تشكيلات الانتقالي تقتحم مخبزا خيريا في عدن وتختطف أحد الموظفين    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    التعاون الدولي والنمو والطاقة.. انطلاق فعاليات منتدى دافوس في السعودية    ميسي يصعب مهمة رونالدو في اللحاق به    الهلال يستعيد مالكوم قبل مواجهة الاتحاد    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    جامعي تعزّي: استقلال الجنوب مشروع صغير وثروة الجنوب لكل اليمنيين    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



موسم دامٍ بين القاعدة والحوثيين
وسط ترقب مشوب بالقلق.. تحذيرات من اتجاه الوضع نحو الانفجار
نشر في أخبار اليوم يوم 10 - 10 - 2014

43 قتيلاً وإصابة العشرات في هجوم انتحاري استهدف الحوثيين في صنعاء.. هذا هو آخر العناوين الصحفية التي تداولتها وسائل الإعلام أمس الخميس في حديثها عن هجمات تنظيم القاعدة ضد جماعة الحوثيين والتي بدأت تزداد وتيرتها.. ولم يكد الحوثيون يسيطرون على مفاصل العاصمة اليمنية صنعاء حتى نفذ تنظيم القاعدة تهديده بتصعيد الهجمات ضدهم في مناطق مختلفة من البلاد..
تأتي هذه الهجمات المتصاعدة في الوقت الذي تقول جماعة الحوثي المسلحة إنها تقود حربها, في كل خطواتها من دماج إلى عمران إلى صنعاء, ضد الدواعش والتكفيريين.. وهو ما أظهره أيضاً زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي في خطاباته..
وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى سقوط 32 قتيلاً, وقالت مصادر إن هناك عدداً كبيراً من الجثث في ميدان التحرير- حيث وقع الانفجار- بينها جثث لأربعة أطفال.
وتناثرت أشلاء الجثث والدماء على الطريق الأسفلتي أمام أحد المصارف في ميدان التحرير بصنعاء. ويعد هذا الهجوم الانتحاري متشابها إلى حد كبير في قوته وحجم ضحاياه وأدواته المستخدمة في التفجير مع الهجوم الذي استهدف بروفات لعرض عسكري بميدان السبعين في ال21 من مايو 2012 ونسب إلى تنظيم القاعدة.
وأكدت المصادر الطبية أن القتلى والجرحى نقلوا إلى عدة مستشفيات في صنعاء, بينها مستشفى الشرطة والمستشفى الجمهوري. موظفون في مستشفى الشرطة أفادوا أن المؤسسة تعاني من "وضع صعب جدا" وقد تم طلب المساعدة بشكل عاجل.
ووقع الانفجار فيما كان أنصار الحوثي- الذين يسيطرون على صنعاء منذ 21 سبتمبر- يستعدون للتظاهر في ميدان التحرير.. وبحسب الشهود، فجر انتحاري نفسه عند نقطة تفتيش على مدخل موقع التظاهر.
وبعد وقوع الهجوم كانت الحشود تتفرق في كل الاتجاهات فيما حاول البعض إسعاف الجرحى. وخلت الساحة سريعا من الناس كما أفاد مصور وكالة فرانس برس.
وبعد سقوط صنعاء, حذّر تنظيم القاعدة من أنه سيشن حرباً بدون هوادة ضد المتمردين الحوثيين. ويأتي هذا الهجوم فيما وصل اليمن إلى مأزق سياسي كامل بعد قرار الرئيس اليمني بتعيين الدكتور عوض بن مبارك رئيسا للوزراء ثم اعتذار الأخير عن تشكيل الحكومة وقبول الرئيس الاعتذار بضغط من الحوثيين.
وبشكل متزامن مع الهجوم في صنعاء، قتل عشرة جنود في هجوم انتحاري نفذه تنظيم القاعدة ضد نقطة تفتيش في ضواحي مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن، بحسبما أفاد مصدر عسكري.
وقالت مصادر إن سيارة مفخخة يقودها انتحاري من تنظيم القاعدة انفجرت عند نقطة تفتيش للجيش في منطقة الغبر بلدة بروم على المدخل الغربي لمدينة المكلا مما أدى إلى مقتل عشرة جنود بالإضافة إلى تدمير دبابة وعربتين. وأفاد شهود عيان أن ألسنة اللهب أحرقت المركبات العسكرية ومبنى صغيراً في النقطة المستهدفة بشكل كامل.
أربع هجمات
أربع هجمات عنيفة شنها تنظيم القاعدة ضد أهداف حوثية منذ سيطرة جماعة الحوثي في 21سبتمبر/أيلول الماضي على العاصمة اليمنية إلى جانب هجوم أمس الخميس في العاصمة صنعاء. إذ تزايدت خلال الأيام الماضية وتيرة هجمات جماعة "أنصار الشريعة"، فرع القاعدة في اليمن، ضد مسلحي جماعة الحوثي في عدد من المحافظات اليمنية، وخصوصاً بعد سقوط العاصمة اليمنية صنعاء في أيدي الحوثيين، في الحادي والعشرين من سبتمبر/ أيلول الماضي.
وتركزت هجمات التنظيم في أربع محافظات، هي "مأرب والجوف والبيضاء وصنعاء" وباستثناء صنعاء تعتبر تلك المحافظات- التي تشكل إقليم سبأ- مناطق يتمركز فيها عناصر التنظيم، وينطلقون منها لتنفيذ هجماتهم في المحافظات الأخرى، نظراً للتركيبة السكانية لتلك المحافظات ذات الطابع القبلي، وضعف تواجد الدولة نظراً لصعوبة التحكم في المناطق القبلية.
وقبله شهدت البلد أكبر عدد من الهجمات ضد عناصر جماعة الحوثي، حيث وقعت 4 هجمات عنيفة استهدفت تجمعات للحوثيين، كان أولها هجوم بسيارة مفخخة في مأرب، شرقي اليمن، ثم تفجير عبوة ناسفة في صنعاء، وأخيراً هجومين متتاليين في محافظة البيضاء (وسط) اليمن استهدفت سيارتين قال التنظيم إنها تقل مسلحين حوثيين.
الهجمات الأربع قالت مصادر قبلية وبيانات للتنظيم إنها قتلت 37 حوثياً على الأقل، منهم 29 في مأرب، بحسب مصدر قبلي، و6 في الهجوم الأول في البيضاء، واثنين في هجوم ثان في المحافظة نفسها، بحسب بيانات لتنظيم "أنصار الشريعة"، بالإضافة لجرح العشرات.
لكن الهجوم الأبرز كان يوم الاثنين 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، عندما استهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة تجمعاً للحوثيين في مديرية البقع بمحافظة صعدة (شمال)، التي يسيطر عليها الحوثيون قرب الحدود مع السعودية، وتبنى "أنصار الشريعة" هذا الهجوم، وقال إن 50 حوثياً قتلوا خلال الهجوم.
وفي تفاصيل هجمات الأحد، قال التنظيم، في بيان على تويتر، إن أحد مقاتليه ويدعى "أبوجندل الصنعاني"، قاد سيارة مفخخة وانغمس بها في تجمع للحوثيين في منطقة الجفرة التابعة لمديرية مجزر، بمحافظة مأرب شرق البلاد، لافتاً إلى أن التنظيم اختار هذا الموقع لأهميته الاستراتيجية المتمثلة في كونه مقدمة تجمع مقاتلي الحوثي في المنطقة.
وقالت مصادر قبلية إن الحادثة تسببت في مقتل 29 حوثياً، بالإضافة لجرح العشرات، مرجعاً هذا العدد الكبير للضحايا إلى أن المنطقة تعد تجمعاً لمسلحي الحوثي في المنطقة، ومنطلقاً لهجماتهم في مناطق تابعة لمديرية مجزر.
واستهدف الحادث الثاني، في نفس اليوم، نقطة تفتيش تابعة لجماعة الحوثي في صنعاء، حيث انفجرت عبوة ناسفة بالقرب من تقاطع "عمران" شمالي صنعاء، ما أدى لإصابة اثنين كانا على متن سيارة بالقرب من موقع الانفجار.
وفي البيضاء- وسط البلاد- تبنى "أنصار الشريعة" هجومين منفصلين استهدفا سيارتين قال التنظيم إنهما لمسلحين من جماعة الحوثي، حيث نصبوا كمينا لسيارة طراز (فيتارا) على متنها 6 حوثيين، كانوا في طريقهم إلى (مدينة) رداع عاصمة المحافظة، وقتلوا من كان على متنها.
بينما استهدف الهجوم الثاني, سيارة أخرى كانت في على الطريق الرئيسي بين البيضاء ورداع عاصمة المحافظة، لأخذ جثث الستة القتلى، وبحسب بيان منفصل أطلق عناصر التنظيم النار على ركاب السيارة الثانية قبل أن يهرب بها سائقها وتسقط في أحد الوديان، مشيراً إلى مقتل عدد ممن كانوا على متنها.
وقال سكان محليون في مدينة البيضاء إن الحادث الثاني أدى لمقتل اثنين من الذين كانوا على متن السيارة وإصابة ثلاثة آخرين، عندما كانوا في طريقهم لنقل جثث ضحايا الحادث الأول.
تحذيرات مراقبين
هذا التزايد المحلوظ لنشاط تنظيم القاعدة كان متوقعاً منذ البداية، بحسب خبراء يرون أن اشتداد المواجهات بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء، كان متوقعاً وحتمياً.
يقول الباحث المتخصص في شؤون القاعدة والجماعات الإسلامية/ سعيد الجمحي إن تنظيم القاعدة في اليمن في الفترة الأخيرة، يكاد قد يكون أصابه الضمور وبدأ نجمه يخفت لدى جمهور الشباب، معللاً ذلك إلى بعض السلوكيات التي مارسها التنظيم، وأظهرته بمظهر غير مقبول شعبياً، من بينها السطو على البنوك وذبح الجنود بحجة التجسس.
وبحسب "الجمحي" فإن اجتياح صنعاء واستباحتها من قبل الحوثيين، "سيعيد للقاعدة بريقها الذي بدأ يخفت"، مؤكداً أن "الحوثيين أوجدوا للتنظيم موسماً جديداً، ومبرراً للنشاط، وستكون المعركة بين القاعدة والحوثيين طويلة الأمد".
وحول المناطق التي ستشهد مواجهات بين الطرفين، قال الجمحي "إن جبهة القتال ستكون جبهة مفتوحة لا تنحصر في مناطق بعينها"، لافتاً إلى "العمليات التي نفذها التنظيم الأيام الماضية ضد الحوثيين في أكثر من محافظة".
ويؤكد "الجمحي" أن "التنظيم سينتعش، وليس للحوثيين من سبيل سوى أن يكونوا جزءاً من الدولة والعملية السياسية لأنهم لا يملكون القدرة لمواجهة القاعدة التي ستخوض حرب عصابات وليست حرب نظامية، وستتبع أسلوب (إضرب ثم اهرب)".
ويبدي "الجمحي" خشيته أن يجد القاعدة له مناصرين من القبائل نتيجة لتصرفات الحوثيين، وخاصةً في فئة الشباب المتحمس الناقمون على الحوثيين، لافتاً إلى "أن هناك فئة من المتضررين من الحوثي على مستوى وقدر من الوعي يصعب القول إنهم سينجرفون إلى صف التنظيم".
ويتوقع "الجمحي" أن يجد تنظيم القاعدة دعماً غير مباشر من الذين تضرروا أو المتخوفين من تمدد الحوثيين، سواءً دعماً محلياً أو إقليمياً"، مشيراً إلى أن "هناك دول إقليمية سترى في القاعدة خصماً لمواجهة الخصم الجديد الناشئ (الحوثي)، تحت نظرية ضرب الخصوم ببعضهم الموجودة في العراق وسوريا". ونبه الباحث السياسي أن "الحوثيين لم يحسبوا حساب التنظيم الذي قدموا له مبررات، وأعطوه مبرراً للعودة بعد أن كان أنهك نتيجة أخطائه الداخلية".
القاعدة تتبنى
وكانت جماعة ” أنصار الشريعة ” تنظيم القاعدة تبنت تنفيذ كمين نصبه مسلحي التنظيم ضد ستة من جماعة الحوثي في محافظة البيضاء وسط اليمن. وقال التنظيم إن الكمين نصب لسيارة من نوع “فيتارا ” حمراء اللون يستقلها حوثيون أثناء قدومهم من مدينة البيضاء متوجهين إلى مدينة رداع.. وأشار إلى أن مقاتليه أمطروا السيارة بوابل من الرصاص ما أدى إلى مقتل كل من كان على متنها وقاموا بإحراق السيارة ولاذوا بالفرار.
مساء الأحد الثامن والعشرين من سبتمبر أعلنت جماعة "أنصار الشريعة"، الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي إنها قتلت 6 من الحوثيين في كمين نصب لسيارتهم في منطقة "يسر" شمال غربي محافظة البيضاء.
وأضافت الجماعة- في بيان نشرته على حساب مرتبط بها على موقع “تويتر”- إن “مقاتليها نصبوا كمينا لسيارة طراز (فيتارا) على متنها 6 حوثيين، كانوا في طريقهم إلى (مدينة) رداع عاصمة المحافظة.
وأوضحت الجماعة أن “عناصر التنظيم أمطروا السيارة بوابل من الرصاص، ما أدى إلى مقتل من كانوا على متنها وإحراقها”.
وأفاد سكان محليون بأن 6 أشخاص من عائلة "الريامي"، الموالية لجماعة الحوثي، قتلوا واحترقت سيارتهم، في كمين نصبه مسلحون من "أنصار الشريعة".
ويعيش تنظيم القاعدة في اليمن، حالة استنفار وتحشيد في مناطق وسط اليمن، استعداداً لوقف ما أسماه «المد الرافضي» الذي يمثله جماعة الحوثيين.. وتشير معلومات إلى أن عناصر التنظيم عززت من انتشارها في معظم مناطق البيضاء وسط اليمن. ووفق المعلومات، فإن التنظيم يفرض سيطرة شبه تامة على مناطق المناسح، والزاهر وذي ناعم، حيث تعيش تلك المناطق شبه انعدام لتواجد السلطات.
ووسط ترقب مشوب بالقلق من قبل المواطنين، تتسارع الأحداث باتجاه انفجار متوقع في أية لحظة، حيث صعّد تنظيم "القاعدة" من عملياته التي تستهدف من أسماهم "الروافض" وأفراد الجيش والأمن "المتحوثين"، وأصبحت تلك هي التهمة التي يوجهها التنظيم ويعتمدها لتبرير عملياته.
ثلاث عمليات
مساء الأحد الثامن والعشرين من سبتمبر، أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن ثلاث عمليات استهدفت الحوثيين كانت الأولى انفجار عبوة ناسفة في جولة "عمران" بالعاصمة صنعاء، تسببت في إصابة أسرة كانت تستقل سيارتها أثناء مرورهم في المكان لحظة الانفجار.
وذكر مصدر في اللجان الشعبية الموالية لجماعة الحوثيين إن المعلومات المتوافرة لديهم تشير إلى أن العبوة كانت تستهدف الشيخ أحمد ناصر الشندقي، بسبب انتمائه لأنصار الله.
فيما استهدفت العملية الثانية، والتي تم تنفيذها باستخدام سيارة مفخخة يقودها انتحاري، تجمعاً ل"الحوثيين" في مستوصف استولوا عليه أثناء الحرب التي دارت مؤخراً بالقرب من منطقة "الجفرة" بمديرية مجزر بمأرب (شرق اليمن).
وفيما قالت مصادر محلية إن نحو 15 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح جراء الهجوم الانتحاري.. قال التنظيم، في حساب يحمل اسم أخبار الشريعة على موقع التدوين العالمي تويتر: إن أحد عناصر التنظيم يدعى، أبو جندل الصنعاني، نفذ الهجوم وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات..
وفي جريمة بشعة، أقدمت عناصر التنظيم، على قتل وإحراق خمسة أشخاص، من أبناء منطقة "الجهري"، وهم على متن سيارة كانت تقلهم على طريق البيضاء رداع.
وأوضح مصدر أمني أن مسلحي تنظيم القاعدة قاموا بتتبّع الخمسة وهم من مالكي مزارع القات، وقاموا بإطلاق النار بشكل كثيف عليهم.. مشيراً إلى أن اثنين من بين الخمسة كانا يحملان أسلحة.
وأضاف، أن "إطلاق النار الكثيف أدّى إلى مقتل الخمسة الأشخاص فوراً، وبعدها قام مسلحو القاعدة بالاستيلاء على سلاح هؤلاء، قبل أن يضربوا متفجرات على السيارة التي كانت تقلهم، ما أدّى إلى احتراق السيارة وتفحّم جثث الخمسة الأشخاص".
وأفادت مصادر بأن عناصر التنظيم أقدمت، الاثنين، على اغتيال شخص يدعى قاسم حميد الدين، في البيضاء.
عبوة جولة عمران
وفي العاصمة صنعاء قال سكان ومصادر أمنية وحوثية إن “انفجارا مدويا سمع صداه في منطقة جولة عمران شمال العاصمة مساء الثامن والعشرين من سبتمبر وقع بالقرب من نقطة تفتيش نصبها مسلحون حوثيون الأحد الماضي عقب اقتحامها للعاصمة”.
وقال مصدر أمني: “إن الأجهزة الأمنية سجلت بلاغا بوقوع انفجار عبوة ناسفة وضعت على الطريق العام، وأنه أدى إلى إصابة أحد المارة”.
وبدورها أكدت مصادر حوثية باللجان الشعبية التابعة للحوثيين أن “شخصين أصيبا في الانفجار الناتج عن عبوة ناسفة كانت تستهدف نقطة للحوثيين قرب جولة عمران”.
والأسبوع الذي سبقه استهدفت سيارة ملغومة منزلا لقيادي حوثي أثناء عقده اجتماعا بمنطقة البقع الحدودية أسفر عن مقتل وجرحى العشرات.
مؤشر عنف
قتل 20 مسلحا حوثيا على الأقل وأصيب العشرات الأحد في ثاني تفجير انتحاري بسيارة مفخخة يستهدف تجمعات لعناصر جماعة الحوثي في غضون أسبوع في مناطق تقع تحت سيطرتها شمال البلاد.
وأكد تنظيم القاعدة وقوفه خلف العملية، بينما استهدف انفجار قنبلة يدوية نقطة تفتيش بالعاصمة ما يعطي الحادثين وفق محللين مؤشر ينبأ على موجة عنف دموي متصاعد يتوقع أن تشهدها مناطق شمال شمال اليمن.
وأكد ل«الأيام» مصدر محلي في العمليات وسكان أن انتحاريا قاد سيارة مفخخة نوع صالون وارتطم بها بمبنى مستوصف صغير يتكون من دور واحد ببلدة الجفرة الواقعة على الطريق المرتبط بين محافظتي مأرب والجوف باتجاه العاصمة صنعاء وانفجرت قبيل مغرب أمس الأحد، ومنطقة الجفرة تابعة لمديرية مجزر بمحافظة مأرب.
وقال المصدر المحلي بعمليات المحافظة: “إنه في تمام الساعة 5:30 دوّى انفجار كبير في مستوصف الجفرة التابع للحوثيين، واتضح أنه ناتج عن سيارة مفخخة - بحسب معلومات أولية لدى المصدر - وأسفر عن 15 قتيلا وعشرات الجرحى، مشيرين إلى أن “العدد مرشح للارتفاع”.
وأكد المصدر والسكان المحليون خلال اتصالات «الأيام» بهم مساء أمس أن “3 سيارات إسعاف تابعة للحوثيين نقلت على وجه السرعة جثث القتلى وبعض المصابين، بينما كانت أطقم أمنية أيضا تابعة لهم تنقل مصابين على متنها واتجهوا بالضحايا إلى محافظة الجوف المتاخمة”. ومنع مسلحون حوثيون المواطنين من الاقتراب من موقع التفجير.
ورفضت قيادات بجماعة الحوثيين توضيح عدد ضحايا الانفجار بمأرب خلال اتصال «الأيام» بهم.
وكان المستوصف يستخدمه مسلحو الحوثي لمعالجة جرحاهم من القتال الذي استمر نحو 4 أشهر مع مسلحي القبائل بمحافظة الجوف في الفترة الماضية وهو ثاني هجوم انتحاري بسيارة مفخخة يستهدف تجمعا للحوثيين بالمناطق الحدودية بين الجوف ومأرب خلال أسبوع.
وفيما أعلنت جماعة أنصار الشريعة الذراع العسكرية لتنظيم القاعدة بجزيرة العرب، ومقره على حساب باسم (أخبار أنصار الشريعة) على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) مسؤوليتها عن الهجوم الذي قالت: “إنه أسقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف من سماهم (الحوثيين الروافض) في عملية انتحارية بمأرب أكدت أن الأيام القادمة ستشهد مزيدا من العمليات الانتحارية ضد هذه الفئة”.
وذكر بيان القاعدة أن “الانتحاري يدعى أبو جندل الصنعاني اقتحم بسيارته تجمعاً للحوثيين بمستشفى الجفرة بمنطقة مجزر، مؤكدا أن الهجوم دمر كذلك 4 شاحنات (كراز) وثلاثة أطقم عسكرية ومصفحتي همر”.
وسقط أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى، الاثنين الثاني والعشرين من سبتمبر، جراء انفجار سيارة مفخخة استهدفت تجمعاً للحوثيين في مديرية البقع بمحافظة صعده (شمال) التي يسيطر عليها الحوثيون وتبنى تنظيم “أنصار الشريعة” هذا الهجوم.
توعد قاعدي
وسبق لتنظيم القاعدة أن توعد من سماهم «الحوثة » بهجمات دامية خلال الفترة المقبلة، وعدّ التنظيم- في بيان صحافي نشره أمس- سيطرة الحوثيين على صنعاء لتنفيذ مخطط استكمال المشروع الإيراني (الفارسي) في اليمن.
ودعا التنظيم الذي سمى نفسه «تنظيم قاعدة الجهاد» من وصفهم «أهل السنة» بحمل السلاح للدفاع عن وطنهم ودينهم، وطالبهم بأن «يجتمعوا ويوحدوا صفوفهم تحت راية التوحيد الخالص»، معلنا عن «انتصارات قريبة تشفي الصدور وتريح القلب».
تراجع خيارات السلام
وكشف تقرير استراتيجي صادر عن مركز أبعاد للدراسات والبحوث عن تراجع ملفت لخيارات السلام في اليمن، مقابل ازدياد واضح لمؤشرات العنف وبوتيرة غير مسبوقة.
وقال تقرير مركز أبعاد للدراسات " هناك شعور مخيف يظهر اليمن وكأنها تتدحرج تدريجيا إلى حضن جماعات العنف، وهناك مخاوف كبيرة من مؤشرات احتمالية سقوط وشيك للدولة اليمنية، في حال نجحت محاولات بعض الجماعات المسلحة إسقاط العاصمة صنعاء من خلال سيناريوهات متعددة ومختلفة".
اعتراف قاعدي
كشف القيادي في أنصار الشريعة جناح تنظيم القاعدة في اليمن/ جلال بلعيدي عن قيام عناصر تنظيم القاعدة بتنفيذ عدة عمليات ضد جماعة الحوثي في الجوف وإب ورداع، متحدثاً عن تغلغل شعارات الحوثي في صفوف أفراد وضباط الجيش، مستشهداً بقيام الجنود في المحفد بأبين برفع شعارات الحوثي على المدرعات والآليات العسكرية وفي الأسواق.
واختتم كلامه المسجل بالتأكيد على أن أمريكا اتخذت من الرافضة مطية لضرب أهل السنة، مشيراً إلى أن أمريكا ستطالها سهام المجاهدين، مؤكداً بأن نظام صنعاء وحركة الحوثي وأمريكا قد شكلوا حلفاً لمحاربة أهل السنة، بعد أن تخلت السعودية والنظام اليمني عنهم.
وجها لوجه
يقول مراقبون إنه سيكون على مقاتلي تنظيم انصار الله الحوثي أن يواجهوا الآن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وجها لوجه في معركة قد تكون فاتحة لحرب طائفية جديدة في المنطقة، وذلك بعد أن أفقدوا الدولة اليمنية بعض القوة الأمنية والعسكرية التي كانت تستخدمها في معركتها الطاحنة مع مقاتلي تنظيم القاعدة المتشدد في أكثر من منطقة من اليمن.
ويقول محللون إن تنظيم القاعدة بات يرى نفسه أمام فرصة حقيقية لبسط نفوذه في أكثر من منطقة يمنية على انقاض الدولة المنهارة وأن هذه السيطرة يمكن أن تتم له بأسهل مما كان منتظرا، مستفيدا من تشدد قدرات الفصيل الشيعي على مساحة واسعة من البلاد، ومن وضعه لكامل قدراته في صنعاء، الأمر الذي سيسهل إمكانية ضربه في المناطق التي يقل فيها تواجد مقاتلي التنظيم الشيعي في مرحلة أولى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.