تداعيات وآثار قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية أصابت المواطن بشلل وعرقلت أعمال كثيرين وكبّدت آخرين أعباء مالية إضافية في كثير من جوانب الحياة. سعر وايت الماء في العاصمة ارتفع من (3 آلاف) ريال إلى ما يقارب (8 آلاف) ريال بسبب ارتفاع أسعار البترول والديزل الذي دفع أصحاب الوايتات لرفع الأسعار. سافرت إلى العاصمة صنعاء للسكن برفقة عائلتي المكونة من أربعة أولاد وأستأجر شقة ب(25000) ريال في حي مذبح وفجأة انقطعت المياه في منزلي فاضطررت إلى الخروج إلى محطة الوايتات المجاورة. المواطن محمد الأسدي، يقول إنه تفاجأ بارتفاع أسعار الوايتات لأكثر من الضعف مما كانت عليه قبل شهور، مفيدا أنه اشترى وايتاً بنفس الحجم ومن نفس المكان قبل فترة ليست بالبعيدة ب5 آلاف ريال لا غير. مضيفا: لا أدري كيف أعيش في ظل ارتفاع أسعار المياه بشكل يجعل من شراءه أمرا صعباً للغاية. يتعجب المواطن الحرازي، صاحب مطعم، من هذه الأسعار التي فاقت ضعف السعر الأول. وقال إنه مضطر لشراء الماء من أصحاب الوايتات بالسعر الذي يريدونه كي لا يتوقف عمله. مضيفا: الأمر أصبح عشوائياً وأصاحب الوايتات والارتوازات يبيعون الماء بالسعر الذي يريدون دون وجود أي رقيب ينظم ويحدد سعرا معينا وثابتا ويزيل عنا هم الغلاء غير المبرر". استغلال رفع الدعم لا يكاد يشعر المواطن بوجود أزمة في المشتقات النفطية إلا وسارع الجميع في رفع الأسعار. هذا ما قاله صالح الصرمي، الذي أنهكته رحلة البحث عن وايت ماء بسعر مناسب في شارع شملان، فهو كما يؤكد لا يملك في جيبه سوى 2500 ريال وهذا المبلغ هو سعر الوايت الذي تعود عليه من قبل، لكن ما وجده هو العكس فسعر الوايت وصل إلى 7 آلاف ريال بحجة ارتفاع أسعار الديزل اضطرت الصرمي إلى بيته بخفي حنين. يؤكد مصلح الحاج، أن زوجته توقفت عن أعمال المنزل منتظرة قدوم صاحب الوايت لتعبئة خزان المنزل وفور وصوله أخبرها أن سعر الوايت أصبح ب 7000 ريال. تفاجأ الحاج حين سمع هذا الكلام وأمر صاحب الوايت بالذهاب بعد أن كان قد اتصل به مسبقاً. صعوبة الحصول على الماء يبرر علي المطري، صاحب وايت، رفع سعر الماء، ويقول: اتقوا الله، إحنا نشتري الدبة الديزل ب(4) آلاف ريال، وأعبي الوايت من الارتواز بألفي ريال؛ وننتظر ساعات عند صاحب الارتواز لملئ الخزان، واحمدوا ربكم أنكم تشتروه بهذا السعر". يضيف شايع، صاحب وايت بمذبح: كنا قبل عامين نملئ خزاناتنا باليوم مرتين أو ثلاث مرات دون أي عناء أما الآن بات من الصعب أن أملأه مرة واحدة؛ خاصة في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع الديزل.. معتبرا أن الأزمة "أتعبت سائق الوايت كما أتعبت المواطن، وأصحاب الارتوازات رفعوا سعر التعبئة من 1000 ريال إلى 2000 ريال إضافة إلى الساعات الطويلة التي أقضيها أنا وباقي أصحاب الوايتات في سرب طويل لتعبئة الماء من الارتواز". أزمة خانقة ارتفاع أسعار المشتقات دفع أصحاب ارتوازات المياه لرفع سعر البيع إلى الضعف. يقول الحاج أحمد الحاشدي، صاحب ارتواز: نحن نشتري برميل الديزل ب50000 ريال من المحطات؛ وكنت أشتريه من قبل بضعف المبلغ من السوق السوداء؛ ونستخدم كل 12 ساعة برميلاً واحداً؛ وهذا ما دفعنا إلى رفع سعر تعبئة الماء على أصحاب الوايتات الذين رفعوا بدورهم السعر على المواطن، ولو كان الديزل رخيصاً لما قمنا برفع سعر الماء من 1000 ريال إلى 2000 ريال". ويؤكد أن أزمة المشتقات النفطية وارتفاع أسعارها أتعبت الجميع "فالأرباح التي يجنيها قليلة للغاية وتكاد تكون معدومة ولو توفر الديزل لكان الحال أفضل لهم ولأصحاب الوايتات والمواطن في الدرجة الأولى". فشل الحكومة وراء ارتفاع الأسعار يتهم مالكو الوايتات حكومة الوفاق بالوقوف وراء الأزمة التي شهدتها البلاد سواء من خلال انعدام المشتقات النفطية أو من خلال رفع الدعم عن المشتقات واستغرب المطري -سائق وايت- من سوء إدارة موارد الدولة من قبل الحكومة ويصفها بالفاشلة لأنها "لم تستطع القضاء على الفساد الحاصل في وزارات الدولة ولم تضع حداً له؛ بل ساعدت على انتشاره".