*يوسف جمال *تصاعد العنف يمهد لأحداث قادمة وسيناريو أيراني تشهد المنطقة الجنوبية تصعيدا خطيرا ومواجهات عنيفة يذهب ضحيتها العشرات من العراقيين الأبرياء,ويلمس خطورة وعنف هذه المواجهات العنيفة المواطن الذي يسكن تلك المحافظات من دون إن يعرف ما تخبئه له الأيام القادمة من ويلات ومن مصائب, وان هذا الوضع المتردي في الجنوب لاسيما في البصرة والعمارة والناصرية والديوانية صعودا إلى الكوت سوف يستمر في تصاعد وتيرة العنف وخلق مواجهات سواء إن كانت هذه المواجهات داخلية أو خارجية مفتعلة أو حقيقية. هذه المواجهات أو الحرب غير المعلنة التي تغض الطرف عنها الحكومة العراقية في المنطقة الخضراء, تدار وفق أجندة إيرانية بسقف زمني محدد بثمانية عشر شهرا , بانتهاء هذه المدة سوف يصار إلى فرض واقع سياسي جديد سوف تعيشه المنطقة الجنوبية على الرغم من رفض هذا الواقع من قبل شخصيات وطنية سياسية وعشائرية, فمنذ إن تم طرح مشروع الأقاليم من قبل الائتلاف العراقي وتم تأجيل مناقشته في ذلك الوقت لثمانية عشر شهرا, ازدادت وتيرة العنف في تلك المناطق, وذلك لفرض أجندة إيرانية على ارض الواقع وفرض منطق التجزئة والتشرذم والانفصال تحت ذريعة تحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة بعد إن تكون المنطقة إقليما مستقلا , وكذلك ستكون ثقافة الانفصال قد أتت غرسها بعد إشاعة من قبل رجال الدين وسياسي العمائم المرتبطين بالمشروع الإيراني. وزجت إيران بعناصر الحرس الثوري الإيراني وقوة القدس واطلاع من عدة نقاط حدودية مفتوحة بين العراقوإيران فضلا عن تأسيس منظمات وأحزاب مدعومة ماليا وعسكريا من قبل النظام الإيراني, وأكدت هذه المنظمات والأحزاب وجودها على الأرض بقوة السلاح وإرهاب المواطنين وتصفية العناصر المعارضة للمشروع الإيراني في الجنوب بعيدا عن أنظار القانون الغائب والسلطة المركزية الضائعة , اذانها تستثمر الانفلات الأمني لتحقيق ما مطلوب منها إيرانيا في أسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر بالنسبة للجانب الإيراني فهي بصريح العبارة حرب إيرانية تدار بالنيابة عراقيا لتصفية العناصر العراقية الرافضة للاحتلال الإيراني للعراق. هذا الواقع المرير والمأساوي الذي يعيشه أبناء الجنوب والذي لايختلف عن الواقع في العراق بشكل عام الاانه غائب عن الإعلام والمتابعة والتحليل السياسي الدقيق الذي يعود بالإحداث إلى مسبباتها الحقيقية والدعوة إلى الأحزاب والشخصيات الوطنية إلى مواجهة هذه المشاريع الاحتفالية التي تطرح بصيغ وأساليب متعددة,فتارة تطرح بذريعة الاستقلال عن المركز وهيمنة هذا المركز على القرارات والعلاقات التي يراد تأسيسها لتنفيذ أجندات خاصة مدفوعة الثمن سلفا, أو لطرد الغزاة المحتلين في تلك المناطق , أو لتصفية المليشيات المسلحة أو القضاء على التكفيريين والصداميين والى ذلك من المسوغات ومااكثرها. إن الهدف الإيراني من احتلال الجنوب يحقق للنظام الإيراني الكثير من المكاسب , فهو يفرض نفسه كشريك في الدولة العراقية لايمكن تجاوزه على الرغم من انه يدرك جيدا انه يعيش عزلة دولية وانه يستعد لمواجهة مع المجتمع الدولي عسكريا هذا من جانب , ومن جانب أخر فانه وباحتلال الجنوب العراقي بمساعدة الأحزاب والعناصر الموالية والمدعومة من قبله يحقق الحلم الذي لم يستطع تحقيقه منذ عقود طويلة في إن يكون قريبا من منطقة الخليج العربي من اليابسة , أي قريب من الحدود البرية للخليج وبذلك يستطيع إن يهدد امن المنطقة واستقرارها وابتزازها إن تطلب الأمر ذلك من خلال ممارسة الإرهاب النووي وتشجيع الفتنة والحرب الطائفية في بلدان الخليج العربي , بمعنى أخر سيكون الجنوب العراقي المحتل إيرانيا نقطة وبؤرة لتصدير الفتن والتوترات والاضطرابات إلى الخليج , وهنا لابد إن تكون هناك وقفة حازمة وشجاعة في وجه هذه المخططات الإيرانية لقطع اذرع النظام الإيراني من الامتداد بشروره إلى المناطق الخليجية الآمنة.