فيما التصريحات الرسمية تضخ التطمينات بإجراء مؤتمر الحوار الوطني في منتصف نوفمبر المقبل حذر الثوار في ساحات الحرية والتغيير والحرية الجمعة الماضية من الهرولة إلى الحوار قبل أن يتم إنجاز أكبر قدر ممكن من هيكلة الجيش وتحديداً إقالة رموز العائلة من قيادة المؤسسة العسكرية والأمنية. وتؤكد التصريحات الرسمية عن إجراء الحوار في موعده مسنودا بدعم إقليمي ودولي وأممي. ووصل إلى صنعاء السبت الماضي المبعوث الأممي جمال بن عمر بعد فترة وجيزة من مغادرتها لمراقبة تنفيذ عملية نقل السلطة عبر تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وأشار بن عمر في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية إلى أن زيارته الحالية ستتركز على قضية تقديم الدعم للإعداد لمؤتمر الحوار الوطني حيث قدمت الأممالمتحدة مساعدات للجنة الفنية للإعداد والتحضير للحوار، وأكد أن العملية الانتقالية لا يمكن أن تنجح إلا بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الذي سيتناول العديد من القضايا التي تهم اليمنيين منها قضية صعدة والقضية الجنوبية وإنشاء دستور جديد وغيرها من القضايا الهامة وأنه سيلتقي خلال الزيارة بعدد من المسئولين في الدولة والفعاليات السياسية من جميع الأطراف. والتقى الرئيس عبدربه منصور هادي السبت الماضي بالسفراء العشرة للدول الراعية للمبادرة الخليجية وهم سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي وسفراء مجلس التعاون الخليجي ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي. وتوافق حديث كل من سفير المملكة العربية السعودية علي بن محمد الحمدان وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكية جيرالد فيرستاين وسفير روسيا الاتحادية سيرجي غيور كوزلوف على أن الدول الراعية للمبادرة ستعمل من خلال سفرائها في اليمن كل ما بوسعها من أجل المضي في ترجمة المبادرة السياسية من أجل إخراج اليمن من ظروفه الصعبة إلى بر الأمان وفقاً لقرارات مجلس الأمن 2014 ،2051 وبصفة خاصة ما يتعلق بالحوار الوطني الشامل الذي لا يستثني أحداً بحسب ما نقلته وكالة سبأ. تطمينات رسمية بإجراء مؤتمر الحوار في موعده تتوالى التطمينات الرسمية بالعمل على إنجاح مؤتمر الحوار الوطني حيث قال الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية السبت الماضي أثناء لقائه السفراء العشرة للدول الراعية للمبادرة الخليجية: في كل الأحوال نحن حتى الآن نسير بطريقة حققت الكثير من النجاحات على المستوى السياسي بصفة أكبر، وصولاً إلى تشكيل اللجنة الفنية العليا للحوار الوطني والتي طلبت التمديد لثلاثة أسابيع أخرى لإنهاء مهمتها بصورة كاملة وأكد الرئيس أن أمامنا الآن وفقاً للمرحلة الثانية من المبادرة الخليجية خطوة وطنية استراتيجية على درجة عالية من الأهمية وهو المؤتمر الشامل للحوار الوطني الذي لن يستثي أحداً. ودعا الرئيس عبدربه منصور هادي إلى ضرورة تعاون الجميع من القوى السياسية والمجتمعية والثقافية في الداخل وتعاون المجتمع الدولي أيضا من أجل إنجاح الحوار الوطني الذي يعول عليه إيجاد المخارج العملية والحلول الفعلية لكل الملفات والقضايا العالقة من أجل الوصول إلى الحكم الرشيد المرتكز على الحرية والعدالة والمساواة وكل ما تتطلبه الدولة المدنية الحديثة في ظل الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن، وشدد الرئيس على أنه ينبغي أن يمضي الحوار الوطني خطوات إعادة الهيكلة في الجيش والأمن ومختلف المسارات في وقت واحد ومنها تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والسجل الانتخابي الجديد حتى لا تتوقف عند بعض الاشتراطات التي قد تولد فيها بعد مشاكل أكبر. وفي حوار مع موقع عدن أونلاين أبدى محافظ عدن وحيد علي رشيد تفاؤله بنجاح الحوار وتغليب المصلحة الوطنية فيه على ما سواها, وقال إن الحوار فرصة لكل القوى لتضع ما تريد وبأي سقف كان. مؤكداً على أن القضية الجنوبية هي أهم ما يمكن أن يراعيه الحوار وبكل أبعادها المختلفة ومقترحات حلها المتعددة, داعياً الحراك إلى المشاركة الجادة في الحوار بكل فصائله، منوهاً إلى أن رفض المشاركة في الحوار يعني وضع القضية الجنوبية في مفترق طرق. وكان الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي قد أصدر في 14 يوليو الماضي قراراً بتشكيل اللجنة الفنية التحضيرية للحوار مكونة من خمسة وعشرين عضواً معنيين بالتحضير والإعداد الفني لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني في منتصف شهر نوفمبر القادم بعد أن قد أصدر في السادس من مايو الماضي قراراً بتشكيل لجنة الاتصال في أولى الخطوات للتهيئة والتحضير لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل. وسبق وان أقر مجلس الوزراء في 12 ابريل الماضي تشكيل لجنة وزارية تقوم بإجراء حوارات تمهيدية مع شباب الثورة في ساحات التغيير والحرية في إطار التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني الشامل. تأتي هذه التطمينات في الوقت الذي لا تزال اللجنة الفنية التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، تواصل نقاشاتها من أجل شكل وقوام مؤتمر الحوار الوطني وقد اتفق أعضاء اللجنة على أن رئاسة فرق العمل التسع تتكون من رئيس ونائبين ومقرر. كما تم التوافق على أن يمثل الجنوب والنساء في رئاسة الفرق. كما تم التشديد -حسب بيان اللجنة الذي نشرته على تمثيل الشباب في قوام الفرق وأن اختيار أعضاء الرئاسة يكون بالتوافق والذي سيفضي باختيار شباب في الرئاسة بحكم أن الشباب كفئة عمرية يمثلون أكثر من 70% من اليمنيين مع مراعاة الكفاءة والتخصصات المهنية المطلوبة في الفرق». مطالبات حزبية لتهيئة الأجواء لحوار بناء لا يختلف الموقف الحزبي كثيرا عن الموقف الرسمي فيما يتعلق بحشد الجهود لإنجاح مؤتمر الحوار ويتضح ذلك من خلال التصريحات التي أطلقتها عدد من القيادات الحزبية في تكتل المشترك وغيره، حيث أكد رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بمحافظة الضالع سعد الربية خلال مشاركته بمهرجان ذكرى تأسيس الإصلاح والاحتفال بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر بمديرية جبن بالضالع أن أبناء اليمن حم�'لوا الإصلاح أمانة عظيمة تتمثل في الاصطفاف الوطني من أجل بناء اليمن الموحد والشراكة الوطنية الحقيقية. ودعا الربية إلى ضرورة حل مشاكلنا بالحوار الذي قال إنه الطريق الصحيح وأن على الشعب حث الحكومة والرئيس على تهيئة الأجواء لحوار صادق وبناء بما يعيد لأبناء اليمن الشراكة الحقيقة، مضيفا: فلا نريد يمنيا واحدا يشعر بالضيم، ولا نريد شرقا ولا غربا ولا شمالا وجنوبا، لا اليمن الأسفل ولا اليمن الأعلى، وإنما نريد أن يتساوى اليمنيون جميعا أمام الدستور والقانون. في السياق ذاته كان د.ياسين سعيد نعمان قد أكد أن الحوار الوطني لا توجد أمامه ثوابت ومفتوح على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية اعتبر حزب المؤتمر نقطة ضعف العملية السياسية لاسيما تلك القوى المقاومة للتغيير بداخله والتي لا زالت تهيمن عليه، مؤكدا على أهمية تخليصه من هذه القوى من أجل أن يلعب دوراً أساسياً وفاعلاً في العملية السياسية الديمقراطية. وفي محاضرة له عن الذكرى ال 34 لتأسيس حزبه بمقر الاشتراكي بصنعاء الأسبوع الماضي دعا الدكتور ياسين الحوثيين إلى أن يكونوا أكثر وضوحاً في المشروع السياسي الذي أصبحوا جزءاً منه وذلك بانخراطهم في الحوار الوطني وقال إنه قد آن الأوان لكي يشاركوا فيه وشدد على أن من الخطأ أن يقبلوا تأسيس مشروعهم على قاعدة القطيعة مع النسيج الوطني من منطلقات عرقية. الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد دعا من جانبه المخلوع علي صالح إلى إفساح المجال للرئيس الحالي عبدربه منصور هادي ليمارس صلاحياته دون تدخلات. وقال ناصر، في تصريحات خاصة ل«الشرق الأوسط» إنه ينظر إلى التسوية السياسية الجارية في اليمن في ضوء المبادرة الخليجية ب«تفاؤل حذر وارتياب»، لأنها «تسير إما نحو تطور إيجابي بما يخدم التسوية وإما أن تتحرك في الخط المعاكس بما ينذر بفشلها أو انهيارها». وأعرب عن اعتقاده أن الأزمة السياسية في اليمن «تتغور في عمق الوطن وتتغول في الجسد اليمني والوحدة الوطنية»، وقال: «كلنا نعرف أن المبادرة الخليجية لم تتحدث عن الثورة ولا عن القضية الجنوبية بل ركزت على الأزمة ونقل السلطة ولذلك قامت التسوية السياسية بين فريقين وقعا عليها وكنا نأمل أن تشمل التسوية كافة الطيف السياسي اليمني وأن يكون الشباب الرقم الأبرز فيها». تنظيمية الثورة تجدد اشتراط هيكلة الجيش وفي الوقت الذي لا تمانع فيه القوى الثورية من الدخول في الحوار الوطني دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية الأحزاب الموقعة على المبادرة الخليجية والقوى السياسية المشاركة في الحوار الوطني إلى عدم الارتهان للحلول السياسية على حساب الفعل الثوري. وحذ�'رت اللجنة في بيان لها من الهرولة للحوار قبل توحيد الجيش تحت قيادة وطنية موحدة, مؤكدة أن المشاركة في الحوار في ظل بقاء ابن المخلوع في رئاسة الحرس الجمهوري تفريط بأهداف الثورة وخيانة لدماء الشهداء. وحملت اللجنة هذه الأحزاب المسئولية الأخلاقية والتاريخية بالقبول بذلك. في السياق ذاته قال المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية إن مؤتمر الحوار الوطني الذي سيجري خلال الأشهر المقبلة يهدف إلى إنقاذ اليمن والمضي قدماً باتجاه إعادة بنائه بعد سنوات من الفساد والتهميش. وقالت في بيان صحفي «إن الوطن اليوم يقف على أعتاب مرحلة فاصلة وحاسمة والجميع يتهيأ للدخول في حوار وطني عام وشامل هادف وبناء لإنقاذ الوطن ثم المضي قدماً باتجاه إعادة بنائه والشروع في تنميته ودعا المجلس إلى «الوضوح والصدق والإخلاص والصراحة والتحرر من أدران الماضي في العلاقات التكتيكية والنفعية والمصلحية بين مختلف القوى الوطنية الفاعلة على الساحة خلال مؤتمر الحوار الوطني الذي يجري الإعداد له، مضيفاً أن ذلك «يتطلب شجاعة كافية في ترجيح مصالح الوطن الإستراتجية وأهمها أمنه واستقراره». مجلس الثورة بالضالع: توحيد الجيش يوفر مناخا جيدا للحوار في حوار مع عدن أونلاين قال الرئيس المجلس الثوري بالضالع فضل أحمد حسين ناصر القردعي إن الإقصاء والتهميش ثقافة عفا عليها الزمن ونحن نعيش اليوم ثقافة الحوار والقبول بالآخر. ونأمل من الرئيس هادي الإسراع في توحيد المؤسسة العسكرية الأمنية على أساس وطني والذي يمكنه من حفظ الأمن والاستقرار الذي يولد مناخا مناسبا للدفع بعجلة التنمية والاستثمار وكذا الإسراع باستقلالية القضاء حتى يتمكن القضاء من محاسبة المفسدين الضالعين بالقضايا الأمنية والذي من خلاله يتم حفظ الحقوق العامة والخاصة كما نطالب الرئيس هادي بمطالبة المجتمع الدولي ودول الجوار بتجميد أرصدة المخلوع وعائلته كونها أصبحت خطرا يهدد المجتمع اليمني وكذا الإقليمي والدولي. وعن موقف المجلس الثوري من مؤتمر الحوار الوطني قال نحن ندعو إلى حل مختلف القضايا بالحوار وهو هدف من أهدافنا الذي أنشئ من أجله هذا المجلس فموقفنا من الحوار الوطني واضح وهو التعاطي مع الحوار بإيجابية.