت قائمة استطلاعنا عن مستشفى المديرية وعن الحالة المزرية التي وصلت إليها وعن الإهمال والتسيب الذي يعيش فيه، وعن اللامبالاة التي طالت المستشفى وألقت بظلالها على كل شيء، صرخات استغاثة وجهها عدد غير قليل من أبناء مديرية مودية عبر "أخبار اليوم" لتكون صورة حية لما يدور في المستشفى من أوضاع صعبة ومعاناة أبناء هذه المديرية، من عدم قدرة هذا المستشفى في تقديم خدماته بالشكل المطلوب رغم أهميته باعتباره يقع في عاصمة المديرية. "أخبار اليوم" ولحرصها على المصلحة العامة زارت مبنى المستشفى لتسلط الضوء عليه ولتخرج برؤية واضحة حول وضعية هذا المستشفى.. وكانت الحصيلة على النحو التالي: أثناء تجوال "أخبار اليوم" في مديرية مودية أخبرنا الأهالي عن معاناة المستشفى وما وصل إليه من حالة مزرية، لم أستطع احتمال ما سمعت ويممت وجهتي نحو المستشفى.. دخلنا من بوابة المستشفى التي وجدنا أحد أبوابها مخلوعاً أو ربما مكسوراً، ولا أثر للحراسة فيها. * أوضاع لا تسر: يقول الأخ/ علوي محمد البطوني مواطن بصراحة يعاني مستشفى مودية من أوضاع سيئة ورديئة، وللأسف عند صول الحالات قسم الطوارئ لا يلاقي المرضى أي خدمة لهم سوى إعطاءهم رسالة تحويل إلى مستشفى لودر أو الرازي أو عدن.. وذلك نتيجة نقص الكادر الطبي، كما يعاني من نقص حاد في الأجهزة الطبية وهناك لا يوجد كادر طبي مداوم في المستشفى، لا يتحصل على الدواء رغم أن الدواء يصل إلى المستشفى ولا توجد تغذية في المستشفى، رغم وجود المخصصات المالية الكبيرة للغذاء . وأختتم علوي بالقول: مستشفى مودية كان يشار إليه بالبنان وكان يرتاده الناس من كل حدب وصوب ولكن أوضاعة الآن لا تسر.. ونطالب الأخ اللواء/ صالح الزوعري محافظ أبين لفت النظر للمستشفى كما نأمل من وزارة الصحة الاهتمام بالمستشفى والنزول للإطلاع على أوضاعه. * مستشفى لها تهالكت أركانه: تصميم المستشفى رائع جداً وحينما تدخله تظن نفسك في متاهة لا تعرف بدايتها من نهايتها، إلا أن هذا المستشفى يعاني جملة من المشاكل أضرت به كثيراً وشوهته، فالأبواب محطمة والنوافذ متهالكة والألوان فيه والطلاء تبعث الكآبة والأسى.. الأرضية مطبات وحفر وأوساخ منتشرة والأدهى من ذلك لا وجود للأطباء والممرضين والممرضات والعاملين والصحيين إلا بعدد الأصابع رغم أن الكادر الوظيفي يقدر بالمائة موظف في كافة الأقسام.. ولا يحضرون إلا نهاية كل شهر. أقسام المستشفى حدث ولا حرج: قسم الأسنان مكون من غرفة واحدة متهالكة، لا تشجعك على الدخول إليها والسبب مظهرها وقلة اللوازم التي يحتاجها مرضى الأسنان.. وهنا سألنا طبيب الأسنان الموجود عن الاحتياجات التي يفتقر إليها القسم، أجاب : " احتياجاتنا تتلخص في : حشوات- برش أسنان كابلات أطفال رافعات جذور- جهاز ضغط مع السماعة – شاش مع المطهرات – حشوات تلميع- سيرنج أسنان..؟ وقسم الولادة يعاني من ذات المشاكل ذاتها أهمها عدم توفر الأدوية نقص القابلات الفنيات جهاز ضغط - طراريح- تلف الأبواب وقدمها؟ .. الصيدلة .. بضعة أدوية : انتقلنا إلى صيدلية المستشفى وجدناها لا توحي إطلاقاً بأنها صيدلية، نظراً لصغر حجمها وقلة الأدوية الموجودة فيها، فهي أشبه بدولاب صغير مفتوح بداخله عدد ضئيل من الأدوية التي لا تفي بالحاجة ولا تؤدي الغرض المطلوب، بل لا تتوفر فيها أي علاجات هامة عدى المهدئات .. قسم المختبر وانعدام الأجهزة: قسم المختبر يعاني كغيره من أقسام المستشفى، حيث بدت عليه آثار الضعف والافتقار للضروريات، فبدأ المظهر الهزيل على حجم المعاناة والمأساة التي أتت على كل شيء، فهو يفتقر إلى الكثير من الأدوات الطبية منها "عدم وجود حهاز تعقيم- جهاز ترسي- جهاز فحص لدم والسكر- جهاز حمام مائي".. ناهيك عن عدم توفر أهم مقومات القسم التي يتطلبها بشكل مستمر ويومي، وما يقوم القسم به هو عمل فحوصات عادية وقليلة مثل : فحص الملاريا – فحص الحمل – فحص البراز – فحص كمية الدم – فحص التايفود – فحص كريات الدم البيضاء – فحص ترسيب الدم – فحص الروماتيزم – فحص السكر. ..أقسام بحاجة إلى كادر طبي : قسم النساء أحد أقسام المستشفى هو الآخر يحتاج إلى كادر طبي نسائي دكتورة نساء وولادة – ناهيك عن المشاكل الأخرى كعدم تقديم العلاجات بكافة أنواعها وشحة في البطانيات والمخدات- والروائح النتنة التي تنبعث من الحمامات القريبة من القسم. أما قسم الأمومة والطفولة فهو أحسن حال من أقسام المستشفى فهو الوحيد الذي ما زال ينبض بالحياة، حيث ترتاده النسوة لأخذ اللقاحات والتطعيم وبعض الإرشادات. .. آخر المطاف: في آخر جولتنا بالمستشفى استطاعت "أخبار اليوم" أن تسجل بعض المشاهد والملاحظات التي تتمثل في : عدم الاهتمام واللامبالاة في قسم الطوارئ والمجارحة الصغرى، رغم أهميته بالنسبة لاستقبال حالات الحوادث – عدم وجود ترقيد للمرضى داخل المستشفى . معظم المعدات والأثاث بالمستشفى خارج الجاهزية وغير صالحة للاستعمال كما يبدو. - دعوة لقيادة السلطة المحلية بالمديرية وكذا مكتب الصحة بالمحافظة والمديرية بضرورة إيلاء جل الاهتمام والرعاية لهذا الصرح الطبي الوحيد بالمديرية حتى لا يغتال وهو في مهده .