في أول تعليق امريكي على الموقف الجديد الذي عبر عنه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في اللقاء الذي أجرته معه قناة ال(بي بي سي) العربية الرافض لتسليم السلطة بعد موافقته أمس على التنحي على ضوء الجدولة الأمريكية للمبادرة الخليجية -قلل مسئول في وزارة الخارجية الأمريكية من أهمية تصريحاته على سير تنفيذ الإتفاق بين السلطة والمعارضة اليمنية في ضوء بنود المبادرة الخليجية التي وافق عليها الطرفين وأنها أي التصريحات ليست سوى للمناورة والإستهلاك الإعلامي التي يحاول من خلالها اشعار خصومه على أنه لازال قوياً وأن بإمكانه المراوغة واللعب بأكثر من ورقة.. وأن مواقفه اليومية تذكره بمواقف القذافي الذي لا يستقر على رأي وأرجأ ذلك لمشورات بطانته التي تدفع به بإتجاه تدمير ما بناه خلال فترة حكمه وطي صفحة سجله دون أن يدري. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد قال إنه لن يتنحى عن السلطة الا من خلال تنظيم انتخابات عامة معتبرا الدعوة الى تنحيه انقلابا على الشرعية الدستورية.وقال صالح في مقابلة خاصة مع مراسلة بي بي سي لينا سنجاب إن تنحيه عن السلطة يعني تسلم من سماهم الانقلابيين زمام الامور في البلاد وأضاف أن نقل السلطة يجب ان يتم عبر صناديق الاقتراع من خلال لجنة عليا للانتخابات والاستفتاء مؤكدا استعداده لقبول مراقبين دوليين.وقال صالح "نتمسك بالشرعية والدستور ولن نقبل بالفوضى الخلاقة".وأوضح أن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يريدون منه تسليم السلطة، وأضاف متسائلا" أسلمها إلى من إلى انقلابيين؟".وأكد أيضا أن "تنظيم القاعدة يتحرك داخل معسكرات الجيش التي خرجت على الشرعية" وفي أماكن الاعتصامات.واتهم صالح الغرب بالتغاضي عما وصفه بالأعمال التخريبية لتنظيم القاعدة في اليمن، محذرا من أن الغرب "سيدفع ثمن ذلك غاليا".جاء ذلك بعد يوم من إعلان حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن قبوله خطة سياسية طرحها مجلس التعاون الخليجي لحل الازمة السياسية في البلاد.وتنص الخطة على ان يتنحى الرئيس اليمني الذي واجه حكمه احتجاجات في الشوارع دخلت شهرها الثالث ويسلم السلطة لنائبه بعد شهر من التوقيع على اتفاق مع المعارضة.وسوف يحصل علي عبد الله صالح بالمقابل على حصانة من الملاحقة القانونية.وقال سلطان البركاني نائب امين عام حزب المؤتمر الشعبي العام ورئيس كتلته البرلمانية ان "المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه وافقوا على مبادرة مجلس التعاون الخليجي بكاملها".ونسبت وكالة أنباء رويترز إلى ياسين نعمان أحد زعماء المعارضة القول إنه يرحب بالإعلان ولكنه لن يشارك في حكومة الوحدة الوطنية المقترحة.قادة الاحتجاجاتالمحتجون في عدة مدن يمنية طالبوا بتنحي صالح فورالكن قادة حركة الاحتجاج المنضوين تحت ما يسمى بائتلاف شباب الثورة جددوا رفضهم للمبادرة.وقال احد قادة المتظاهرين المعتصمين في جامعة صنعاء عبد الملك يوسفي لوكالة فرانس برس إن المبادرة "تعالج المشكلة كما لو انها ازمة بين حزبين سياسيين بينما نزلنا الى الشارع للمطالبة بتغيير شامل".من جهته, اكد احمد الوافي احد قادة الاحتجاج الآخرين في تعز أن الشبان لن يقبلوا الا برحيل فوري لصالح.المبادرةوتنص المبادرة الخليجية بصيغتها النهائية على عشر خطوات تنيفذية لنقل السلطة سلميا في اليمن في مقدمتها أن يوقع اتفاق بين السلطة والمعارضة ومنذ لحظة التوقيع يكلف الرئيس المعارضة بتشكيل حكومة وفاق وطني بنسبة 50٪ لكل طرف ثم تبدأ الحكومة المؤلفة بتحقيق الوفاق الوطني وإزالة عناصر التوتر سياسيا وأمنيا.وفي اليوم التاسع والعشرين من سريان الاتفاق يقر مجلس النواب وبمشاركة المعارضة قانونا يمنح الحصانة ضد الملاحقة القانونية والقضائية للرئيس ومن عملوا معه خلال فترة حكمه.وفي اليوم الثلاثين يقدم الرئيس استقالته إلي مجلس النواب ويصبح نائب الرئيس هو الرئيس الشرعي بالإنابة بعد مصادقة مجلس النواب على استقالة الرئيس.ثم يدعو الرئيس بالإنابة إلى انتخابات رئاسية في غضون ستين يوما بموجب الدستور اليمني وبعدها يشكل الرئيس الجديد المنتخب لجنة دستورية لإعداد دستور جديد للبلاد وبعد اكتماله يطرح للاستفتاء الشعبي.وفي حالة إجازة الدستور الجديد في الاستفتاء يتم وضع جدول زمني لانتخابات برلمانية جديدة بموجب أحكام الدستور الجديد.وبعد الانتخابات يطلب الرئيس من رئيس الحزب الفائز بأكبر عدد من الأصوات تشكيل الحكومة.وتكون دول مجلس التعاون الخليجي والولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوربي شهودا علي تنفيذ هذا الاتفاق.ترحيب أمريكيورحبت البيت الأبيض في بيان صدر عنه بالإعلان، وحث جميع الأطرف على إنجاز نقل سلمي سريع للسلطة.وقال المتحدث باسم البيت الابيض في بيان "نرحب باعلان الحكومة اليمنية والمعارضة موافقتهما على مبادرة مجلس التعاون الخليجي للخروج من الازمة السياسية بشكل سلمي ومنظم". واضاف ان "الولاياتالمتحدة تدعم انتقالا سلميا للسلطة في اليمن يلبي تطلعات الشعب اليمني". ودعا المتحدث "كل الاطراف الى التحرك بسرعة لتطبيق بنود الاتفاق ليتمكن الشعب اليمني من تحقيق الامن والوحدة والرخاء التي شعى اليها بشجاعة ويستحقها".وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية مارك تونر صرح ان "الرئيس صالح عبر عن نيته اجراء انتقال سلمي للسلطة"، وقال "ينبغي تحديد توقيت وشكل هذه العملية عن طريق الحوار ومباشرتها على الفور".واضاف "ينبغي ان تشارك جميع الاطراف, بمن فيهم الشباب, في عملية شفافة تهدئ المخاوف المشروعة للشعب اليمني وتلبي تطلعاته السياسية والاقتصادية, ودعوته لاحالة من يقومون بقمع التظاهرات الى العدالة, وبسرعة".واكد تونر انه "لا يمكن ايجاد حل لمشاكل اليمن بالاجراءات الامنية بما في ذلك تبني قوانين طوارىء".واضاف "لن نطلق تكهنات بشأن خيارات الشعب اليمني او نتائج حوارهم السياسي ويعود الامر في نهاية المطاف الى شعب اليمن ليحدد كيفية حكم بلده"