الخوف من قتل الحسين (ومكث الحسين طويلاً من النهار كلما انتهى إليه رجل من الناس رجع عنه وكره أن يتولى قتله وعظم إثمه عليه، ثم إن رجلاً من كندة يقال له مالك بن النسير أتاه فضربه على رأسه بالسيف فقطع البرنس وأدمى رأسه وامتلأ البرنس دماً، فقال له الحسين: لا أكلت بها ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين! وألقى البرنس ولبس القلنسوة، وأخذ الكندي البرنس، فلما قدم على أهله أخذ البرنس يغسل الدم عنه، فقالت له امرأته: اسلب ابن بنت رسول الله تدخل بيتي؟ أخرجه عني! فلم يزل ذلك الرجل فقيراً بشر حال حتى مات.) مقتل الحسين ( لو شاء الناس أن يقتلوه لقتلوه ولكنهم كان يتقي بعضهم ببعض ويحب هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء، فنادى شمر في الناس: ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم! فحملوا عليه من كل جانب، فضرب زرعة بن شريك التميمي على كفه اليسرى، وضرب أيضاً على عاتقه، ثم انصرفوا عنه وهو يقوم ويكبو، وحمل عليه في تلك الحال سنان بن أنس النخعي فطعنه بالرمح فوقع، وقال لخولي بن يزيد الأصبحي: احتز رأسه، فأراد أن يفعل فضعف وأرعد، فقال له سنان: فت الله عضدك! ونزل إليه فذبحه واحتز رأسه فدفعه إلى خولي، وسلب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته، وهي من خز، فكان يسمى بعد قيس قطيفة، وأخذ نعليه الأسود الأودي، وأخذ سيفه رجل من دارم، ومال الناس على الفرش والحلل والإبل فانتهبوها، ونهبوا ثقله ومتاعه.) آخر من قتل (وأما سويد بن المطاع فكان قد صرع فوقع بين القتلى مثخناً بالجراحات، فسمعهم يقولون: قتل الحسين! فوجد خفةً فوثب ومعه سكين، وكان سيفه قد أخذ، فقاتلهم بسكينة ساعة ثم قتل، قتله عروة بن بطان الثعلبي وزيد بن رقاد الجنبي، وكان آخر من قتل من أصحاب الحسين. ثم انتهوا إلى علي بن الحسين زين العابدين، وكان مريضاً، فأراد شمر قتله، فمنعه حميد بن مسلم: وجاء عمر بن سعد فقال: لا يدخلن بيت هذه النسوة أحد ولا يعرضن لهذا الغلام المريض، ومن أخذ من متاعهم شيئاً فليرده، فلم يرد أحد شيئاً. ) قتلت أعظم العرب ( قال الناس لسنان بن أنس النخعي: قتلت الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قتلت أعظم العرب خطراً، أراد أن يزيل ملك هؤلاء، فأت أمراءك فاطلب ثوابك منهم فإنهم لو أعطوك بيوت أموالهم في قتله كان قليلاً. فأقبل على فرسه، وكان شجاعاً شاعراً به لوثة، حتى وقف على باب فسطاط عمر بن سعد ثم نادى بأعلى صوته: أوقر ركابي فضةً وذهبا ... إني قتلت السيد المحجبا قتلت خير الناس أماً وأبا ... وخيرهم إذ ينسبون نسبا فقال عمر بن سعد: أشهد إنك مجنون، أدخلوه علي. فلما دخل حذفه بالقضيب وقال: يا مجنون أتتكلم بهذا الكلام. والله لو سمعك ابن زياد لضرب عنقك! ) من نجا ؟ (وأخذ عمر بن سعد عقبة بن سمعان مولى الرباب ابنة امرىء القيس الكلبية امرأة الحسين، فقال: ما أنت؟ فقال: أنا عبد مملوك. فخلى سبيله، فلم ينج منهم غيره وغير المرقع بن ثمامة الأسدي، وكان قد نثر نبله فقاتل، فجاء نفر من قومه فآمنوه فخرج إليهم، فلما أخبر ابن زياد خبره نفاه إلى الزرارة. وكان عدة من قتل من أصحاب الحسين اثنين وسبعين رجلاً. ودفن الحسين وأصحابه أهل الغاضرية من بني أسد بعد قتلهم بيوم. وقتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلاً سوى الجرحى فصلى عليهم عمر ودفنهم.) جئتك بغنى الدهر (ولما قتل الحسين أرسل رأسه ورؤوس أصحابه إلى ابن زياد مع خولي بن يزيد وحميد بن مسلم الأزدي، فوجد خولي القصر مغلقاً فأتى منزله فوضع الرأس تحت إجانة في منزله ودخل فراشه وقال لامرأته النوار: جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معك في الدار. فقالت: ويلك! جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والله لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبداً! وقامت من الفراش فخرجت إلى الدار... فلما أصبح غدا بالرأس إلى ابن زياد.) من قتل مع الحسين ؟ قتل من أهل بيته : العباس بن علي بن أبي طالب - جعفر بن علي بن أبي طالب - عبد الله بن علي ابن أبي طالب - عثمان بن علي بن أبي طالب - محمد بن علي بن أبي طالب أبو بكر بن علي بن أبي طالب - علي بن الحسين بن علي عبد الله بن الحسين بن علي - أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب - القاسم بن الحسن بن علي - عون بن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب جعفر بن عقيل بن أبي طالب عبد الله بن عقيل بن أبي طالب مسلم بن عقيل بن أبي طالب عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب واستصغر الحسن بن الحسن بن علي، واستصغر عمر بن الحسن بن علي فترك فلم يقتل . ابوبكر وعمر وعثمان إذا راجعت من قتل مع الإمام الحسين رضي الله عنه ستجد : عثمان بن علي بن أبي طالب وأبا بكر بن علي بن أبي طالب وأبا بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب واستصغر عمر بن الحسن بن علي فترك فلم يقتل . والرافضة تخفي هذه الأسماء ولاتذكرها في مناحاتها ولطمياتها فلماذا ياترى ؟!تأملوا في الأسماء مليا !! فيا ندمي ألا أكون نصرته ( تفقد عبيد الله ابن زياد بعد قتل الحسين أشراف أهل الكوفة، فلم ير عبيد الله بن الحر، ثم جاءه بعد أيام حتى دخل عليه، فقال: أين كنت يابن الحر؟ قال: كنت مريضاً؛ قال: مريض القلب، أو مريض البدن! قال: أما قلبي فلم يمرض، وأما بدني فقد من الله علي بالعافية، فقال له ابن زياد: كذبت؛ ولكنك كنت مع عدونا؛ قال: لو كنت مع عدوك لرئي مكاني، وما كان مثل مكاني يخفى؛ قال: وغفل عنه ابن زياد غفلةً، فخرج ابن الحر فقعد على فرسه، فقال ابن زياد: أين ابن الحر؟ قالوا: خرج الساعة؛ قال: علي به؛ فأحضرت الشرط فقالوا له: أجب الأمير؛ فدفع فرسه ثم قال: أبلغوه أني لا آتيه والله طائعاً أبداً؛ ثم خرج حتى أتى منزل أحمر بن زياد الطائي فاجتمع إليه في منزله أصحابه، ثم خرج حتى أتى كربلاء فنظر إلى مصارع القوم، فاستغفر لهم هو وأصحابه، ثم مضى حتى نزل المدائن، وقال في ذلك: يقول أميرٌ غدارٌ حق غادرٍ: ... ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمه! فيا ندمي ألا أكون نصرته ... ألا كل نفس لا تسدد نادمه وإني لأني لم أكن من حماته ... لذو حسرةٍ ما إن تفارق لازمه سقى الله أرواح الذين تأزروا ... على نصره سقيا من الغيث دائمه وقفت على أجداثهم ومجالهم ... فكاد الحشا ينفض والعين ساجمه لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى ... سراعاً إلى الهيجا حماةً خضارمه تآسوا على نصر ابن بنت نبيهم ... بأسيافهم آساد غيلٍ ضراغمه فإن يقتلوا فكل نفسٍ تقيةٍ ... على الأرض قد أضحت لذلك واجمه وما إن رأى الراءون أفضل منهم ... لدى الموت ساداتٍ وزهراً قماقمه أتقتلهم ظلماً وترجو ودادنا ... فدع خطةً ليست لنا بملائمه! لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم ... فكم ناقمٍ منا عليكم وناقمه أهم مراراً أن أسير بجحفلٍ ... إلى فئةٍ زاغت عن الحق ظالمه فكفوا وإلا ذدتكم في كتائبٍ ... أشد عليكم من زحوف الديالمه ) ولم تنته ثورة الحسين رضي الله عنه بمقتله بل قامت ثورات للقصاص من قتلته فردا فردا وبجانب ثورة الحسين كانت هناك ثورة أخرى تتقوى يوميا هي ثورة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه وربما نتحدث عن هذه الثورات قريبا إن شاء الله تعالى . [email protected]