قلل مراقبون ومحللون سياسيون من دعوة وزير الخارجية العماني دول مجلس التعاون الخليجي إلى عمل مبادرة خليجية ثانية في اليمن بإعتبارها تخدم الاطراف المعيقة للتسوية السياسية وتعمق الازمة وهدفها العودة بالبلاد الى ماقبل 2011م , ودعا الناشط الاعلامي والسياسي علي احمد الاسدي رئيس رابطة الصحافة القومية في تصريح ل (الشبكة الوطنية للاعلام) الاحزاب والتنظيمات السياسية وكافة اليمنين والدول الراعية للمبادرة الخليجية الى رفض مثل هذه الدعوة ومواجهتها , كونها تعد انقلابا كبيرا على كل الانجازات والمكاسب السياسية التي انجزها الفرقاء السياسيين على ضوء المبادرة الخليجية والياتها المزمنة خلال الثلاثة الاعوام الماضية , فضلا عن كونها لاتعبر عن مصالح اليمن والشعب اليمني .
وحذّر الاسدي من خطورة مثل هذه المبادرة والدعوة العمانية على حاضر ومستقبل التسوية السياسية في اليمن . واشار الاسدي الى ان الوزير العماني استند في دعوته ومبادرته الى رغبات واجندات تخدم اطرافا وقوى سياسية محلية واقليمية هدفها افشال المبادرة الخليجية التي توافق واجمع ووقع عليها كافة الاحزاب والمكونات السياسية في الرياض في 23 نوفمبر 2011م , ومثلت طوق النجاة لليمن ولليمنيين . من جانبه رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة خالد بحاح ، واعتبرها خطوة مهمة لاستكمال المؤسسات الدستورية والمضي قدما بالعملية السياسية السلمية لإخراج اليمن من الأوضاع المضطربة والتحديات الصعبة التي يواجهها . وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون عن أمله في أن تتمكن الحكومة اليمنية الجديدة من مواجهة كافة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي تعرقل مسيرة اليمن نحو المستقبل الأفضل ، بما فيها بسط سيادة الدولة ، والحفاظ على أمن اليمن واستقراره ، ومواصلة جهود التنمية واعادة الاعمار . وأشاد بتعاون القوى السياسية الوطنية التي غلبت المصالح العليا لليمن وشعبه الكريم ودعمت تشكيل الحكومة حرصا منها على الحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته وسيادته . وأكد الدكتور عبداللطيف الزياني استمرار دعم دول مجلس التعاون ومساندتها للجهود الحثيثة التي يبذلها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي والقوى السياسية اليمنية من أجل مواصلة العملية السياسية عبر تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ، وبنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية . ودعا الأمين العام لمجلس التعاون الزياني المجتمع الدولي والدول الداعمة لليمن الى مواصلة تقديم كافة أشكال الدعم لليمن في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها . وبدروها حذّرت جامعة الدول العربية، من أي محاولات تستهدف عرقلة سير العملية السياسية في اليمن أو تعمل على تقويضها. وقال أمينها العام، الدكتور نبيل العربي في بيان صحفي اليوم، إن أي محاولة لعرقلة سير العملية السياسية في اليمن يتعارض مع مطالب الشعب اليمني ويُمثّل عملاً غير مسئول يضرّ بأمن البلاد واستقرارها. وأكد العربي، تضامن الجامعة مع قيادة وحكومة وشعب الجمهورية اليمنية، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم المطلوب لليمن الشقيق وتمكينه من التنفيذ الكامل لاتفاق السلم والشراكة الوطنية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمبادرة الخليجية التي تُشكّل جميعها الأساس الحقيقي ليمن مزدهر ومستقر. ورحب الأمين العام لجامعة الدول العربية بتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة، والذي عده خطوة إيجابية خاصةً في المرحلة الحساسة والمضطربة التي تشهدها اليمن. وأشاد بجهود الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء خالد محفوظ بحاح وكافة القوى السياسية اليمنية المُخلصة التي تعاونت سوياً من أجل تشكيل حكومة كفاءات وطنية قادرة على تلبية تطلعات الشعب اليمني، معربا عن أمله في أن تتمكن الحكومة الجديدة من التغلب على التحديات الكبيرة التي تواجه اليمن في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية. كما ناشد أمين عام جامعة الدول العربية كافة القوى السياسية اليمنية الالتزام بتنفيذ تعهداتها بموجب اتفاق السلم والشراكة الوطنية، وإعلاء المصلحة الوطنية العليا لليمن. ودعا يوسف بن علوي بن عبد الله، وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" دول الخليج إلى عمل مبادرة خليجية ثانية لجمع الأطراف السياسية المختلفة في اليمن. وتأتي دعوة الوزير العماني لاعادة الازمة اليمنية الى مربع ماقبل 2011م وبعد ان قطعت اليمن اشواطا كبيرة في عملية انتقال السلطة و التسوية السياسية على ضوء المبادرة الخليجية واليتها المزمنة , ومنها انجاز مؤتمر الحوار الوطني والشروع في تنفيذ مخرجاته وصولا الى اليمن الاتحادي المنشود .
وكان الرئيس الرئيس اليمني السابق / علي عبدالله صالح وزعماء المعارضة وقعوا على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية لها في العاصمة السعودية بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في يوم الأربعاء 27 ذو الحجة 1432ه - 23 نوفمبر 2011م . وأعلن الملك عبدالله في كلمته عن فتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن، داعيا جميع الأطراف إلى التمسك بالحق ونبذ الفرقة والخلاف. وأشاد الأمين العالم لمجلس التعاون الخليجي بالجهود التي بذلها العاهل السعودي لإنهاء الخلاف في اليمن، مشيرا إلى أن جهود قادة دول الخليج كانت نابعة من حقن الدماء وحفظ الاستقرار في اليمن. من جانبه قال المبعوث الأممي جمال بن عمر إن الأممالمتحدة ساندت بشكل قوي المبادرة الخليجية، مؤكدا أن المنظمة الدولية ستعمل جنبا إلى جنب مع دول مجلس التعاون الخليجي من أجل مصلحة اليمن.