عقد اليوم الأثنين لقاء تشاوري موسع لقيادات المؤتمر الشعبي العام وحلفائه من أحزاب التحالف الوطني برئاسة رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح. وضم اللقاء أعضاء اللجنة العامة و الوزراء وأعضاء كتلة المؤتمر الشعبي العام في مجلسي النواب والشورى وممثلي المؤتمر الشعبي العام في مؤتمر الحوار الوطني والقيادات الشبابية والمرأة. حسب موقع المؤتمر نت وتصاعد الصراع على منصب رئاسة حزب المؤتمر الشعبي، المشارك بنصف الحكومة والممسك بمفاصل السلطة، بين الرئيسين: الحالي عبدربه منصور هادي، والسابق علي عبدالله صالح. يرأس صالح الحزب منذ تأسيسه عام 82م، ويشغل عبدربه منصور منصب النائب الأول لرئيس الحزب وأمينه العام. يستخدم صالح نفوذه وصلاحياته الحساسة لتسخير الحزب ضد الرئيس هادي، ويعمل على إسقاط الرئيس والحكومة وإجهاض العملية الانتقالية، ويلعب دور المعارض للرئيس والحكومة، إنه يخوض معركة ضد الرئيس هادي، نائب رئيس الحزب وأمينه العام، بأدوات الحزب. يُمسك هادي بصلاحيات كبيرة، تمنحه أنظمة ولوائح الحزب سلطة غير قليلة في قرارات الحزب، إنه يمسك بموازنة الحزب ويتحكم بأرصدته، لا يمكن لأي مصروفات أن تمضي دون توقيع هادي على شيكات وأذون الصرف. لكنه لم ينجح –حتى اليوم- في حسم الصراع على منصب رئيس الحزب وتنحية صالح من طريق طمعه. يحكم حزب الرئيسين (المؤتمر) البلاد، رغم اندلاع الثورة الشعبية وإطاحتها بصالح، إلا أن منصب رئيس الجمهورية كان من نصيب الحزب الذي يلعب حاليا دور المعارضة لرئيسه، إنها معركة بين رئيس ورئيسه. "سيفان" يتنازعان "غمد" المؤتمر كان صالح قال في وقت سابق إنه لن يكون هناك "سيفين في غمد واحد"، لكن قبضته بالحزب تتعزز بمرور الوقت، إنه يحتكر قرارات الحزب ويعمل على توسيع تحالفاته في الدوائر العليا بتعيين موالين له كأعضاء في اللجنتين الدائمة والعامة، صاحبتا الحق في القرارات السيادية. لم تُفلح الأموال السخية وعروض ومغريات الاستقطابات التي كانت ولا تزال الشغل الشاغل للرئيس هادي، في زعزعة قبضة صالح. لقد تبدلت الموازين، وعاد صالح للتهديد بفصل هادي من الحزب واستبداله برئيس آخر حكومة في عهد صالح الدكتور علي محمد مجور، في منصب الأمين العام. يُكثف صالح اجتماعاته باللجنة العامة للحزب (المكتب السياسي)، وهي اللجنة التي لم يجتمع بها هادي غير مرتين منذ توليه منصبه تقريبا. ومع اقتراب انتهاء المدة الزمنية للمرحلة الانتقالية المحددة بعامين ومفترض أن تنتهي في فبراير 2014، ما لم يتم تمديدها أو تجديدها، يقترب الصراع بين هادي وصالح من مرحلة "كسر العظم"، يدور الصراع حول انتخاب هادي مرشحا للحزب في الرئاسية القادمة، صلاحيات اختيار المرشح هي فقط من حق اللجنة الدائمة للحزب، تقول أنظمة ولوائح الحزب التي تنص أيضا على أن رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر الشعبي العام. مؤخرا أصدر صالح قرارات تنظيمية بتعيين قياديين في الحزب كأعضاء في دائمة الحزب، إنه يسعى لتعزيز الموالين له وترجيح التصويت داخل اللجنة المخولة بحق الدعوة لعقد المؤتمر العام الذي من حقه انتخاب رئيس الحزب ونوابه والأمين العام، المؤتمر العام الذي نجح هادي في إفشال انعقاده بتحضيرات من صالح لتتحول الفعالية إلى مهرجان احتفالي احتضنته الصالة الكبرى بملعب الثورة شمال العاصمة. من أدوات صالح في حربه ضد هادي، وسائل إعلام الحزب، موقع "المؤتمر نت" وصحيفة "الميثاق" المتحدثة باسم الحزب، إنها تعمل ضد هادي وتستهدف حلفائه وتحرض على النظام الحالي، إنها غطاء لمخططات صالح وأداة للثورة المضادة ووسيلة لتشويه القيادة الحالية. الصقور يتصدرون المعركة باشتداد وتيرة الصراع بين هادي وصالح، واستدعاء صالح لسفير ومندوب اليمن في الأممالمتحدة علي مجور، لحضور اجتماعات المكتب السياسي، وتلويح قيادات باتخاذ قرار بإبعاد هادي من منصبه في الحزب تحدثت معلومات عن نية هادي تقديم استقالته وتشكيل حزب جديد أو الانضمام إلى حزب سياسي قائم، برز صوت القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة ياسر العواضي، ووجه رسالة إلى هادي بإعلان ترحيبه باستقالة أي قيادي في الحزب "وأي شخص سيفكر في ذلك سنرحب على الفور بقبولها عند تقديمها". يتصدر تيار صقور المؤتمر المعركة ضد الرئيس، وسبق واتهم العواضي الرئيس هادي بالتورط في حادثة جامع النهدين، فيما سبق ولوح الأمين العام المساعد للحزب سلطان البركاني، إلى محاولة اغتيال هادي بحديثه عن أن شرايين هادي سوف تنتهي خلال أشهر. الأسبوع الماضي، شن المتحدث الإعلامي باسم رئيس المؤتمر الشعبي أحمد الصوفي، هجوما عنيفا على الرئيس وفي مقال نشرته صحيفة "اليمن اليوم" التابعة لنجل صالح، وقال الصوفي إن هادي لم يعد مقبولا ولا يتميز بتلك الشروط التي يقبلها أطراف اللعبة السياسية. وأضاف أن هادي يحتاج إلى "تأهيل الرياضيين الذين يقتحمون المنافسات العالمية في القفز على الحواجز بمرونة وسرعة ورشاقة دون الرجوع إلى الخلف" –حسب تعبيره. البحث عن مرشح للرئاسة سبق وأعلن الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي عبده الجندي، أن عبدربه منصور، سوف يكون مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية القادمة، لكن الحال تبدل مؤخرا بالكشف عن مناقشة الحزب قائمة تضم 8 أسماء كمرشحين باسم الحزب للرئاسية القادمة. وقال ياسر العواضي، إن لجنة مصغرة من اللجنة العامة اقترحت ثمانية أسماء، خمسة منهم من الجنوب وامرأتين، كمرشحين عن الحزب، وهو المقترح الذي أوضح أنه سوف يقدم إلى اللجنة العامة لدراسته وعرضه على اللجنة الدائمة. حزب الرئيس يسعى للإطاحة به يستند الرؤساء والمسئولين إلى أحزابهم ويعتمدون عليها في مساعدتهم ومواجهة القوى الأخرى، ذلك هو الدافع والجدوى من الانخراط في التكتلات السياسية، لكن الحال بالنسبة للرئيس هادي وحزبه يبدو مختلفا للغاية، فالحزب تحول إلى أداة للإطاحة بقيادته ونائب رئيسه وأمينه العام من رئاسة الجمهورية بدل اعتباره مكسبا للحزب. في غير مرة أعلن صالح وقوفه ودعمه لهادي، داعيا قيادات وأعضاء وأنصار الحزب للوقوف معه، إلا أن الحال تبدل مؤخرا، صار صالح يجاهر بعدائيته ونقمته على هادي. استبق حزب المؤتمر جميع القوى السياسية والثورية والشعبية معلنا رفضه تمديد فترة مؤتمر الحوار الوطني والمرحلة الانتقالية وبالتالي التمديد للرئيس هادي. أعلن الحزب عبر لجنته العامة رفضه التمديد، ودشن حملة توقيعات لرفض التمديد لنائب رئيسه وأمينه العام. الأسبوع الماضي صعد الحزب من محاولات عرقلة مؤتمر الحوار، أعلن رفضه تشكيل اللجنة المصغرة بفريق القضية الجنوبية (8+8) بالمناصفة بين الشمال والجنوب، اعتبر الحزب أن التشكيلة "شطرية" تتعارض مع المبادرة الخليجية، هي التشكيلة التي أفضت إليها عودة ممثلي الحراك الجنوبي إلى مؤتمر الحوار وإنهاء مقاطعتهم التعطيلية لأعماله. أعقب ذلك رفض الحزب القرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس هادي، الأربعاء، قضى بإنشاء صندوق جبر الضرر ورعاية أسر شهداء وجرحى ثورة 11 فبراير والحراك السلمي. يعارض الحزب توصيف القرار لما حدث في 2011م بثورة 11 فبراير الشعبية السلمية، وهو التوصيف الذي يرفضه المؤتمر، ويعتبر أن ما حدث مجرد أزمة سياسية، وصف الحزب القرار بالسابقة الخطيرة مهددا بعرقلة مؤتمر الحوار.