كشفت صحيفة " إيران" في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي أن إيران التي تخشى من تداعيات التدخل الأمريكي والأوروبي في شمال إفريقيا قد وضعت خطة تهدف من خلالها إلى تحويل مدينتي طرابلس وبريقه الليبيتين إلى مستنقع لحلف الناتو وحلفائه، من أجل إطالة أمد بقاء القذافي في السلطة. وأشارت الصحيفة الى أنه في شهر مايو الماضي أعطى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي توجيهاته لقوات القدس التابعة للحرس الثوري لمساعدة معمر القذافي عسكرياً لمواجهة ما وصفه بمحور الشر الأمريكي – الفرنسي - البريطاني، تشمل نقل أسلحة وذخائر ومنها صواريخ أرض - أرض وأرض - جو وقاذفات قنابل من أجل استخدامها ضد الثوار الليبيين. وبحسب المصادر ذاتها فإن مهمة نقل الأسلحة والعتاد إلى ليبيا كُلّف بها عناصر القدس المتمركزة في الجزائر والسودان، وفي هذا الإطار أرسل رئيس جهاز الاستخبارات الإيراني التابع للحرس الثوري، حسين طائب، إلى ليبيا فريقاً من كبار الضباط التابعين له مباشرة. وأوضحت مصادر الاستخبارات الغربية أن مهمة هؤلاء الضباط هي إعطاء الاستشارات للنظام الليبي لمراقبة الاتصالات والمعلومات، كما نصح الفريق الأمني الإيراني معمر القذافي بإخفاء السلاح في مستودعات داخل مناطق سكنية، لاستغلال عمليات قصف هذه المستودعات، في حال استهدافها في الإعلام على أنه قصف لأحياء مأهولة، بهدف الحد من حركة قوات الناتو. وقالت صحيفة "لوموند": تهدف إستراتيجية خامنئي إلى الضغط على القوات الغربية المشاركة في حرب ليبيا لتخفيف الضغط الغربي عن سوريا، حليفة إيران الأبرز في الشرق الأوسط. وذكّرت الصحيفة أن العلاقات الإيرانية – الليبية كانت في الماضي سيئة، لأن طهران تتهم النظام الليبي دوماً باختطاف الإمام الشيعي موسى الصدر، مؤكدة أن قرار خامنئي دعم إيران يكشف جانباً آخر من خلافاته مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذي سبق وأعلن دعمه للثوار في مواجهة القذافي، وإيران من خلال هذه الخطوة تريد أن تظهر قدرتها على مواجهة دول الغرب تماماً كما فعلت في أفغانستان عندما زوّدت قوات طالبان بالأسلحة في حربها على القوات الأمريكية. وبحسب "لوموند" تأمل إيران في أن يشغل الربيع العربي الرأي العام الدولي عن برنامجها النووي، واعتبرت "لوموند" أن النظام السوري فشل في قمع الانتفاضة الشعبية من خلال استخدام القوة وعنونت افتتاحيتها: "نهاية النظام في الأماكن السورية المغلقة"، مضيفة أن بشار الأسد قد استخدم كل وسائل القمع التي ورثها عن نظام والده، وهي ربما أثبتت جدواها في الماضي، إلا أنها لم تتمكن هذه الأيام من سحق الاحتجاجات الغاضبة. وأشارت الافتتاحية إلى صمت جامعة الدول العربية حيال ما يحدث، وإلى إصرار روسيا بأي ثمن على حماية أحد أهم حلفائها في المنطقة. وفي المقابل عابت "لوموند" على المعارضة السورية إخفاقها في تقديم خطة منهجية للتغيير، مستبعدة الصحيفة أن يتمكن النظام من القيام بإصلاح حقيقي، لأن ذلك سيُخرجه من السلطة، وفي المقابل فإن مواصلة قمع المحتجين سيؤدي إلى رصّ صفوف المعارضة في الداخل وإلى زيادة عزلة سوريا على الساحة الدولية.