بعد أقل من 24 ساعة من موافقة رئيس الجمهورية/ عبدربه منصور هادي والسلطة المحلية بمحافظة عمران لجماعة الحوثي المسلحة بتنظيم مظاهرة سلمية حشدت الجماعة المئات من مسلحيها إلى أطراف مدينة عمران منذ مساء الخميس ليتم دفعهم بعد ذلك إلى داخل المدينة؛ لإقامة المظاهرة التي فشل الحوثيون في إقامتها الجمعة قبل الماضية إثرمنع قوات الأمن والجيش بالمحافظة مسلحي الحوثي ومناصريه من دخول المدينة كون المظاهرات غير مرخّصة. وفي هذا السياق أوضحت مصادر محلية بمحافظة عمران ل "أخبار اليوم" أن جماعة الحوثي استغلت موافقة رئيس الجمهورية على طلبهم بإقامة مظاهرة سلمية [ تقدّم بطلب الحوثي قيادات مؤتمرية في المجلس المحلي]وحشدت مسلحيها وعناصرها بأسلحتهم وآخرين من أعضاء المؤتمر الشعبي - مستعينةً بقيادات مؤتمرية في محافظة عمران- للتظاهر بالمحافظة للمطالبة بإقالة حكومة الوفاق وتشكيل حكومة تعكس التقاسم الذي كان حاصلاً في مؤتمر الحوار الوطني, كما رفع المتظاهرون المسلحون شعارات تطالب بإقالة محافظ المحافظة, بعد أن فشلت قيادات المؤتمر الشعبي العام في المجلس المحلي بإقناع رئيس الجمهورية يوم أمس بما تسميه إجماع السلطة المحلية ممثّلة بأعضاء المجلس المحلي على سحب الثقة من محافظ المحافظة الشيخ/محمد حسن دماج.. حيث أبلغ الرئيس هادي قيادات المجلس المحلي بعمران خلال اجتماعه أمس الأول بمحلي عمران وبحضور وزير الدفاع وقائد قوات الاحتياط, أبلغهم بأن محافظ المحافظة معيّن بشرعية توافقية, كما أن المجالس المحلية باقية وفق شرعية توافقية, مشيراً إلى أن مسألة تغيير المحافظ أمر بيد رئيس الجمهورية. وعلى ذات الصعيد ذكرت المصادر المحلية بعمران للصحيفة أن فشل قيادات المؤتمر في المجلس المحلي في إقناع الرئيس هادي لما ذهبوا من أجله [سحب الثقة عن دماج] دفع قيادات المؤتمر إلى التآزر مع الحوثيين من خلال تنفيذ المظاهرة التي شهدتها مدينة عمران يوم أمس وطالبت بإقالة المحافظ وإعادة تقسيم حقائب حكومة الوفاق وفق ما هو معمول به في مؤتمر الحوار الذي انتهى في الخامس والعشرين من يناير الفارط. المصادر ذاتها اعتبرت موافقة الرئيس هادي لجماعة الحوثي وقيادات المؤتمر لإقامة المظاهرة يوم أمس يأتي في سياق منع انزلاق محافظة عمران إلى مواجهات مسلحة, خاصة بعد أن ثبت لدى الرئيس والأجهزة الأمنية تورّط قيادات مؤتمرية في تسهيل دخول مليشيات الحوثي بأسلحتها الثقيلة والمتوسطة إلى أكثر من منطقة ومديرية بمحافظة عمران وتوجهها لإسقاط المحافظة عسكرياً تحت سيطرة مليشيات الحوثي بتنسيق وتعاون مؤتمري بدت ملامحه ظاهرة للعيان بوضوح. تجدر الإشارة إلى أن إحدى مجاميع الحوثي المسلحة التي قَدِمت إلى مدينة عمران قد دخلت في إشكالية ومشادات مع إحدى النقاط الأمنية في المحافظة, تطور إلى استخدام السلاح من قِبل المجاميع الحوثية وأسفر عن مقتل أحد جنود النقطة الأمنية في منطقة "بئر عايض" بمحافظة عمران, ولم يتسنَّ للصحيفة التأكد من صحة هذه المعلومة من مصدر رسمي بالمحافظة. وذكرت المصادر أن المجاميع التي حشدها الحوثي يوم أمس إلى عمران لا يتجاوز عدد عناصرها 2500 شخص جُلهم يحملون السلاح وقد غادر المحافظة نصف هذه المجاميع وبقي النصف الآخر داخل المدينة رغم أن معظم تلك المجاميع من خارج المدينة. واعتبرت المصادر بقاء هذه المجاميع بأسلحتها داخل عمران يكشف عن نوايا مبيّتة لدى جماعة الحوثي لإثارة الفوضى داخل المحافظة.