"التحيتا" مديرية في محافظة الحديدةاليمنية الواقعة في الساحل الغربي لليمن، تداولت عدد من وسائل الإعلام صوراً مفزعة من هناك تنذر بمجاعة قادمة من الغرب اليمني وتكاد أن تفتك بأطفال هذه البلدة التي كان أهلها يعتمدون على ما يصطادونه من أسماك تسد جوعهم. إلا أن هذا المصدر الوحيد توقف بفعل الحرب الدائرة في بلد فقير يعاني أكثر من 80 بالمائة من سكانه من الفقر. واليوم تزداد هذه الرقعة من الفقر لتجعل من التغذية المطلوبة منعدمة لدى الكثير من اليمنيين خاصة في ظل عدم صرف مرتبات موظفي الدولة الأمر الذي أجبر الكثير من اليمنيين على الاكتفاء بوجبتين أو وجبة في اليوم الواحد. وسط تحذيرات دولية ومحلية من اجتياح مجاعة لهذا البلاد إلاّ أن أطراف النزاع لم تعي بعد معنى حدوث مجاعة في بلد فقير تنتشر فيه الأسلحة بشكل كبير جداً مما ينذر بكارثة كبيرة لن تقف عند حدود هذا البلد خاصة وأن قطع السلاح الموجودة في اليمن تزيد عن عدد السكان بأكثر من ثلاثة أضعاف. التحيتا.. المجاعة القادمة من الغرب يعيش أطفال التحيتا بمحافظة الحديدة الساحلية أسوء مجاعة عرفتها اليمن جراء اندلاع الحرب والتي تعيشها البلاد منذ عامين، والذي حال دون حصول الأطفال على العلاج والأدوية المقررة لهم مما تسبب في تفاقم الوضع للأطفال وأصبح شبح الموت يهدد الأطفال بين الحين والأخرى دونما أي التفات من قبل المنظمات الدولية المهتمة بالطفولة أو السلطات اليمنية بشقيها الشرعي وسلطة الواقع.. ومع تفاقم الوضع بسبب الحرب والحصار وامتداد أثارة القاسية، يعاني أطفال التحيتا معاناة قاسية بسبب انتشار أمراض سوء التغذية الحاد الوخيم وانتفاخ البطن ويتضورون جوعاً نظراً للفقر المدقع التي تمر بها أسرهم وترك أبائهم للعمل في الصيد بسبب الغارات الجوية والحرب واستهداف الصيادين في عرض البحر مما فاقم من معاناتهم وتقاعس المنظمات الدولية المهتمة بالطفولة لتقديم العون لهؤلاء الأطفال. وقال مدير مديرية التحيتا حسن هنبيق، إن الوضع في المديرية كارثي إذا لم يتم إيقاف الحرب وإنقاذ أبناء تهامة من شبح الجوع والجفاف الذي طال أطفالهم بعد أن أدت الحرب الى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة.. 10 حالات وفاة بين الأطفال وأكد أن مكتب الصحة بالمديرية سجل حتى اليوم وجود 10 حالات وفيات للأطفال جراء مرض سوء التغذية الحاد والجفاف الذي تمر به المديرية، مشيراً الى أن حالات الإصابة بسوء التغذية الحاد الوخيم في المديرية سجلت نحو 770 حالة من الأطفال ونحو 1027 حالة متوسطة تعاني من سوء التغذية هذا إلى جانب أعداد كبيرة من المصابين بسوء التغذية على امتداد الشريط الساحلي.. وأكد هنبيق ل "الشبيبة" أن الكثير من أبناء قرى البعقة والذكير والفازة والغويرق وبني الضبيبي والمتينة والمكابرة ورأس الحسي والنخل وقرى السقف والطويرق انتشرت فيها المجاعة بشكل غير متوقع جراء استمرار الحرب وتوقف المراكز الصحية عن العمل وفقدان أبائهم أعمالهم بسبب استهداف طيران «التحالف» للصيادين اليمنيين في سواحل البحر الأحمر.. ودعا مدير مديرية التحيتا المنظمات الدولية المهتمة بالطفولة في اليمنوالأممالمتحدة الى التحرك العاجل لإنقاذ أطفال قرى التحيتا والتي اجتاحتها المجاعة. سوء تغذية وجرب من جانبه قال مصدر طبي في مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية التحيتا بأن الفرق الطبية رصدت وجود عشرات الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد الوخيم، بالإضافة إلى حالات مرضية تعاني من مرض الجرب ومن أعمار مختلفة وقد بدت مظاهر المجاعة والمرض واضحة على أجسادهم التي تهالكت بسبب النقص الحاد في الغذاء جراء استمرار الحرب في المنطقة.. يقول الدكتور حمدي محمد إبراهيم نائب مدير مكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية بان سوء التغذية أدى الى حالات وفاة كبيرة بين الأطفال.. وأكد الدكتور حمدي بأن نحو 75 طفل مصابون بسوء التغذية في احد قرى التحيتا وهي قرية البقعة "المتينة" وأن هناك الكثير من الأطفال بالقرية نفسها حياتهم معرضة للوفاة في أي لحظة نظراً للمجاعة والفقر المدقع التي تمر بها أسرهم .. ويعزو نائب مدير مكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية أسباب تلك الأمراض المنتشرة في المديرية الى الحصار الجائر على اليمن من قبل التحالف العربي الى جانب انعدام التغذية السليمة نظراً للفقر الذي تعيشه عدد من الأسر في المديرية وانعدام الأدوية لدى الوحدات الصحية وإغلاقها بسبب الحرب التي تعاني منها بلادنا وشحة الإمكانيات، مؤكداً بأن المستشفى الريفي في المديرية لا يوجد به أي أدوات صحية ولا أدوية إسعافية ولا أخصائيين ولا أدوات جراحة كما أنه لا يوجد حتى سرير رقود في المستشفى الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ حياة أطفال التحيتا من الوفاة. من جهته قال مفوض المساعدات الإنسانية في الأممالمتحدة، ستيفن أوبراين في زيارته لمدينة الحديدة أواخر الشهر الماضي إن الوضع هنا سيئ للغاية، الأطفال يعانون من سوء التغذية ويتضورون جوعا”، محذراً في الوقت نفسه من أن المستشفيات والأطفال لديهم احتياجات شديدة وعاجلة.