لهذه الأسباب نحقد على نظام الحكم ماذا تتصور أن يفعله «رئيس جمهورية» ينتمي لأحد أحزاب اللقاء المشترك «الخمسة» فيما إذا كتبت مقالاً مثلاً تتناوله شخصياً «نقداً وذماً وتشهيراً»!! وتتهمه بالشللية وتوريث الحكم والسطو والسيطرة على ثروات الوطن ومقدرات البلاد والعباد وحماية الفساد والفاسدين وقمع الحريات وتضييق الهامش الديمقراطي و.. و.. إلخ.. كما تكتبه أو تفعله مع «الرئيس الحالي» علي عبدالله صالح؟!.. سؤالاً وجهناه لأحد الزملاء المعروفين بكتاباتهم وإنتقاداتهم اللاذعة لنظام الرئيس علي عبدالله صالح فأجاب- بصراحة.. بلادنا تعتبر من البلدان المتقدمة في مجال الممارسة الديمقراطية والحريات الصحفية على مستوى المنطقة.. ولا أستطيع أن أنكر هذا الواقع وهذا الهامش الديمقراطي الكبير الذي نجني ثماره كل يوم سلوكاً وممارسة من خلال حرية الرأي والتعبير وتعدد الإصدارات الصحفية.. وما كان لنا لنمارس هذه الحقوق لولا وجود الهامش الديمقراطي.. ولولا تسامح وسعة صدر الرئيس/علي عبدالله صالحهذه الخصال أو السمة الحميدة التي يتمتع بها الرئيس يفتقر لها معظم مسئولي ورموز النظام الحاكم «مدنيين وعسكريين وحزبيين» وهم من يسيئون لمواقف وأدوار وسجايا الرئيس «إنسانياً ودينياً ووطنياً وقومياًوللأسف الشديد نعترف بمرارة نحن الصحفيين بأننا في الغالب نخلط بين هذه المواقف ونسخر أو نجير هذه الكتابات تجييراً سياسياً خاطئاً تستغله أطراف وقوى في المعارضة في ممارسة الإبتزاز والضغط على النظام الحاكم على حساب حقوقنا ومصالحنا.. وتكسب من وراء ذلك الكثير من المصالح في الوقت الذي نكون فيه ككتاب وصحفيين في أمس الحاجة للقوت اليومي وأجور التنقل داخل أحياء وشوارع أمانة العاصمةهذه حقيقة وبإمكانك الذهاب إلى مقر النقابة إن كان لديك أجرة «الباص»!! وستجد عديد من الزملاء في «حوش» النقابة لايملكون في جيوبهم مايوفر لهم إحتياجاتهم أو قوتهم «اليومي» ومايؤلمني أكثر القفز على الواقع من خلال كتاباتهم المختلفة والمتنوعة في أكثر من وسيلة ومطبوعة صحفية.. بحيث أنهم يعكسون الواقع المؤلم والمتردي الذي يعيشونه هم أنفسهم ومن هذه الزاوية الضيقة ينظرون لواقع البلاد والعباد بصورة عامة!! وينسون واقعهم المعيشي «المتردي»!! الذي أصلهم لليأس والإحباط الذي أفرز ويفرز مثل تلك الكتابات التي تحمل الحقد والكراهية للواقع ولنظام الحكم وللمحيط الإجتماعي الذي يعيشون فيهفي إعتقادي بأن رئيس آخر لايقبل ولايتحمل مايتقبله ويتحمله الرئيس علي عبدالله صالح من تناولات ومقالات وكتابات سياسية وصحفية تحمل طابع الحقد والكراهية والإنتقام لنظامه ولشخصه ولأسرته وقبيلته.. ولكنه يمتصها ويتقبلها بسعة صدر وتسامح لامثيل له حرصاً منه على ترسيخ وتجذير وتعزيز الممارسة الديمقراطية وحرية الصحافة في الوقت الذي يسعى ويتطلع فيه لأن تصبح التجربة الديمقراطية وحرية الصحافة أكثر نضجاً في المستقبل وانموذجاً يحتذى به على مستوى المنطقة والعالمأخيراً وحسب الحكمة المأثورة: «الإعتراف بالذنب فضيلة».. أعترف بأني أستمد حقدي الشديد على نظام الرئيس علي عبدالله صالح من بغض وحقد قيادات ورموز وأقطاب المعارضة في الداخل والخارج وكم كنت أتمنى أن يكون حقداً سياسياً «معارضاً» لسياسات وأخطاء النظام الحاكم والواقع الإقتصادي والمعيشي المتردي الذي أوصلنا إليه!! وليس حقداً أو إنتقاماً لشخص رمزه ورئيسه!! لأن الأسلوب أو الصورة الأولى للمعارضة تصب في خدمة قضايا الوطن والمواطن.. أما الثانية.. فهي تصفية حسابات شخصية لاتخدم مصالح وقضايا وثوابت الوطن والأمة والشعبوبالتالي حقدي على الرئيس علي عبدالله صالح لايعني بأي حال من الأحوال أني أنكر السجايا الحميدة المتعددة التي ينفرد بها وأدواره ومواقفه الإنسانية والوطنية والقومية المختلفة التي لاينكرها إلا حاقد أو مكابر!! ولأني حاقد فإنني لا أجاهر بها!! ويمحو الله بحقدنا سيئاته وذنوبه ويحولها إلى حسنات في ميزان عمله يوم القيامة.. إذاً هو الرابح والمستفيد ونحن الخاسرون في الدنيا والآخرة.