قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الرئيس علي عبد الله صالح لن يترك منصبه طواعية في أي وقت قريب. معتبرة التعهد اللفظي الغامض بالتنحي، أنه كان مجرد خدعة أخرى.. ذاكرة أنه في حين أظهر الرئيس صالح بأنه يتحرك نحو القبول بالمبادرة الخليجية للتخلي عن السلطة إلى حكومة انتقالية، قال اثنان من كبار المسئولين اليمنيين إن وزير الخارجية اليمني قد سافر يوم الأحد إلى الإمارات العربية المتحدة لعرض خطة جديدة إلى مجلس التعاون الخليجي. ويقولون إن هذه الخطة تدعو صالح للبقاء في منصبه حتى إجراء انتخابات في العام القادم. واعتبرت الصحيفة المبادرة الخليجية مجرد لعبة كونها تقدم للرئيس ولأفراد أسرته الحصانة من الملاحقة القضائية. وقال أحد المسئولين الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، إن الخط الجديد للحزب الحاكم بأن صالح "سيبقى رئيساً حتى إجراء انتخابات مبكرة".. مشيرة إلى أن المبادرة الخليجية غامضة من البداية. فقد تم وضعها لإيجاد وسيلة لتنحي صالح من السلطة بعد وصول الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى ساحة متعرجة. وقالت: في البداية وافق الحزب الحاكم، بمن فيهم صالح، على نقل جميع السلطات الرئاسية إلى نائبه بعد توقيع المبادرة فوراً. مع ذلك تراجع صالح في اللحظة الأخيرة عن وعده بالتوقيع على الاتفاق. ومنذ ذلك الحين، يحتدم الجدل بين المعتدلين من الحكومة والمعارضة حول تفاصيل المبادرة، التي تم تعديلها عدة مرات، بتوجيه من المجتمع الدولي، والولاياتالمتحدة ضالعة إلى حد كبير جداً في ذلك. وتحدثت الصحيفة عن شرط جديد أساسي غير قابل للتفاوض يطرحه الرئيس صالح وهو إيجاد خطة لا تترك لخصومه طريقاً واضحاً إلى السلطة. وقال المسئول الحكومي الثاني رفيع المستوى: "هل تعرف ماذا يعني التنحي بالنسبة له؟ إنه يعني الاستسلام لعلي محسن وحميد الأحمر"، مضيفاً بأن هذين الرجلين هما خصما صالح الرئيسيين. ونقلت الصحيفة عن رئيس تحالف المعارضة السياسية في اليمن الدكتور ياسين سعيد نعمان قوله: إن عودة صالح "كانت سلبية في التوصل إلى حل سياسي. كان من السهل للحزب الحاكم المضي قدماً في العملية السياسية بدون صالح. كان من الأسهل إجراء التفاوض. لكن تحت قيادته المباشرة، ماذا بإمكانهم فعله؟". وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل بضعة أسابيع، عرض سعيد نعمان وثيقة موقعة من مسئول بارز في الحزب الحاكم تشير إلى أن الحزب كان متفقاً مع المعارضة بشأن الخطوات التي يتعين اتخاذها مما يؤدي إلى انتقال السلطة. لم يتم الإعلان رسمياً عن هذا الاتفاق على الرغم أن الجانبين قالا إنهم كانوا قريبين من الاتفاق على كيفية تفعيل المبادرة الخليجية. كان ذلك في ليلة الخميس وصالح عاد صباح الجمعة. وقال سعيد نعمان إن المعارضة السياسية، التي أشارت إلى أن أقارب صالح أصبحوا الآن بمنأى عن تجنب التعرض لعقوبات، تريد من المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغوط على الرئيس حتى يرحل. وقال سعيد نعمان: "لا أقول أنهم سوف يدعمون، لكننا نريد عملاً حقيقا". وعن تحديد ماهية ذلك العمل، رد نعمان بكلمات حذره: "اعتقد أنهم فعلوا الكثير في بلدان أخرى". من جانبها علقت صحيفة "جولف نيوز" الإماراتية الناطقة بالغة الإنجليزية، علقت في افتتاحيتها على تصريحات الرئيس الأخيرة حول تركه للسلطة بالقول: بصراحة، لن نصدق ما يقول حتى نراه قد رحل فعلاً. فأفعاله أعلى صوتا من الكلمات الجوفاء التي يرطن بها عن رحيله. عندما غادر للعلاج في السعودية، كان هناك أمل في إنهاء عهد من الحكم الرديء. لكن المحزن أنه عاد ليستمر في الوعود بالرحيل. وأضافت – بحسب ما نقله موقع "مأرب برس": لكن رحيل صالح ليس حلاً في حد ذاته. فبسبب تركيزها على محاربة الإرهاب ومطاردة القاعدة في اليمن، فشلت الولاياتالمتحدة في تجاوز نظرتها الضيقة، مضيفة: كان يجب أن يمضي بناء المدارس وحفر الآبار و بناء المستشفيات يدا بيد مع ضربات الطائرات بدون طيار. بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي يكمن التحدي في ضمان انتقال سلس للسلطة في البلد الجار المهم.